رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قيرغيزستان تكافح نفايات مشعة تعود إلى الحقبة السوفيتية

12-11-2024 | 21:15


نفايات مشعة

بعد ثلاثة عقود من استقلالها، لا تزال قيرغيزستان تعاني من العواقب المترتبة على السباق نحو القنبلة النووية في قلب الحرب الباردة، عندما زودت آسيا الوسطى، الاتحاد السوفيتي باليورانيوم.

ونقلت قناة (تي في 5) التلفزيونية الفرنسية عن السلطات القيرغيزية قولها" إنها ورثت أكثر من ستة ملايين متر مكعب من النفايات المشعة المخزنة فى مايقرب ثلاثين مكبا هشا، وعلى وشك الانهيار مثل تلك الموجودة في (مين ـ كوش) وسط والتي تتطلب إعادة تأهيل معقدة ومكلفة".

وصرح برس إلجويز إرنيس، نائب رئيس بلدية المدينة ـ لوكالة الأنباء الفرنسية ـ بأنه مع سقوط الاتحاد السوفييتي، لم يكن لدى قيرغيزستان لا المعدات ولا الأموال الكافية لنقل النفايات نحو آمأكن أكثر آمنا، وتأخرت العملية لفترة طويلة.

وذكرت (تي في 5) أن مشروعات إعادة التأهيل تحت السيطرة الشخصية للرئيس صدير جاباروف ، دخلت في مرحتلها النهائية ويباشر تنفيذها العملاق النووي الروسي (روسا توم) وكذلك الاتحاد الأوروبى والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية.

وتقول إحدى سكان (مين كوش) ـ التى يقطنها 5600 شخص ـ إن المشكلة لاتقتصر على مدينتها فقط ولكن على قيرغيزستان بأكملها ، مشيرة إلى أن خبراء توصلوا إلى أن جرعة المواد المشعة مرتفعة جدا فى بعض الأماكن حيث تتجاوز ست مرات الجرعة الطبيعية.

والأسوأ من ذلك أن النشاط الإشعاعي ينتشر في نهر مين كوش، أحد روافد نهر سير داريا، ثاني أكبر نهر في المنطقة، الأمر الذي يهدد نحو 80 مليون شخص في آسيا الوسطى.

ويقول باكيتبيك اسانكولوف مسؤول السلامة الإشعاعية في وزارة حالات الطوارىء "إننا نقوم بنقل مكب النفايات لأن السد يتصدع"، مشيرا إلى تركيبة المياه التي تجري أسفل المكب تتجاوز المعايير المسموح بها، مضيفا أن "هناك خطرا لحدوث انهيارات أرضية، لأن البلاد تقع في منطقة زلزالية وتتعرض لكوارث طبيعية متكررة، والتي تفاقمت بسبب تغير المناخ".

ويرى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى سد قاع النهر وتشكيل بحيرة مشعة ،وإذا انفجرت ستصل مياهها إلى وادي فرغانة، وهي المنطقة الأكثر كثافة سكانية في آسيا الوسطى والتي تمتد بين قيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان.

ويبدو أن تحذيرات السلطات بعدم شرب المياه المشعة من هذا النهر ليس لها صدى لدى بعض السكان.

وقد سلطت أبحاث علمية ـ على الرغم من ندرتها ـ الضوء على التفشي غير الطبيعي للأمراض والتغير في عداد الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان أو ضعف المناعة بين السكان الذين يعيشون بالقرب من مناطق تخزين النفايات النووية.