تشهد القوات المسلحة تطورا كبيرا على كافة الأفرع والمستويات في ظل الاهتمام الكبير من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة على التطوير الهائل بالقوات المسلحة في كافة المجالات القتالية والتدريبية والتعليمية والتسليحية.
ويعد النشاط التدريبي "ردع 2024"، والذي نُفذ بمسرح عمليات البحر المتوسط بالذخيرة الحية، وبمشاركة الأفرع الرئيسية ومختلف الإدارات التخصصية بالقوات المسلحة، دليلًا واضحًا على حجم التطور الكبير الذي تشهده القوات المسلحة بوجه عام والقوات البحرية على وجه الخصوص.
وأكد عدد من الخبراء العسكريين أهمية النشاط التدريبي "ردع 2024"؛ لما يحمله من دلالات كبيرة تؤكد قوة الردع للدولة المصرية وقدرتها على حماية أمنها ومصالحها.
وقال مدير الكلية البحرية الأسبق ونائب رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس سابقًا اللواء طه مرزوق، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "إن النشاط التدريبي "ردع 2024" أظهر كفاءة جميع القوات المشتركة، خاصة وأن كافة أساليب القتال التي شهدها هي أساليب قتال حديثة.. وكل ما حدث في "ردع 2024 " لم تشهده مصر من قبل"، مؤكدًا أن الفضل في ذلك يعود إلى القيادة السياسية التي تنبأت مبكرا بالتحديات الكبيرة الموجودة في شرق البحر المتوسط، وتحولها لمنطقة صراع مستمر بين قوى إقليمية وقوى عظمى، كما عملت على تسليح القوات المسلحة بالأسلحة الحديثة التي لم تكن متواجدة قبل ذلك.
وأوضح أن النشاط التدريبي تضمن أنشطة تدريبية بالذخيرة الحية أظهرت احترافية شديدة في تنفيذ كافة المهام، حيث شاركت به عدد كبير من الأسلحة المختلفة من قوات بحرية وبرية وطبية ودفاع جوي وأسلحة مساعدة، منوها إلى أن أهم ما يميز تلك المناورة هي أن مركز القيادة الرئيسي في هذا النشاط التدريبي كان من حاملة المروحيات التي تعتبر سفينة اقتحام بر مائية، وهو ما أظهر قدرة حاملة المروحيات على القيادة والسيطرة.
وأشار إلى أن النشاط التدريبي أظهر أيضا أنشطة قتالية متعددة من أفرع مختلفة، مثل التصدي لهجوم جوي بواسطة المقاتلات على مدايات بعيدة والصواريخ المحمولة بحرًا، فضلا عن التصدي لهجوم من سفن السطح، والتي شهدت أسلوبا جديدا في التعامل مع التهديدات القتالية، وهو ما أظهر القدرات القتالية العالية لحاملة المروحيات، وما تملكه من قدرة نيرانية كبيرة.
وأضاف: أن "ردع 2024" أطلق رسالة واضحة، وهي أن القوات المسلحة بوجه عام، والقوات البحرية على وجه الخصوص قادرة على الدفاع عن المجال البحري بأكلمه، مبينا أن كلمة "المجال البحري" تعني ما هو تحت سطح الماء، والأهداف فوق السطح والأهداف الجوية والفضاء بما فيه الفضاء الإلكتروني والحرب السيبرانية، لافتا إلى أن المناورة لا تتوقف عند الردع ضد الأهداف التقليدية، ولكن لكل ما هو حديث في الترسانات العسكرية.
وفي تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، قال مدير الكلية البحرية الأسبق ورئيس هيئة موانئ بورسعيد الأسبق اللواء أحمد صادق "إن النشاط التدريبي "ردع 2024" يحمل دلالات وأهمية كبيرة، على رأسها التعاون بين أفرع القوات المسلحة بالاشتراك مع القوات الجوية والبرية"، مشيرا إلى أن التدريب أظهر الكفاءة العالية في استخدام الأسلحة الحديثة في ظل تركيز مصر على تنويع مصادر السلاح، حيث أثبت كفاءة المقاتل المصري في استخدام التكنولوجيات العالية والأسلحة الحديثة.
وشدد على أن النشاط التدريبي يبعث برسالة واضحة وصريحة، وهي أن مصر تثبت للعالم أجمع مدى قوة الجيش المصري "الأول في الشرق الأوسط والـ10 عالميا"، وأنه جيش قوى وقادر على مواجهة أي تحديات تواجه الدولة وتهدد أمنها ومصالحها.