رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الانتخابات الأمريكية.. المُر والأمَّر منه

6-11-2024 | 18:42


وفاء أنور,

مثل شعبي مصري يردده العامة منذ زمن طويل حين يأتي أمران غير مستحبين، فنضطر أن نختار أحدهما متضررين مرددين هذا المثل:" قال إيه رماك على المر، قال اللي أمر منه" هذا هو المثل الذي يمثل الموقف المعقد الذي يمر به عالمنا الآن والذي تعجزنا أحداثه عن التنبؤ بما يدور خلف صورته الظاهرة أمامنا، صورته المحاصرة بقلب الحقائق والتشويش المتعمد لعرض الأمور، صورته التي كثيرًا ما أصفها بالجنون والعبثية، هذا هو حال أغلبنا وهو يتابع مشهد الانتخابات الأمريكية هذا العام دون مبالغة أو تقليل.

لقد سئم العالم العهد الذي مضى بكل معاناته وخططه الهادفة لإبقاء الصراع على كل أرض وإن كان عالمنا العربي هو صاحب النصيب الأوفر من الفوضى والدمار بكل ما تحمله تلك الكلمة من معنى.

فقد كان عامًا شديد الوطأة، ثقيل الأثر على الأنفس والقلوب بكل ما فيه، قررت أغلب الشعوب أن تستدعي صوتًا وصورة من الماضي القريب، لعلها تكون أفضل من سابقتها، ولعل هذا الرئيس يتمكن من السيطرة على هذا الوضع الخطير الذي يدفع بنا نحو المجهول.

أصدقكم القول حين أخبركم بأن هذه هى المرة الأولى التي أكتب فيها عن موضوع يتعلق بمشهد سياسي ما، لكني وكالعادة أتناوله من منظور نفسي بحت، فأنا لست بالمحللة السياسية التي تمكنها حنكتها من التعبير عن هذه الأمور، بل أنا كالكثيرين أتابع المشهد من مسافة قريبة وأتمنى أن يأتي من الله الفرج والتفريج، نرجوه بأن يعيد الهدوء وينشر السلام، وأن تشرق شمسه علينا بالمحبة- ولو لبعض الوقت- لتمنح الجميع فرصة التقاط الأنفاس، فالوضع شائك ومختلط بشكل غير مسبوق.

الإيمان الحق بربنا يفرض علينا أن نتفحص أحوالنا من قبل الآخرين، نلقي الضوء على علاقتنا بربنا وبأخذنا بالأسباب، بثقتنا في قدرته وبحسن توكلنا عليه، فأنا أتضرر من هؤلاء المتشائمين، وأعتبر ذلك التشاؤم المتصاعد لديهم أكبر دليل على قلة نصيبهم من الإيمان المطلق بأن الله وحده هو القادر على كل شيء، من يتحكم بهذا العالم بحكمته، من بيده تسير الأمور. 

دائمًا ما أرى أن الحل يكمن وراء السعي المرتبط بالأمل في -الله- الذي يمكنه أن يبدل حالنا من حال إلى حال أفضل منه بسر كن فيكون، الله القادر على أن يمطرنا بالخير حين يشاء ومتى يريد، فلنراقب معدلات إيماننا قبل كل هذا ولنصدق أنفسنا الحديث، هل نستحق الأفضل برغم أن أغلبنا راح يتجه ويميل كل الميل نحو ما نهانا الله عنه؟ هل سينصرنا ربنا وأغلبنا ما زال يصادق الفتن متعمدًا متتبعًا خطاها بكل إصرار وجحود؟  

الأمر يستحق أن نتوقف طويلًا أمامه، فليست الأمور والمصائر تحسب من هذه الزاوية وهذا المنظور، وليست العواقب ترتبط بمجيء هذا أو ذاك الرئيس.