يُعد طه حسين أحد أبرز أعلام الأدب العربي، خاض رحلة ومسيرة كبيرة نحو التعليم، فمن فتى تعلم بالكتاب كان يحلم دائمًا للإلتحاق بالأزهر إلى طالب أزهري، ثم جامعي بالجامعة المصرية، ولكن يأتي هنا السؤال هل وجد طه حسين ما كان يحلم به بالأزهر، أم مر بصعوبات؟.
بدأ طه حسين دراسته في البداية بكتاب القرية، وكان حلمه دائمًا أن يلتحق بالأزهر ليصبح مثل أخيه، حتى تحقق الحلم ودرس هناك العلوم الدينية والنحو والبلاغة والفقة الإسلامي، ولكنه لم يجد ما كان يسعى ويحلم إليه دائمًا هناك إذ واجه العديد من التحديات والصعاب، حيث لم يقتنع بأساليب التدريس بالأزهر فكان يراها تقليدية ركزت على الحفظ والتلقين بدلا من التحليل والنقد.
لم يستمر حسين كثيرا في الأزهر سرعان ما واجه مشاكل مع الشيوخ هناك بسبب أرائه، من عدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس، واصفًا ايها برتابة الدراسة، وعقم المنهج.
انتقل حسين إلى الجامعة المصرية، ودرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وعدداً من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية، ونال بها شهادة الدكتوراه، كما أوفدَتْه الجامعة المصرية إلى فرنسا، وهناك أَعَدَّ أُطروحةَ الدكتوراه الثانية: «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون»، واجتاز دبلوم الدراسات العليا في القانون الرُّوماني.
وبعد عودته من فرنسا، خاض غِمار الحياة العملية والعامة بقوة واقتدار؛ حيث عمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة المصرية، ثم أستاذًا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، ثم عميدًا للكلية.
ولكن بالرغم من الخلاف وعدم حصوله على الدكتوراة بالأزهر، إلا أنه كان يحترم الأزهر كمؤسسة دينية، فلم يكن يريد سوى تطوير مناهجه العلمية لتواكب العصر.