"أوبرا دمنهور".. ملتقى التراث والإبداع
أوبرا دمنهور تُعد واحدة من أبرز المعالم الفنية في مصر، وشهدت عروضًا مميزة وأحداثًا بارزة جعلتها مركزًا للثقافة والفنون في الدلتا، وتُعدّ جزءًا من خطط التطوير الثقافي، فهي عبارة عن مزيج خاص يجمع بين الفن الأوروبي العريق والزخارف العربية.
تأسست أوبرا دمنهور في البداية كقصر ملكي يضج بالفخامة، لتكون إحدى المعالم الثقافية والراقية لتحتضن الفعاليات الثقافية، ثم تأسست أوبرا دمنهور تحت اسم "تياترو فاروق" أثناء حكم الملك فاروق، وقد تم تصميمها على يد المهندس الإيطالي غارويني كاسيو الذي استوحى تصميمها من الطراز الأوروبي الكلاسيكي، مزجاً بين الرقي والفخامة.
تقع أوبرا دمنهور في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، تم افتتاحها في عام 1930، وتُعتبر معلمًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا، يُميزها طرازها المعماري الكلاسيكي الذي يمزج بين الطرازين الروماني والإسلامي.
تتميز القاعة الداخلية بتفاصيلها المزخرفة وأسقفها العالية المزينة، بالإضافة إلى مقاعدها التي تستوعب حوالي 600 مشاهد، مما يجعلها وجهة مثالية للعروض الضخمة.
بعد ثورة 1952، تم تغيير اسمها إلى "مسرح دمنهور"، وفي عام 2009، أُعيد ترميمها وافتتاحها تحت اسم "أوبرا دمنهور" لتكون تحت إشراف دار الأوبرا المصرية.
تستضيف أوبرا دمنهور العديد من العروض الفنية والموسيقية والمسرحية، بالإضافة إلى المهرجانات الثقافية الوطنية والدولية.
كما تقدم أوبرا دمنهور عروضًا متنوعة تتضمن الأوبرا، الباليه، الموسيقى الكلاسيكية، والعروض المسرحية، كما تستضيف فرقاً محلية وعالمية، ما يجعلها مركزًا هامًا للحركة الثقافية في منطقة الدلتا.
شهدت أوبرا دمنهور منذ إعادة افتتاحها في عام 2009 برامج فنية مكثفة، وتنوعت بين الحفلات الموسيقية الكلاسيكية والمعاصرة، والعروض المسرحية، وعروض الأوبرا العالمية، إلى جانب استضافة مهرجانات فنية وثقافية، مثل مهرجان الموسيقى العربية الذي يُقام سنويًا، حيث يُقدِّم نخبة من الفنانين المصريين والعرب عروضًا موسيقية ومسرحية.
كما تُخصص الأوبرا برامج خاصة للأطفال والشباب بهدف تنمية الذوق الفني وتوسيع قاعدة الجمهور. وتحرص على استضافة الفرق الموسيقية العالمية، مما يتيح للجمهور المحلي فرصة التعرف على الفنون والثقافات المختلفة.