أكد الاتحاد الإفريقي أنه يعمل على تعزيز شراكته مع مختلف الأطراف والشركاء الدوليين لتعزيز جهوده لتأمين تمويل مستدام للمبادرات الإفريقية الرامية لتحقيق السلام، والتي تهدف إلى تعزيز الاستقرار والنمو على المدى الطويل، إدراكًا منه أن السلام هو الأساس لبناء المرونة الاقتصادية واستغلال الإمكانات الاقتصادية لإفريقيا.
وذكر الاتحاد - في بيان أصدره اليوم الاثنين، أن وفدا رفيع المستوى برئاسة نائبة رئيس المفوضية الإفريقية الدكتورة مونيك نسانزاباغانوا قام بالتواصل مع مؤسسات مالية عالمية رائدة وبنوك التنمية ومنظمات بارزة في بناء السلام، وذلك خلال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي في واشنطن.
وشدد الاتحاد، خلال المناقشات التي قادتها مونيك بمشاركة ستيف باتريك لالاند مدير شراكات وتعبئة الموارد في المفوضية وداغماويت موجيس مديرة أمانة صندوق السلام في الاتحاد، على الحاجة الملحة لتأمين تمويل مستدام للسلام كآلية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وتسريع التنمية في أفريقيا لتحقيق أهداف أجندة 2063.
وفي اجتماع أخر، أكد الاتحاد الإفريقي ومجموعة البنك الدولي ضرورة رفع مستوى أجندة السلام في أفريقيا ضمن استراتيجيات التنمية العالمية، حيث أعربت أياندا دلودلو المدير التنفيذي في البنك الدولي عن اهتمام قوي بتعبئة الموارد لتحقيق أولويات الاتحاد الأفريقي من خلال الجمعية الدولية للتنمية (IDA)، مما يمكن من تنفيذ مشاريع إقليمية وقارية تتجاوز النهج الخاص بكل بلد.
واتفق الطرفان على أهمية إشراك وزراء المالية الأفارقة لمواءمة الاستراتيجيات المالية مع أهداف السلام والتنمية في أفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز الحوكمة والمساءلة، فيما دعت الدكتورة نسانزاباغانوا البنك الدولي للانضمام إلى مجموعة التقييم المستقلة لصندوق السلام الأفريقي، حيث يمكن لخبرة البنك في تقييم الأثر أن تسهم في تعزيز شفافية وفعالية صندوق السلام.
ومن بين الجهود الأخيرة للاتحاد الإفريقي أيضا اجتماع مع البنك الأفريقي للتنمية (AfDB)، حيث أشاد رئيس مجموعة البنك الافريقى أكينوومي أديسينا بتقدم الاتحاد في أجندة 2063، معربا عن دعمه لدور صندوق السلام في معالجة الأسباب الجذرية للصراع.. ودعا الاتحاد الأفريقي رسميًا البنك الأفريقي للتنمية للانضمام إلى مجموعة التقييم المستقلة لصندوق السلام لتعزيز الشفافية والمساءلة في تمويل السلام.
كما اتفق الجانبان على إنشاء إطار مشترك لتطوير مبادرات تمويل السلام المستدام التي تعتمد على الموارد من القطاعين العام والخاص.
وفي اجتماع ثنائي منفصل، أعرب رئيس بنك "أفريكسيم بنك" بينيديكت أوراماه عن دعمه المستمر لهياكل الحوكمة المحسنة لصندوق السلام الأفريقي، والتزم بترشيح ممثل للانضمام إلى مجموعة التقييم المستقلة للصندوق، بحيث تعزز هذه الشراكة التزام "أفريكسيم بنك" بدعم بيئة استثمارية سلمية في جميع أنحاء أفريقيا، وهو أمر ضروري لتعزيز التجارة والنمو الاقتصادي.
ومن جهة أخرى، أكد الرئيس التنفيذي لشركة التأمين على التنمية التجارية والاستثمارية الأفريقية (ATIDI) مانويل موسيس التزامهم بدعم مهمة الاتحاد الأفريقي في منع الصراعات وبناء السلام
وتناولت اللقاءات مع مسئولى صندوق السلام كيفية مواءمة خبرة (ATIDI) في إدارة المخاطر مع أهداف صندوق السلام.. كما تواصل صندوق السلام مع مؤسسة "إيكوبنك" عبر الحدود، حيث ناقش الرئيس التنفيذى للمؤسسة جيريمي أووري نماذج الشراكة المبتكرة لتوسيع تمويل السلام عبر القارة. واتفق الجانبان على أنه من خلال الاستفادة من شبكة إيكوبنك الواسعة، يخطط صندوق السلام الأفريقي لزيادة الوعي وتعبئة الموارد لمبادرات السلام، ودعوة القطاع الخاص والمؤسسات المالية متعددة الأطراف للعب دور فعال في استقرار أفريقيا.
وخلال اللقاءات مع مسئولى بنك "شيلتر أفريك" للتنمية، استكشف صندوق السلام الأفريقي كيف يمكن أن تكون الإسكان وتطوير البنية التحتية أساسًا للسلام، حيث أكد الرئيس التنفيذي والمدير العام للبنك ثيرنو-حبيب هان دور الإسكان الآمن في استقرار المجتمعات المتضررة من النزاعات.. واتفق الطرفات على التخطيط للتركيز على إعادة توطين السكان النازحين وإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المتأثرة بالنزاعات، مما يعزز المرونة والتماسك الاجتماعي.
وخلال المناقشات أيضا مع صندوق السلام الأفريقي، أكد الرئيس التنفيذي لشركة (ZEP-RE) هوب موريرا أن السلام ضروري لخلق الظروف التي يمكن أن تزدهر فيها الأعمال.. تناول الاجتماع مبادرات تعاونية تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع وتعزيز الاستقرار الدائم من خلال تعزيز المرونة الاقتصادية.
وفي سلسلة من الاجتماعات مع منظمات بناء السلام الأمريكية، بما في ذلك "التحالف من أجل بناء السلام" و"ون إيرث فيوتشر" و"هيومانيتي يونايتد" و"سايفروورلد" و"صندوق السلام"، ناقش صندوق السلام الأفريقي الفرص للاستفادة من الموارد الخيرية الأمريكية لدعم جهود السلام التي تقودها أفريقيا.. وأبدت هذه المنظمات اهتمامًا قويًا بدعم صندوق السلام من خلال تعبئة الموارد الاستراتيجية وجهود المناصرة.
وبصفته منصة رئيسية لتعبئة الموارد لدعم جهود منع الصراعات وتعزيز الاستقرار طويل الأمد في جميع أنحاء أفريقيا، يلتزم صندوق السلام الأفريقي بتعزيز قدرة أفريقيا على مواجهة التحديات المتعلقة بالسلام، وخلق بيئة مستقرة يمكن فيها للسلام أن يدفع النمو الاقتصادي والمرونة والازدهار لجميع الأفارقة.