رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«يقود مجالس الصلح في القرنة».. معلومات عن محمد الطيب الشقيق الأكبر لشيخ الأزهر

13-11-2024 | 11:20


الشيخ محمد الطيب

فجع الموت أسرة الشيخ أحمد الطيب، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، بوفاة شقيقته الكبرى الحاجة سميحة الطيب، التي رحلت بعد صراع مع المرض إثر إصابتها بوعكة صحية خلال الفترة الماضية، وتوفيت مساء أمس عن عمر يناهز 90 عاما.

وينتمي الشيخ أحمد الطيب لأسرة عريقة في مدينة القرنة بالأقصر، وشقيقه الأكبر الشيخ محمد أحمد الطيب، أحد أعلامها أيضا.

الشيخ محمد الطيب شقيق شيخ الأزهر

الشيخ محمد الطيب هو الشقيق الأكبر لشيخ الأزهر، وهو أحمد علماء الأزهر الشريف، حيث كان والدهما الشيخ محمد أحمد الطيب الحسَاني، وجدهما يقودان مجالسِ المُصالَحاتِ والمحاكمِ العُرفيَّةِ الطيب في "ساحة الطيب".

وكان والدهما يتمنى أن يصبح نجليه أحمد وشقيقه الأكبر محمد عالمين أزهريين، فأثبت الشيخ أحمد الطيب نبوغه مبكرا، وتفوق في كافة مراحل التعليم الأزهري حتى التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة، فيما واصل الشيخ محمد الطيب مسيرة الأب في تولي قيادة مجالس المصالحات وفض النزاعات يزال حتى الآن يشارك في هذه المهام النبيلة في ساحة الطيب في قرية القرنة بالأقصر – مسقط رأسهما-.

ولد الشيخ محمد الطيب في أكتوبر 1940، وحفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشريف وتخرج في جامعة الأزهر بحصوله على ليسانس أصول الدين ثم دبلوم الدراسات العليا وماجستير فى العقيدة والفلسفة ودبلوم الدراسات العليا فى اللغة الإنجليزية، وتولى مشيخة الطريقة الخلوتية بعد رحيل والده عام 1989، واهتم بتنظيم الطريقة وتغيير المفاهيم حول الطريقة الصوفية.

الطريقة الخلوتية

ويتولى الشيخ محمد الطيب مشيخة الطريقة الخلوتية بالقرنة في الأقصر، وهي طريقة صوفية سُنِّيةٌ، حيث قال عن تلك الطريقة إنها واحدة من الطرق الصوفية التي تقوم على الكتاب والسنة، وجميع شيوخها من علماء الأزهر الشريف، وهو شرط فيمن تسند إليه مهمة التربية الروحية في هذه الطريقة.

وأوضح الشيخ محمد الطيب أن الطريقة الخلوتية الحسانية أسسها جده الأكبر الشيخ الطيب الحساني ثم تناوب على مشيختها أبناؤه، علماء الأزهر الشريف، وكان منهم الوالد رحمه الله تعالى.

وتقوم تلك الطريقة على أصول وقواعد منها أن التصوف الحقيقي يقوم على الزهد في كل ما هو شكلي ومظهري، ولا يتعلق بالجوهر والحقيقة، مع البعد عن التهافت على متاع الحياة الدنيا وزينتها، ولم يحدث في تاريخ الطريقة أن انتمى أي شيخ من شيوخها إلى أي تجمع أو مجالس أو اتحادات صوفية في الداخل أو في الخارج، تمسكًا بقواعدها التي قعَّدها شيوخها الكبار، وعلى هذا فما قيل من أن الطريقة تقدمت بطلب انضمام لمشيخة الطرق الصوفية هو محض كذب وافتراء على أصول الطريقة وقواعدها.

ونفى شقيق شيخ الأزهر، تولي فضيلة الإمام الأكبر مشيخة الطريقة، مؤكدا أنه لم يكن لشيخ الأزهر أي مسئولية عن الطريقة، التي كلفنا بها الشيخ محمد أحمد الطيب والمسئولية في الطريقة الخلوتية تكليف ومشقة وخدمة، وليست مكسبًا ولا مظهرًا ولا تشريفًا، مؤكدا أن الطريقة ليس لها أي علاقة رسمية من قريب ولا بعيد بالأزهر الشريف وقياداته سوى أن مؤسسيها وشيوخها كانوا –ولا يزالون- من علماء الأزهر الشريف، ونحن على دربهم نسير في انتمائنا للأزهر دون أن ينتمي إلينا الأزهر.

نشأة الشيخ أحمد الطيب

وُلِدَ أحمد محمد أحمد الطيب الحسَاني، بقرية القُرنةِ التابعة لمحافظة الأَقْصُر في صعيد مصر، في 3 صفر 1365هـ الموافق 6 يناير عام 1946م، لأسرةٍ صوفية زاهدةٍ، وبيتِ عِلمٍ وصلاحٍ، ويعود نَسَبُ أسرتهِ إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

ونشَأ الشيخ الطيب في القُرنة في كَنَفِ والدِه، وحفظَ القرآنَ وقرأَ المتونَ العلميَّةَ على الطريقةِ الأزهريةِ الأصيلةِ، والتحقَ بمعهدِ (إسنا الدينيِّ)، ثم بمعهدِ (قنا الدينيِّ). ثم التحق بقسم العقيدةِ والفلسفةِ بكليةِ أصولِ الدينِ بالقاهرةِ، حتى تخرَّجَ فيها بتفوقٍ عامَ 1969م.

تلقَّى العلمَ في الأزهر على يدِ كبارِ علمائِه في جميع مَراحِله التعليميَّة، وقد حَرِصَ منذُ صِغَرِه على حُضورِ مجالسِ العلماء والصالحين، وتعلُّمُ أصولَ التربيةِ والسلوكِ والحكمةِ في الطريق إلى الله.

وفاة شقيقة الشيخ أحمد الطيب

ومن المقرر أن تقام مراسم العزاء -بإذن الله تعالى- مساء اليوم بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر.

وتوفيت الحاجة سميحة الطيب، مساء أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 90 عامًا بعد تعرضها لوعكة صحية دخلت على إثرها للمستشفى بالأقصر، قبل نحو أسبوعين، وظلت بالعناية المشددة حتى فاضت روحها إلى بارئها.

ونعى الأزهر الشريف، الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، سائلين المولى- عز وجل- أن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنها فسيح جناته.

وقرَّر فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قطعَ زيارته الحالية لأذربيجان والعودة إلى أرض الوطن لتلقي العزاء في وفاة شقيقته الكبرى.