رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبراء دوليون بـ "المنتدى الحضري": تمكين المجتمعات المحلية عنصر محوري لتطوير حلول سكنية مستدامة

7-11-2024 | 19:32


المنتدى الحضري

أجمع عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال الإسكان على ضرورة اعتماد نهج شامل يتضمن تغييرات جذرية في السياسات والممارسات، مع التركيز على دور المجتمعات المحلية وضرورة تمكينها من المساهمة في تطوير حلول سكنية تتماشى مع احتياجاتها الحقيقية.

وأشار في المركز الإفريقي للمدن بجامعة كيب تاون إدغار بيترس - خلال جلسة اليوم /الخميس/، بعنوان أزمة السكن: نظرة عامة، وذلك ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي - إلي أن قضية الإسكان يجب أن توضع ضمن إطار أوسع يتطلب تحويلا جذريا في التقنيات متعلقة بالبنية التحتية، موضحا أن التحول في البنية التحتية يجب أن يشمل أنظمة الطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل .

وأكد أن هذا التحول يتطلب استخدام مواد بناء تعتمد على مصادر طبيعية بدلا من الحديد والخرسانة، التي يجب التخلص منها تدريجيا على مدى العقود القادمة .

واعتبر أن تحقيق هذه التحولات يستلزم ثورة حقيقية في سياسات الإسكان، وأن القطاع الخاص القائم حاليا في إنتاج الإسكان قد لا يكون قادرا على تحقيق هذه الأهداف بمفرده، مضيفا أنه من الضروري البحث عن آليات وأدوات لإعادة توجيه استثمارات القطاع الخاص نحو أداء مستدام .

من جانبها، دعت أستاذة في الجامعة البابوية الكاثوليكية في تشيلي مارجريتا جرين، إلى ضرورة إشراك الأكاديميين في وضع السياسات العامة لتحسين الإسكان، مشيرة إلى تجربتها الأكاديمية والعملية في مجال الإسكان الاجتماعي والمستوطنات غير الرسمية في أمريكا اللاتينية . 

وأوضحت أن العمل ضمن إطار السياسة العامة يختلف تمامًا عن البحث العلمي التقليدي، حيث تتطلب السياسة العامة استجابات سريعة وعملية، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للأكاديميين، وركزت على أهمية التعاون بين مختلف التخصصات الأكاديمية وكذلك مع المجتمعات المحلية لفهم احتياجاتهم ورؤيتهم بشكل أعمق .

وأكدت أن الباحثين يجب أن يغيروا منظورهم عند دراسة السياسات العامة بحيث يأخذون في الاعتبار الأفراد المتأثرين مباشرةً .

وأشارت جرين إلى أهمية تبادل الخبرات الإقليمية بين أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والمناطق الأخرى، وأشارت التجربة الغنية للمساكن غير الرسمية في جنوب أمريكا التي يمكن أن تكون نموذجا يحتذى به في مجالات معينة، مؤكدًة ضرورة تعزيز الاتصال بين المناطق المختلفة. 

بدورها، أكدت رئيسة التحالف الآسيوي لحقوق السكن سومسوك بونيابانشا، أهمية تغيير النهج التقليدي الذي يعتمد على تدخل الحكومات فقط دون إشراك المجتمعات المحلية، مشددة على أن الحلول المستدامة تأتي من تفعيل دور الطلب بدلا من الاعتماد الكامل على العرض.

وذكرت أن تجربة التحالف في تايلاند أثبتت أن تمكين المجتمعات المحلية ومنحها الفرصة للتنظيم والتفاوض في قضايا الإسكان يمكن أن يحسن بشكل كبير فرصهم في الحصول على سكن مناسب.

وأضافت أن العالم قد تغير بشكل كبير منذ أول مؤتمر حول السكن، وأصبح من الضروري تمكين المواطنين ليكونوا فاعلين حقيقيين في العملية التنموية بدلا من الاعتماد على الحكومات والأنظمة المالية التقليدية، مؤكده أن الحكومات لا تزال تعتمد على أساليب تقليدية في التعامل مع قضايا الإسكان، بينما يركز القطاع الخاص على الربح دون مراعاة لسرعة التغيير وضرورة التكامل مع المجتمعات المحلية.

وأوضحت أن النهج الأفضل لتحقيق التغيير هو السماح للمواطنين بأن يصبحوا شركاء نشطين في عملية الإسكان، مع تطوير أنظمة تمويل تدعم هذه الشراكات بشكل عملي، مشيره إلى أن نسبة السداد في برامج التمويل التي يعمل بها التحالف تصل إلى 98%، مما يثبت أن الفقراء قادرون على الالتزام عندما تتاح لهم الفرص المناسبة .

بدورها، أكدت بيث شيتيكوي بيتي، عضو المنظمة الدولية لقاطني العشوائيات، أهمية النظر إلى الأحياء الفقيرة كفرصة بدلاً من مشكلة، موضحة أن العديد من المدن الكبرى في العالم يسكنها عدد كبير من الأفراد في أحياء غير رسمية، وأن سكان هذه الأحياء يمتلكون القدرة التنظيمية لإحداث تغييرات إيجابية من خلال التعاون مع الحكومات المحلية. 

ودعت إلى ضرورة إعادة النظر في برامج التخطيط العمراني، مشيرة إلى أن المخططين الحضريين يجب أن يأخذوا في اعتبارهم احتياجات المجتمعات المحلية التي يخططون لها.

من جانبه، شدد بيشوابريا سانيال الأستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، على أهمية الدور الذي يلعبه الممارسون العاملون في الميدان في تقديم الحلول الفعّالة للمشاكل السكنية، مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات المعنية بالإسكان تملك البيانات والتقنيات اللازمة، ولكنها لا تنجح في معالجة مشكلة الأسعار المرتفعة للإسكان بسبب القضايا المؤسسية والتنظيمية . 

وأكد ضرورة أن يكون الأكاديميون قادرين على النظر في التجارب العملية وتطوير نظريات بناءً عليها، بدلًا من الاعتماد على النماذج التقليدية، حيث تناول أهمية التعاون بين الممارسين والأكاديميين

من أجل تحسين الأداء وتطوير حلول مستدامة ومبتكرة، مؤكدا أن النجاح في مجال الإسكان يتطلب فهماً عميقًا لكيفية عمل المنظمات والأساليب التي تؤدي إلى تحسين الواقع السكني .