رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
نور محمود لـ الكواكب: «تيتا زوزو» يحمل رسالة مهمة فى تربية الأبناء
نور محمود
رشا صموئيل
نور محمود، ممثل موهوب، لديه كاريزما خاصة، استطاع من خلالها أن يحجز لنفسه مكانة متميزة على الساحة الفنية وسط جيله من الشباب. هذه المكانة لم يصل إليها نور من فراغ، بل واجه صعوبات وتحديات كبيرة مع بداية الطريق، حيث بدأ أولى محاولاته منذ عام 2002، التى لم تسفر سوى عن مشاركته فى عدد لا يذكر من المَشاهد فى بعض الأعمال الفنية، ولكنه لم ييأس؛ إيماناً بنفسه وقدراته، إلى أن جاءت نقطة تحول فارقة، كانت بمثابة تصحيح المسار فى مشواره عام 2016 بدوره بمسلسل «اختيار إجبارى» إخراج مجدى السميرى، ثم مسلسل «أمل حياتى» مع النجمة حنان مطاوع، وهو الدور الذى بدأ فى إبراز ملامحه الفنية بقوة وعرفه الجمهور من خلاله، ثم توالت أدواره فى أعمال متميزة ما بين السينما والمسرح والدراما التليفزيونية، التى أحدثها دور «المهندس سيف» بمسلسل «تيتا زوزو» ذلك العمل الأسرى الدافئ، خفيف الظل الذى نجح فى التفاف الأسر المصرية حوله، حيث ظهر فى دور الابن البِكر للفنانة إسعاد يونس، الدور الذى منحه مساحة كبيرة لإظهار قدراته بشكل أكبر وأعمق، واستطاع نور أن يلعبه ببراعة وذكاء ومرونة فى تحولاته مع الشخصية، من شخص جاد وحاد إلى شخص يحاول التغيير ليكون نموذجياً من أجل إسعاد عائلته، ثم شخص متمرد قرر أن يعيش لأجل نفسه فقط، هذا غير أن دور سيف مهم وهادف، فهو بمثابة توجيه رسالة مهمة مضمونها كيف نتعامل مع أولادنا ومشاكلهم فى ظل الانفتاح والتقدم التكنولوجى الذى نعيشه.
«الكواكب» التقت النجم نور محمود فى حوار خاص فتح فيه قلبه، وتحدث عن مشواره، والتحديات التى واجهته، وأيضاً عن دور «سيف»، وكواليس مسلسل «تيتا زوزو» وعلاقته بالقديرة إسعاد يونس، وإلى نص الحوار.
كيف وجدت ردود الفعل تجاه شخصية «سيف» فى مسلسل «تيتا زوزو».. وأهم التعليقات التى ترسخت فى ذهنك؟
الحمد لله، استقبلت تعليقات كثيرة جداً ما بين الهجوم والتعاطف والغضب؛ لأن شخصية «سيف» لم تسر على وتيرة واحدة، بل مرَّت بعدة تغييرات مختلفة، فتارة نجده شخصاً جاداً جداً وحاداً، وتارة أخرى نجده شخصاً يحاول أن يكون نموذجياً ويغير من نفسه من أجل إسعاد عائلته، ثم يكون شخصاً آخر يعيش لنفسه، وهذا ما عملنا عليه فى المسلسل وأرهقنى جداً، ولكنه أثر فى الناس لدرجة أن الشخصية فى البداية تعرَّضت للهجوم، لأن سلوك الأب كان مرفوضاً، ثم حدث تعاطف مع الشخصية، وهذا فى حد ذاته أسعدنى جداً، لأنه دليل على مدى تأثير الشخصية فى الناس، أما عن أهم التعليقات حول الشخصية، فكان: «كرهناك، وبعد كده صعبت علينا».. ولكن أهم تعليق كان من ابنتى الجميلة مريم، عندما قالت لى: «الحمد لله يا بابى أنك مش سيف!».
من قام بترشيح نور محمود لدور سيف بمسلسل «تيتا زوزو»؟
تم ترشيحى للدور من قبل المخرجة الكبيرة شيرين عادل، بمباركة الفنانة إسعاد يونس.
شخصية سيف مختلفة عما قدمته من قبل.. كيف تناولتها بهذه التركيبة الجادة؟
«سيف» كان إنساناً متفائلاً، يفتح ذراعيه للحياة، ويهوى المزيكا أثناء الجامعة، ولكنه مرَّ بلحظة فارقة فى حياته، وهى وفاة والده، التى غيرت مجرى حياته لأنه الأخ الأكبر، ففكر بشكل خاطئ وهو أن يرتدى عباءة والده، وأن يتحمل المسئولية، وهو أمر جيد، لكنه فعل ذلك بشكل خاطئ، فاتخذ شكلاً آخر لحياته أكثر جدية فترك المزيكا، والتحق بكلية الهندسة لكى تتشرف به والدته، وتزوج وأنجب مبكراً، وتَعامل مع كل من حوله بشكل جاد جداً، وبالورقة والقلم والحسابات، وكل مَن كان يخالف الرأى يعتبره خاطئاً، ففى النهاية «سيف» ليس شخصاً سيئاً، ولكنه ضحية التفكير الخاطئ، فليس معنى تحمل المسئولية التفكير بهذا الشكل أو إساءة التصرف، فكانت النتيجة أنه أصبح جامداً وشديداً مع زوجته وأولاده وأمه وإخوته، وهو متخيل أن هذا لمصلحتهم.
من وجهة نظرك.. ما المشكلة الحقيقية بين سيف وأولاده؟
المشكلة الحقيقية فى ابتعاد سيف عن أولاده، اعتقاداً منه بأن الأب لابد أن يكون صارماً وجاداً وذا شخصية غير قابلة للمناقشة، وهذا ما أحدث ابتعاداً وجفاءً بينه وبين أبنائه، فالتربية الحديثة لابد أن تقوم على المرونة واللين والمناقشة الحرة، فلو أعتقد أى أب وأم فى هذا العصر أن بإمكانهما تربية أولادهما على نفس النهج الذى تمت تربيتهما عليه فهم بعدين عن الواقع؛ لأن جيلنا كان ينظر للدنيا من خلال شباك أهله، ولكن الطفل الآن ينظر للدنيا من خلال جهاز ما بين يديه، وبالتالى لا يحتاج إلى والديه، ولذلك فلابد من التعامل معه بذكاء، ونكون على قدر مستوى تفكيره ومناقشة اهتماماته مهما كانت تافهة بالنسبة لنا، حتى نستطيع تكوين أعمدة قوية من الصداقة، ولو حدث عكس ذلك ستحدث فجوة وابتعاد.
ما المشترك بين نور محمود وسيف فى الحقيقة؟
هناك نقاط مشتركه بين نور وسيف، أهمها أن نور يحب عائلته جداً ويخاف عليها جداً جداً مثل سيف تماماً، ولكن سيف يتصرف بشكل خاطئ، أيضاً سيف طَموح جداً فى عمله ويريد أن يكون مهندساً يشار إليه، ونور أيضاً يعشق عمله، ويتمنى أن يكون ممثلاً كبيراً.
كيف تتعامل مع تربية أولادك فى ظل الانفتاح الذى يشهده العصر الحديث؟
الموضوع ليس بسيطاً على الإطلاق؛ لأن هناك اختلافاً فى الأفكار، ولابد من المناقشة الموضوعية، وهناك حالة من التفكير والتحديات التى تواجه كل أب وأم فى ترية الأولاد، خاصة بسبب التكنولوجيا التى تحيط بأولادهم؛ لأن الولد أصبح يرى أطفالاً فى مثل عمره يكسبون مبالغ كبيرة من خلال مواقع السوشيال ميديا، وهنا التحدى الأعظم: كيف أقنعه بأن مستقبله بالدراسة والعلم أفضل؟!.
من وجهة نظرك.. ما الخيط الرفيع بين حماية الأب وفرض الرأى؟
فرض الرأى لابد أن يكون له وقته، ولكن لابد أيضاً أن تكون هناك مناقشات قوية، ويحق للأب التدخل السريع عندما يشعر بأن هناك خطراً يداهم أولاده، ومن هنا لابد من فرض الرأى ولابد أن يعتاد الأولاد على المناقشة الإيجابية، والتفاهم والوصول لحلول ترضى الطرفين حتى عندما تكون هناك وقفة صارمة من جانب الأب، وقتها سيدرك الأولاد أن هناك شيئاً خاطئاً، ولذلك فإن فرض الرأى أحياناً يكون أسلوباً جذرياً للحماية، ولكن لابد من اتباع أساليب مقنعة، فقديماً فى جيلنا كان يُقال له «لأ وخلاص»، ولذلك فأنا أكرر أن التربية الآن أصبحت أصعب بكثير من جيلنا.
ماذا عن الكواليس بين الابن البكرى «سيف» ووالدته «زوزو» لتظهر بهذا التناغم والقوة على الشاشة؟
كان لقائى مع الفنانة القديرة إسعاد يونس حلماً وتحقق منذ عامين من خلال استضافتها لى فى برنامج «صاحبة السعادة»، وفوجئت بعد ذلك بترشيح المخرجة الجميلة شيرين عادل لى لدور ابنها، فهذا كرم كبير من ربنا، وكانت القديرة إسعاد يونس تملك المفاتيح كلها فى يدها من أول يوم تصوير، وقد استطاعت إذابة كل الحواجز، وكانت تعاملنا بالفعل مثل الأم، وتحاوطنا بمشاعر جميلة طوال الوقت، واعتدنا أن نجلس حولها قبل التصوير ونتحدث عن حياتنا وكانت على قدر كبير من التفاهم، ولديها مرونة فى التعامل إلى أقصى درجة، وتتجاوب مع ملاحظاتنا خلال التصوير، فهى بالفعل لها نصيب كبير من اسمها، فلديها قدرة على إسعاد كل من حولها، فهى تملك تركيبة إنسانية عجيبة نادراً ما تتكرر؛ حنينة وذكية وروحها حلوة بشكل غير طبيعى، ورغم تاريخها الحافل بالأعمال والنجاحات، إلا أنها متواضعة لأقصى درجة، فقد تعلمنا منها الكثير من الالتزام فى العمل والحضور، هى بالفعل نجمة بكل المقاييس.
ما أصعب المشاهد التى واجهتك بالمسلسل؟
المشهد الذى جمعنى بوالدتى «زوزو» بالمستشفى، حين اتهمتها بأنها تحب أخى الأصغر أكثر منى، وتفرق بيننا فى المعاملة، والحقيقة أنى كنت مركزاً جداً فى هذا المشهد، إلا أنها انفجرت من الغضب فى وجهى، فقد وصلت لدرجة الانفجار، وكان أداؤها فى هذا المشهد طبيعياً جداً، لدرجة أننى شعرت بأنى بالفعل ابنها.
ما سر نجاح ووصول مسلسل «تيتا زوزو» للبيوت والتفاف الأسر حوله؟
كانت هناك علاقة عائلية حقيقية وحب كبير يجمع زملائى فى العمل، والجميع يساعد بعضه لكى نظهر فى أبهى صورة، وهذا ما ظهر على الشاشة، منهم ندى موسى ومحمود البزاوى وحمزة العيلى وإيناس كامل وبسمة داود وإسلام إبراهيم، هذا غير المصداقية واحترامنا للبيوت من خلال عمل محترم لا يخدش الحياء، ولذلك كانت الناس تتابعه بكل أريحية وثقة.
كما أن المخرجة شيرين عادل استطاعت أن تشيع حالة جميلة جداً من البهجة والدفء والحب فى اللوكيشن، فعلى الرغم من الساعات الكثيرة فى التصوير، إلا أننا لم نشعر بالملل، بل كانت هناك حالة استمتاع، وإلى جانب قيمتها الفنية الكبيرة كمخرجة فهى بالفعل من قلائل المخرجين الذين يحبون الممثل جداً، ولذلك أقول إن سبب نجاح المسلسل ووصوله للبيوت فى الأساس حالة الترابط بين فريق العمل كله، التى استمرت حتى بعد انتهاء تصوير المسلسل، وأصبح التواصل مستمراً بين فريق العمل بشكل يومى.
من هو قدوة نور محمود فى التمثيل؟
نحن أثرياء بعظماء فى الفن، بداية من نجوم الأبيض والأسود، إلى أساتذة كبار أمثال نور الشريف وعادل إمام ومحمود عبد العزيز، ولكن منذ نعومة أظافرى وأنا مرتبط بالفنان القدير أحمد زكى، وأحياناً أجلس ساعات أشاهد أعماله لكى أعرف كيف وصل لهذه النقطة، لدرجة أننى استطعت أن أحفظ جميع أفلامه عن ظهر قلب، وأحياناً أكرر مشاهد بعينها كى أعرف كيف وصل إلى هذا الإحساس، فأنا بالطبع متأثر به جداً، ولكن أستبعد تقليده تماماً.
قلت من قبل إن مسلسل «اختيار إجبارى» نقطة فارقة وتصحيح مسار فى مشوارك الفنى.. ما تعليقك؟
بالفعل، فهذا العمل جاء فى مرحلة كنت أقرب فيها إلى تغيير مسارى والابتعاد عن الفن نهائياً، نتيجة عدد من الإحباطات وحالة اليأس التى كانت تتملكنى وقتها، فمنذ عام 2001 حتى عام 2016، وأنا أطرق كل الأبواب ومكاتب الكاستينج، ولكن دون نتيجة، فمنهم من يرفض بلطف ومنهم مَن يرفض بعنف، وقد حاولت فى تلك المرحلة بشتى الطرق الممكنة وغير الممكنة، حتى كنت قريباً جداً من الابتعاد عن الفن تماماً، من شدة يأسى، إلى أن جاء مسلسل «اختيار إجبارى»، للمخرج مجدى السميرى، فكان بمثابة البوصلة التى غيرت مجرى حياتى، وكان بداية تعارف الجمهور بى، ولأول مرة يوقفنى شخص فى الشارع يسلم عليّ بسبب مسلسل «اختيار إجبارى»، والحمد لله أنى استفدت من تلك الفترة وأصقلَت شخصيتى وأنضجَتنى وتعلمت منها كثيراً.
وما أهم الأعمال التى تعتبرها علامات فى مشوارك الفنى؟
مازال أمامى الكثير لأقدمه إن شاء الله، لكن هناك بالفعل أعمال ذات فضل كبير عليّ، وكل مخرج عملت معه ساعدنى بخطوة مهمة للأمام فى مشوارى، بدايةً من «حدائق الشيطان» إلى «تيتا زوزو»، فهناك أدوار علَّمت مع الجمهور، وأدوارٌ لم تعجب الناس، ومن أهم الأعمال التى لا أنساها مسلسل «أمل حياتى»، مع النجمة حنان مطاوع، فمن خلال هذا المسلسل عرفنى الجمهور أكثر لأن حنان مطاوع نجمة محبوبة ولها جمهور عريض، والناس من هنا بدأت تعرف اسمى، وقدمت مسلسل «30 يوم» مع باسل خياط وآسر ياسين، ثم مسلسل «بين عالمين» مع الأستاذ طارق لطفى، ثم فيلم «الخلية»، ثم أصبحت لى أعمال مهمة مع مواسم رمضان مثل «القاهرة كابول»، و«هجمة مرتدة» و«الإمام الشافعى» و«وعود سخية» و«الاختيار» مع المخرج بيتر ميمى، وغيرها من الأعمال التى أعتز بها جداً.
أيهما أقرب إلى قلب نور محمود.. السينما أم التليفزيون؟
هدفى الوصول للناس، فأنا أعشق التمثيل فى المطلق، سواء من خلال السينما أو التليفزيون أو المسرح أو الراديو، وأمل حياتى أن تعرف مصر كلها أن هناك ممثلاً اسمه نور محمود، وأتمنى تقديم جميع الأنماط والشخصيات، وأرفض وضعى فى قالب واحد.