رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أبرزها «في الشعر الجاهلي».. معارك طه حسين الفكرية

15-11-2024 | 12:39


طه حسين

بيمن خليل

تحتفل الأوساط الثقافية بالذكرى الـ 135 لميلاد عميد الأدب العربي طه حسين، الذس يعد من أبرز وزراء المعارف في تاريخ مصر، وأحد الشخصيات المؤثرة في الحركة العربية الأدبية الحديثة، ولا تزال أفكاره ومواقفه  تثير الجدل وتتصدر النقاشات حتى اليوم.

نهضة أدبية

أثارت آراء عميد الأدب العربي الكثير من الجدل، كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولكنه لم يلتفت إلى هذه الانتقادات ولم يبالي بهذه الثورة ضده، بل استمر في دعوته إلى التجديد والتحديث، فقد نادى بضرورة النهضة الأدبية وعمل على الكتابة بأسلوب بسيط وواضح مع الحفاظ على مفردات اللغة وقواعدها.

قدم طه حسين العديد من الآراء الجريئة والصريحة، حيث انتقد أساليب المفكرين والأدباء الذين سبقوه، ووجه انتقادات لاذعة للطرق التقليدية في تدريس الأدب العربي، ولضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، مثل مدرسة القضاء وغيرها. كما دعا إلى ضرورة وأهمية توضيح وتبسيط النصوص العربية الأدبية للطلاب، بالإضافة إلى أهمية تأهيل المعلمين الذين يدرّسون اللغة العربية والأدب ليكونوا مؤهلين على أعلى مستوى من الثقافة والتمكن، مع تبني منهج تجديدي بعيد عن التمسك بالطرق التقليدية.

في الشعر الجاهلي

واجه عميد الأدب العربي العديد من المعارك الفكرية والثقافية التي كانت حديث الشارع المصري، أبرزها حين اصطدم مع شيوخ الأزهر لرفضه جمود التعليم الأزهري آنذاك، وبسبب كتابه الذي أصار ضجة كبير عند صدوره عام 1926، وهو كتاب «في الشعر الجاهلي».

عمل طه حسين في كتابه «في الشعر الجاهلي» بمبدأ ديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين، فقامت الدنيا وهاجت، واندلعت مظاهرات الطلاب الأزهريين، وتقدم طلاب الأزهر وشيوخه بالبلاغات التى حققت فيها النيابة العامة مع طه حسين.

تصدى لفكر طه حسين العديد من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي والخضر حسين ومحمد لطفي جمعة والشيخ محمد الخضري ومحمود محمد شاكر وغيرهم.  كما قاضى عدد من علماء الأزهر طه حسين إلا أن المحكمة برأته لعدم ثبوت أن رأيه قصد به الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن، فعدل اسم كتابه إلى «في الأدب الجاهلي» وحذف منه المقاطع الأربعة التي أُخذت عليه.

مع أبي العلاء

أعد طه حسين رسالته للدكتوراه في 1914م، التي تناولت فيها ذكرى أبي العلاء، وهي تعد أول كتاب يُقدّم إلى الجامعة وأول رسالة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية، ولكن نشر هذه الرسالة في كتاب أحدث ضجة كبيرة وأثار مواقف متناقضة، حيث وصل الأمر إلى حد مطالب نواب البرلمان بحرمان طه حسين من حقوق الجامعيين، مدّعين أن الكتاب يحتوي على "إلحاد وكفر"، لكن سعد زغلول تدخل وأقنع النواب بالعدول عن مطالبهم.

حسين والعقاد

خاض طه حسين معركة فكرية جديدة مع عباس محمود العقاد، بدأت من خلال "رسالة الغفران" وأدت إلى خلاف حول فلسفة أبي العلاء المعري، فقد كتب العقاد عن الخيال في "رسالة الغفران"، قائلًا: "إن رسالة الغفران نمطا وحدها في آدابنا العربية وأسلوبا شائقا ونسقا طريفا في النقد والرواية، وفكرة لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعري إليها، ذلك تقدير موجز لرسالة الغفران".

واستفزت هذه الكلمات طه حسين، فكتب يقول ردًا عليها: "ولكن الذي أخالف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه في فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال في رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدري كيف تورط فيه كاتب كالعقاد". ثم أصدر بعدها "بواعث الصمت، أما أنا فلن أنخدع له، فهو ينكر على أبى العلاء أن يكون شاعرًا عظيم الحظ من الخيال فى رسالة الغفران، (سنة سودة) كما يقول العامة. وهل يعلم العقاد أن دانتي إنما صار شاعرًا نابغة خالدًا على العصور والأجيال واثقًا من إعجاب الناس جميعًا بشيء يشبه من كل وجه رسالة الغفران هذه".