"الإنقاذ الدولية" تحث القادة العالميين على تمويل العمل الاستباقي لمواجهة الكوارث المناخية
دعت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) القادة العالميين إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتمويل الإجراءات الاستباقية لمواجهة الكوارث المناخية، مشيرة إلى تزايد الفيضانات والنزوح في جميع أنحاء إفريقيا.
وذكرت اللجنة، في بيان صحفي اليوم الاثنين "في ظل انعقاد مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29) حاليا في أذربيجان، أن الدول الهشة والمتأثرة بالنزاعات، خاصة في إفريقيا، تعاني بشكل غير متناسب من آثار تغير المناخ، مع تفاقم الأزمات الإنسانية نتيجة الصدمات المناخية.
وأشارت اللجنة إلى أن 12 من بين 17 دولة الأكثر عرضة للكوارث المناخية والصراعات تقع في أفريقيا، ما يعكس الحاجة الملحة لتبني استراتيجيات استباقية تعتمد على أدوات التنبؤ وخبرات المجتمعات المحلية للتخفيف من آثار هذه الكوارث.
ففي السنوات الخمس الأخيرة، تأثر ملايين الأشخاص في إفريقيا بالفيضانات الشديدة والجفاف المطول، مما أدى إلى تفاقم أزمات انعدام الأمن الغذائي والصحي، بحسب البيان، مشيرة إلى أن تشاد تعتبر واحدة من أكثر الدول تضررًا في القارة، حيث تأثر 1.9 مليون شخص بالفيضانات هذا العام، كما تأثرت دول أخرى مثل الكاميرون وبوروندي بالفيضانات، التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف وتدمير المنازل والمحاصيل، بحسب البيان.
وفي غرب أفريقيا، شهدت دول مثل مالي والنيجر ونيجيريا أسوأ الفيضانات منذ عقود، مما أدى إلى نزوح أكثر من 3 ملايين شخص وزيادة في انتشار أمراض مثل الكوليرا والملاريا وسوء التغذية.
وفي سياق هذه الأزمات، تدعو لجنة الإنقاذ الدولية إلى تمويل العمل الاستباقي الذي يمكن أن يدعم المجتمعات في مواجهة الكوارث المناخية قبل وقوعها.
وتشدد اللجنة على أهمية الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر المجتمعية والأدوات التنبؤية، التي من شأنها أن تسرع تقديم المساعدات المالية وتساعد المجتمعات على التعافي بشكل أسرع من الأزمات.
وتؤكد اللجنة أيضًا على ضرورة تمويل طويل الأجل ومرن يتيح الاستجابة الاستباقية بدلاً من الانتظار لحين وقوع الكارثة، مشيرة الى ان هذا التمويل يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في كيفية تعامل الدول مع الكوارث، مع بناء مرونة أكبر في المستقبل.
مع تزايد الأزمات المناخية، شددت اللجنة على ضرورة أن يلتزم المجتمع الدولي في مؤتمر (COP29) باتخاذ خطوات ملموسة لدعم الدول الهشة في مواجهة تغير المناخ، وتخصيص جزء من الميزانيات الإنسانية للعمل الاستباقي الذي يمكن أن يقلل من حجم الكوارث ويخفف من معاناة المتضررين.