أعلن المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الدكتور سالم بن محمد المالك، إطلاق المنظمة مبادرة "رابطة المبتكرين الخضراء"، لتسريع وتيرة العمل المناخي الإقليمي لرصد وتحفيز وتوثيق أفضل الممارسات في مجال الاستدامة البيئية.
وأضاف بيان للايسيسكو اليوم الخميس أن المنظمة ستسعى لتطوير دليل إطاري على مستوى دول العالم الإسلامي، ليكون قاعدة انطلاق لاستشراف المستقبل وخلق بنى تحتية بيئية وصحية وحيوية، تغدو نبراسا لتحفيز التحول إلى اقتصاد أخضر قادر على تقليل البصمة الكربونية.
وأفاد البيان بأن إطلاق المبادرة جاء خلال كلمته أمام المنتدى الوزاري العالمي حول الحوكمة الخضراء الرشيدة والتنمية المستدامة، الذي انعقد في جناح جمهورية أذربيجان بمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) في باكو.
وأشار المالك في كلمته إلى أن هذا المنتدى الدولي الرفيع ينعقد تحت مظلة مشتركة تجسد الالتزام الراسخ بتطوير وتعزيز منظومة الحوكمة الخضراء الرشيدة، التي تعد حجر الأساس في صون البيئة وضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة، موضحا أن منظمة الإيسيسكو، التي تستشرف المجال البيئي باعتباره مجالا أساسيا من مجالات عطائها، تلتزم بإنجاز أدوارها الريادية المنوطة بها، من واقع القناعة الراسخة بأن العالم الإسلامي يمتلك مقومات هائلة تؤهله للإسهام الفاعل في تحقيق هذه الغايات النبيلة.
وشدد المدير العام للإيسيسكو على أن الإشكالية الكبرى ما تزال كامنة في كيفية بناء منظومة شمولية قادرة على إحداث تحول حقيقي يحدث الفارق المنشود حيال المعضلة البيئية، خصوصا في دول العالم الإسلامي، موضحا أنه من المؤسف أن نرى نسبة المحميات الطبيعية فيها لا تتجاوز مساحتها 12%، وهي نسبة متواضعة مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 15%، كما أن التنوع البيولوجي في مناطق العالم الإسلامي يتعرض لضغوط متزايدة، حيث إن ما يناهز 20% من الكائنات الحية فيها باتت مهددة بالانقراض.
وأكد الدكتور المالك اعتزازه بنهج الإيسيسكو، حيث أطلقت المنظمة "برنامج الإيسيسكو للمدن الخضراء المستدامة"، لتعزيز التخطيط الحضري المستدام، و"شبكة خبراء الحوكمة البيئية"، التي تضم نخبة من المتخصصين في مجالات البيئة والتنمية المستدامة. كما أطلقت مبادرة "التعليم من أجل الاستدامة"، لدمج مفاهيم الاستدامة البيئية في المناهج التعليمية، وكذا "مرصد الإيسيسكو للابتكار الأخضر"، وفي إطار تعزيز التعاون الدولي، أنشأت الإيسيسكو "منصة الحوار البيئي الإسلامي"، و"مبادرة تمويل المشاريع الخضراء"، لتشجيع الاستثمار في المشاريع البيئية المستدامة، وخاصة وسط مجتمع الشباب.