رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نجوم المسرح المصري| فؤاد دوّارة.. «فارس النقد»

15-11-2024 | 18:14


فؤاد دوارة

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم وموهبتهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، وأسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموه  بعروض مسرحنا المصري.

 ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار ولنسافر معه في سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

واللقاء اليوم مع  الكاتب فارس النقد المسرحي  فؤاد محمود دوّارة

هو ناقد وكاتب مسرحي مصري، دخل الصحافة، وترك بصمة ذهبية في تاريخ المسرح والفن المصري، لم يكن مجرد ناقد عابر؛ بل كان صاحب رؤية عميقة ومؤثرة أثرت في مسار النقد المسرحي بفضل جديته وتفانيه، وألّف أكثر من ثلاثين كتابًا، إضافة إلى ترجماته ومقالاته ودراساته الأدبية إنه فارس النقد المسرحي  فؤاد دوّارة

 

وُلد  فؤاد دوّارة في 15 نوفمبر 1928م بحي كوم الدكة بالإسكندرية، وشكّلت طفولته حبّه المبكر للقراءة بفضل مكتبة أخيه  الذي كان يكثر من شراء الكتب والمجلات العربية والأجنبية، وفكان «دوارة» يتفرّج على صورها في البداية ثم يقرأ بعض الكلمات إلى أن تعلمّ القراءة.

رحلة التعليم والعمل 

بدأ «دوّارة» تعليمه في مدرسة سعيد الأول الابتدائية بين 1937-1940 م، ثم المدرسة العباسية الثانوية، ليتابع شغفه الأدبي في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية من سنة 1954 حتى 1957،، حيث درس الأدب العربي، وحصل على ماجستير الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1977.م

 

شغل «دوّارة» عدة مناصب مهمة  عمل أمينًا لمكتبة في جامعة الإسكندرية، ومدرّس للغة العربية في المدارس الثانوية، ومدير تحرير مجلة «المجلة» في وزارة الثقافة، ومدير المطبوعات في دار الكتب المصرية ومدير مركز إعداد الروّاد الثقافيين بالثقافة الجماهيرية، وأستاذ أدب المسرح والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، ومستشار الثقافة الجماهيرية في وزارة الثقافة، وكان عضوًا في اتحاد الأدباء المصريين. وعيّن مستشارًا لوزير الثقافة من 1986 حتى 1988 حتى تقاعد.

 اهتم «دوّارة» بالنقد المسرحي وألّف أكثر من ثلاثين كتابًا، إضافة إلى ترجماته ومقالاته ودراساته الأدبية.

في النقد المسرحي

كان  «دوّارة» ناقدًا جادًا وكان يؤمن ويستند إلى معايير النقد الواضحة والموضوعية، التي تواكب الحركة المسرحية  ويضع مصر وبنية المسرح فوق كل اعتبار، وشكل دراساته المسرح بشكل عام والمصرى بشكل خاص.

وقال عنه راهب الفكر توفيق الحكيم: «إن الصفة البارزة التى عرف بها دوارة هى صفة الناقد الجاد والجدية عنده قد بلغت حدا يمكن وصفه بالفدائية، ففى دنيا الأدب جماعة من الفدائيين يكرسون حياتهم وجهودهم في سبيل عمل وهدف مما يرونه ضروريا ونافعا بصرف النظر عما يأتى لهم بالفائدة التى يسعى إليها أكثر الناس» .

واهتم فؤاد دوّارة بتطوير المسرح المصري مع الحفاظ على هويته، ترك إرثًا غنيًا من المقالات والكتب التي ناقشت أدق تفاصيل الفن المسرحي، مثل في النقد المسرحي وصلاح عبد الصبور والمسرح.

حياته الشخصية 

 

أقام «دوّارة» في الكويت في 1974 حتى 1978، وزار العراق البعثي سنة 1978، وفرنسا وبريطانيا وبلغاريا سنة 1977. عاش قصة حب كبيرة انتهت بالزواج أيام دراسته في الكلية، فتزوج وله 4 أولاد، منهم المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة.

إسهاماته الأدبية 

 لم يكن فؤاد دوّارة مجرد ناقد؛ بل كان كاتبًا ومترجمًا غزير الإنتاج، ألّف أكثر من ثلاثين كتابًا في الأدب والمسرح، وترجم أعمالًا أدبية ومسرحية عالمية،  من أبرز مؤلفاته:

ومن دراساته: «سقوط حلف بغداد»، سلسة كتب سياسية‌ (77) عام 1958م، «هكذا كتبوا»، مقالات ودراسات عن أدباء أجانب 1966م،  «في الرواية المصرية»، نقدية، 1968 م،  «صلاح عبد الصبور والمسرح»، 1982 م، «تخريب المسرح المصري في السبعينات والثمانيات» عام 1989 «أيام طه حسين: مدخل لفهم أدبه» عام 1990م

 

من مقالات فؤاد دوّارة ومجموعاته: «في النقد المسرحي»، مجموعة مقالات نقدية، عام 1965 م، «عشرة أدباء يتحدثون»، كتاب الهلال (72)، مجموعة أحاديث أدبية، عام 1965م،  «في القصة القصيرة»، سلسلة الألف كتاب (627)، مقالات نقدية 1966 «السينما والأدب»، عام 1991، «المسرح المصري»، 1985، 1986 و1989

ومن مسرحياته: «العبور» عام 1976م،  «دليل المتطوّع لمحو الأمية»عام1974، «مهنج ميسّر لمحو الأمية» عام 1977، «مسرح توفيق الحكيم»، مجلدين عام 1985-1986 م، «حلم المتنبي»، 1986، «نجيب محفوظ، من القومية إلى العامية» عام  1989م

من ترجماته: مسرحيات «الحضيض»، مكسيم جوركي، 1953 «ثورة الموتى»، أروين شو، 1962 «الأدب والحياة»، مكسيم جوركي عام 1965 «الإنسان والسلاح»، جورج برناد شو عام 1966 «الحياة الشخصية»، نويل كووارد، 1971م، «الفنان في عصر العلم»، 1977م،  «الحزب الوطني المصري»، آرثور إدوارد جولدسميث الابن عام 1983م 

 إرث لا ينسى بعد  الرحيل 

رحل الكاتب والناقد المسرحي  فؤاد محمود دوّارة  عن عالمنا في 1 مارس 1996م، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا زاخرًا ومكانة مرموقة كواحد من أعمدة النقد المسرحي في العالم العربي، وما زال اسمه يتردد بين عشاق المسرح والنقد الأدبي، كشخصية كرّست حياتها لخدمة الثقافة والفن، ليبقى مثله نموذجًا يُحتذى به في الجدية والإبداع.