علي محمود طه.. شاعر الجندول
أحد أبرز شعراء مدرسة أبوللو التي أسست الرومانسية في الشعر العربي، إلى جانب جبران خليل جبران، وبدر شاكر السياب، وغيرهم من قامات مصر الأدبية حتى لقب بـ"الجندول"، إنه الشاعر الراحل علي محمود طه.
ولد طه عام 1901م، في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، تأثر بالطبيعة من حوله، وكان محبًا للسفر والتجوال، حيث زار عددًا من دول أوروبا وه ما أثر في شعره وعالمه الرومانسي.
ألتحق محمود طه بكُتاب البلدة شأنه شأن أقرانه في هذه الفترة، وتدرج في مراحل التعليم المُختلفة إلى أن التحق بكلية الفنون التطبيقية، فأصبح مهندسًا معماريًا ضمن موظفي الدولة، وأنتقل للعمل سكرتيرًا لمجلس النواب، ووكيلًا لدار الكتب، إلى أن تفرّغ للأدب والشعر.
أول دواوين محمود طه جاء تحت عنوان "ليالي الملاح التائه"، والذي صدر عام 1940م، الذي دلل على براعته اللغوية وتمكنه من أدواته الشعرية، وقدرته على صياغة مفرداته، للتوالي بعد الدواوين فكتب، "أرواح وأشباح، شرق وغرب، زهر وخمر، الشوق العائد".
تميز علي محمود طه، بقدرته على كتابة مختلف ألوان الشعر، كتب الغزل والمديح والتأمل والجمال والرثاء والحكمة والفلسفة، وغلب على إبداعاته الذوق وانسجام الأنغام، وامتلأت قصائده بالقوافي والفنون، ويعد أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر.
رحل علي محمود طه في ريعان شبابه في مثل هذا اليوم 17 نوفمبر من عام 1949م، إثر إصابته بشلل مفاجئ وهو في الثامنة والأربعين من عمره، لُدفن في مدينة المنصورة مسقط رأسه، وكان حينها شابًا أعزبًا في قمة العطاء والمجد.