ترامب في البيت الأبيض.. وأعين نتنياهو على الضفة الغربية
مرة أخرى يعود الرئيس الأسبق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليجلس متمطعًا على مكتبه البيضاوي، بعد فوز تاريخي لم يكن يمني حتى نفسه به، وذاك يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل القضية الفلسطينية من أجندة الرئيس الجمهوري، الذي لطالما تباهى ببغض المسلمين وحب اليهود.
ولكي نقف على مسافة واحدة، فإن ترامب في خطابه الحالي، لم يحمل نفس ما حمله في عام 2016، حين جهر صراحة بالعداء للمسلمين، وكل ما يتعلق بهم، أما في السباق الحالي، فهو يعود إلى البيت الأبيض محمولًا على أكتاف الأصوات المسلمة، التي تعهد لها مرارًا بأنه قادر على إعادة السلام إلى الشرق الأوسط، دون أن يوضح آلية ذلك.
ومضى ترامب في استعطاف تلك الأصوات، بعد أن أدرك سخطها اتجاه إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، جراء ما تقدمه من دعم لا محدود لإسرائيل في حرب "الإبادة" التي تشنها ضد قطاع غزة، وبطبيعة الحال لا يمكن فصل منافسته الديمقراطية كامالا هاريس عن تلك الإدارة بصفتها تشغل منصب نائب الرئيس.
وخير ما يؤكد أن حديث المرشح الجمهوري عن إعادة السلام إلى الشرق الأوسط، بما فيه إنهاء الحرب على غزة، كان له دور في حسم السباق الرئاسي لصالحه، هو انتصاره في ولاية "ميشيجان" معقل الأصوات المسلمة.
والآن، يجب على ترامب الوفاء بعهده الذي قطعه على نفسه اتجاه الشرق الأوسط عمومًا، وفلسطين خصوصًا، وذلك يأتي بداية بوقف الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، ومن ثم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
القضية الفلسطينية على أجندة ترامب
وفي جميع الأحوال لا يمكن الفكاك بين نتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية والقضية الفلسطينية في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومع وجود ترامب في البيت الأبيض، لا يستبعد أن تتجه أنظار رئيس الوزراء الإسرائيلي، اتجاه الضفة الغربية، وهذا يجعل الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، يقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، احتفل بعودة الرئيس الأسبق، دونالد ترامب، مرة أخرى إلى البيت الأبيض بشكل واضح.
وأوضح "مطاوع" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن احتفال "نتنياهو" يأتي لاعتقاده أن وجود ترامب على رأس حكم الولايات المتحدة الأمريكية، سيساهم في تنفيذ مخططاته اتجاه الضفة الغربية.
ويستشهد على ذلك بأن رئيس مجلس الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، يوسي داجان، سيحل ضيفًا، لحضور حفل تنصيب ترامب، مع العلم أن "داجان" قاد حملات واسعة داخل الولايات المتحدة لتأييد "ترامب"، بما في ذلك اجتماعه مع الإنجليين في البلاد.
وبناءً على ذلك، يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، أنه سيكون هناك غض طرف من قبل الإدارة الأمريكية على التوسع في استيطان الضفة، موضحًا أن هذا ما يبحث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، مما سيسهم -كما يعتقدون- في ضم جزء من الضفة الغربية بنفس الطريقة التي قدمت في صفقة القرن.
ويُذكر بزيارة نتنياهو الأخيرة لـ"واشنطن" عندما ألقى كلمة في الكونجرس الأمريكي، التقى بعدها بـ"ترامب"، حيث صرح "نتنياهو" وقتها بالقول:"إسرائيل صغيرة بحاجة إلى مزيد من الأراضي، للتوسع"، وفي اعتقاده أن في ذلك إشارة إلى الضفة الغربية.
وحول الحرب في غزة، يشير "مطاوع"إلى أن أحد الوعود التي قطعها "ترامب" على نفسه أثناء حملته الانتخابية، وقف الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، معلقًا:"الحرب ستقف في النهاية، لأن إسرائيل استنفذت العمل العسكري في الضفة ولم يعد هناك جديد يُضاف".
وتابع: "نعم الحرب ستنتهي.. لكن ما هو الزمن السياسي.. ما هو شكل غزة بعد اليوم التالي للحرب، هذا ما يبحث عنه نتنياهو لفرض رؤيته، ويحتاجه ترامب في ذلك".
وبالنسبة للإدراة الأمريكية القائمة، يقول إنها قادرة على الضغط، لوقف الحرب، لكن في اعتقاده أن نتنياهو لن يمنح بايدن، هذا المجد السياسي، بل سيكون من نصيب ترامب "كهديه منه".