رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


علماء الفضاء يلجأون لصور قديمة لدراسة كوكب أورانوس

12-11-2024 | 21:09


كوكب أورانوس

إسلام علي

حلّقت مركبة الفضاء "فوييجر 2" التابعة لوكالة ناسا بالقرب من أورانوس في عام 1986، لم يكن العلماء يدركون حينها أنهم يشهدون حدثاً نادراً وظروفاً كوكبية غير اعتيادية، فكان الغلاف المغناطيسي لأورانوس في حالة مميزة لم يرصد مثلها إلا نادراً، حيث تعرض لضغط مكثف من الرياح الشمسية، وهو ما أثر على كيفية استكشاف "فوييجر 2" لبيئة الكوكب الغازي الأزرق.

ووفقا لما نقله موقع  cosmosmagazine، أظهر التحليل الأخير لبيانات "فوييجر 2"، الذي نُشر في مجلة  Nature Astronomy، أن التوقيت الذي رُصد فيه الغلاف المغناطيسي لأورانوس تزامن مع حدث غير عادي وهو ضغط قوي من الرياح الشمسية، وهو ما جعل الغلاف المغناطيسي لأورانوس يبدو مختلفاً تماماً عن المعتاد، وأقل تماثلاً مقارنة بالكواكب الغازية الأخرى.

ومن المثير للاهتمام أن هذه الحالة النادرة تشكل أقل من 5% من الأوقات التي قد يتعرض لها الغلاف المغناطيسي لأورانوس لمثل هذه الضغوط، مما يعني أن الصورة التي حصلنا عليها عن الكوكب ربما تكون غير مكتملة، وتعطي انطباعاً محدوداً عن طبيعته.

كشفت بيانات "فوييجر 2" أن الغلاف المغناطيسي لأورانوس يتميز بعدد قليل نسبياً من جسيمات البلازما، مقارنة بغلاف كواكب مثل زحل والمشتري، ولكنه يحتوي على أحزمة إلكترونية عالية الطاقة بكثافة غير اعتيادية، مما يميزه عن غيره من الكواكب الغازية في النظام الشمسي.

ولم يتوقف الاكتشاف عند هذا الحد؛ فقد أثار تحليل البيانات مزيداً من الأسئلة حول قمري أورانوس الكبيرين، تيتانيا وأوبيرون، فطبقا لما قاله الباحثون، من المحتمل أن هذين القمرين يدوران خارج الغلاف المغناطيسي لأورانوس، مما قد يسمح بدراسة سطحهما بشكل أفضل وفحص احتمالية وجود محيطات تحت سطحهما.

يُعدّ هذا الاكتشاف مثيراً للاهتمام، حيث يفتح المجال أمام احتمالات جديدة حول الطبيعة الجيولوجية لهذه الأقمار وربما اكتشاف بيئات فريدة تحت سطحها.

ومنذ رحلتها الاستكشافية إلى أورانوس ونبتون، تواصل "فوييجر 2" رحلتها عبر الفضاء، وقد وصلت الآن إلى مسافة تتجاوز 20 مليار كيلومتر عن الأرض، وهي تواصل إرسال إشاراتها إلى الأرض رغم المسافة الهائلة.

وعلى الجانب الأخر، أتاحت بيانات فوييجر 2 التي  تم جمعها خلال تحليقها بالقرب من أورانوس في عام 1986، فإن إعادة تحليل البيانات هذه الأيام يستند إلى تقنيات علمية وأدوات تحليلية أكثر تطورًا من تلك التي كانت متاحة في الثمانينيات والتسعينيات، أتاحت التكنولوجيا الحالية للعلماء باستخراج تفاصيل أعمق مما كان بالإمكان تحقيقه في وقت الرصد الأصلي.

وقد تتيح الحواسيب المتقدمة وبرامج تحليل البيانات الدقيقة إجراء دراسات متعمقة للبيانات القديمة وإعادة معالجتها بصورة دقيقة، وهو ما قد يغير الفهم الأصلي، لذا، فهذه الدراسة الحديثة لا تعتمد على "صور" فحسب، بل تشمل بيانات مغناطيسية وجسيمات بلازمية رصدتها فوييجر 2 أثناء تحليقها.