زيارة وزير الخارجية إلى بيروت.. رسائل الجانب المصري للحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي| خاص
زار الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، اليوم الأربعاء إلى بيروت، وأعرب عن تضامن مصر قيادةً وشعباً مع لبنان، مؤكداً عمق العلاقات بين البلدين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان نتيجة للأزمة السياسية والتصعيد العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
والتقى عبد العاطي برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، حيث نقل إليه رسالة تضامن من مصر، وشدد على استمرار جميع أشكال الدعم المصري للبنان من مساعدات غذائية وإيوائية وصحية.
كبير الباحثين بالمركز المصري: مصر لا تكتفي بالتصريحات الدبلوماسية لدعم استقرار لبنان
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد مرعي، كبير الباحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات، أن الدعم المصري للبنان ليس جديداً، بل يعبر عن التزام مصر التاريخي بدعم القضايا العربية، ورفضها للعدوان الإسرائيلي على الدول العربية، فمنذ بدء الاعتداءات على لبنان قبل شهر، بادرت مصر بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة تحت توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما يُعكس الروح القومية للشعب المصري التي تتضامن مع الأشقاء العرب في مواجهة الأزمات.
وأضاف مرعي في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر تدعم بقوة القرار الدولي رقم 1701 الذي يؤكد سيادة الدولة اللبنانية ومؤسساتها، مما يعزز من موقف الجيش اللبناني على الحدود، مؤكدًا أن زيارة وزير الخارجية تأتي في سياق دعم الوحدة الوطنية اللبنانية، حيث التقى بوزير الدفاع اللبناني، في إطار تعزيز الاستقرار ودعم الجيش، الذي يقع عليه عبء حماية الحدود.
وأوضح مرعي أن مصر لا تكتفي بالتصريحات الدبلوماسية، بل تنخرط في دور فعلي على أرض الواقع لدعم الاستقرار السياسي، حيث تُسعى مصر إلى إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان وانتخاب رئيس جديد، معتبرة ذلك خطوة ضرورية لتعزيز الوحدة اللبنانية، مشيرًا إلى أن دعم مصر للبنان يأتي متزامناً مع دعمها المستمر لقطاع غزة، ما يبرز التزام مصر بالقضايا القومية بعيداً عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.
واختتم مرعي حديثه بأن مصر ترى في دعم استقرار دول الجوار جزءًا من استقرارها الداخلي، ما يبرر تقديم المساعدات الإنسانية رغم التحديات الاقتصادية، إذ يعكس ذلك الدور القومي والشعبي الذي تلعبه مصر في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي، وأن فكرة المساعدات لا تندرج فقط من الناحية السياسية والدبلوماسية بين البلدين الشقيقين بل بين الشعبين الشقيقين، وأن برغم التحديات التي يواجها الشعب المصري إلا أن قرر المساعدات ولو بالقليل من المواد الغذائية وغيرها من قبل مؤسسات المجتمع المدني.
رامي عاشور: مصر تسعى إلى دعم الدولة اللبنانية شعبا وجيشا
ومن ناحيته، قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن زيارة وزير الخارجية إلى لبنان اليوم تندرج ضمن إطار السياسة الخارجية لمصر الداعمة لاستقرار لبنان وتعزيز قوة جيشه، مما يُعزز من قدرة الدولة اللبنانية على مواجهة التحديات.
وأضاف عاشور في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن استقرار الجيش اللبناني هو مفتاح منع ظهور تكتلات عسكرية قد تؤدي إلى تصعيد الصراعات، وبالتالي تلافي نشوب حرب إقليمية مدمرة، لذا فإن مصر تدعم بقوة الجيش اللبناني كصمام أمان لأمن لبنان.
وتابع عاشور، أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها مصر للبنان، سواء للشعب أو للحكومة أو للجيش، تُرسل رسالة قوية للجهات المتربصة، وتُظهر التزام مصر بتعزيز بقاء السكان في مناطقهم، في مواجهة محاولات التهجير التي تهدد الاستقرار، وخاصة محاولات التهجير المتكررة من الجنوب اللبناني نحو الشمال وبيروت، على عكس السياسات الإسرائيلية تجاه السكان في غزة ولبنان.
وأوضح عاشور أن هذه المساعدات لا تمس الاقتصاد المصري، حيث إنها تُموّل من ميزانية الجيش المصري، التي تظل غير معلومة ضمن تفاصيل الدولة المالية، وتُعتبر هذه المساعدات خارج الميزانية العامة للدولة، مما يُبرز الطابع القومي للالتزام المصري تجاه قضايا المنطقة.