أعلن علماء الآثار عن العثور على موقع احتفالي "فريد" من العصر الحجري الحديث جنوب السويد، في بلدية هامار بمقاطعة سكاني.
تاريخ الموقع المكتشف
يعود تاريخ الموقع إلى ما بين 5500 و5000 عام، ويتألف من هيكل مركزي يُعتقد أنه كان حظيرة محاطة بسور ترابي ضخم، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المميزة التي تسلط الضوء على نمط الحياة الطقسي والاجتماعي لمجتمعات تلك الحقبة.
العصر الحجري الحديث
يعود العصر الحجري الحديث أو النيوليتي كما كان يطلق عليه، هو المرحلة الأخيرة من عصور ما قبل التاريخ، ويعود تاريخه إلى حوالي 10,000 قبل الميلاد.
تميز هذا العصر بتحولات جوهرية في حياة الإنسان، حيث بدأ الناس في الانتقال من نمط حياة الصيد والجمع إلى الزراعة والاستقرار في القرى، وشهد العصر تطوير أدوات حجرية أكثر تطورًا، وظهور الفخار، وتربية الحيوانات المستأنسة، وزراعة المحاصيل مثل القمح والشعير.
كما تميز ببناء الهياكل المعمارية الأولى، مثل المنازل والمقابر الضخمة "الدولمنات" يُعتبر العصر الحجري الحديث مرحلة أساسية في تطور الحضارات، حيث مهد الطريق لظهور المدن الأولى والتوسع في الأنشطة الاقتصادية والثقافية.
الموقع المكتشف
يقع على حافة أرض رطبة قديمة، ويتميز بصفوف من الحفر الطويلة على شكل نصف دائرة، بعضها مبطّن بالحجارة، ويصل عمق الحفر إلى نحو خمسة أقدام، بينما يبلغ قطر الموقع الإجمالي حوالي 165 قدمًا، ويشبه هذا التصميم مواقع مشابهة موثقة في شمال أوروبا، مثل موقع ساروب في الدنمارك.
قال ماجنوس أرتورسون، مدير المشروع في شركة "أركيولوجيرن"، وهي الشركة الرائدة في الاستشارات الأثرية بالسويد، أن البقايا والتحف محفوظة بشكل استثنائي، وهو أمر نادر لمواقع تعود إلى هذه الفترة من التاريخ.
الجانب الطقسي والاجتماعي
تشير الأدلة إلى أن الموقع كان يُستخدم كمجمع احتفالي حيث اجتمع الناس في أوقات معينة من العام للاحتفال بالطقوس الدينية، وتشمل هذه الطقوس ذبح الحيوانات وتقديم القرابين في الأراضي الرطبة والحفر المفتوحة.
وقد عثر علماء الآثار على أواني فخارية سليمة تعود إلى ثقافة "الأكواب القمعية"، وضعت بعناية داخل بعض الحفر، كما استعاد الباحثون أدوات صوانية، وعظام حيوانات، وأدوات مصنوعة من العظام والقرون، بالإضافة إلى قطع أخرى مثل خطاف صيد محفوظ بحالة جيدة.
ثقافة "الأكواب القمعية" والتطور الزراعي
ازدهرت ثقافة "الأكواب القمعية"، قبل حوالي 6300 إلى 4800 عام في شمال ووسط أوروبا، تمثل أحد أقدم المجتمعات الزراعية في المنطقة.
تميزت هذه الثقافة بالفخار ذي العنق القمعي، ومارست الزراعة المختلطة مثل: القمح والشعير وتربية الحيوانات المستأنسة مثل الأبقار والخنازير، ورغم اعتمادهم على الزراعة، استمر أفراد هذه الثقافة في الصيد وصيد الأسماك والبحث عن الطعام، كما اشتهروا ببناء النصب التذكارية الضخمة مثل الدولمنات والمقابر الممرّة، التي استخدمت كمواقع دفن وأماكن طقسية.
يُعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة لفهم التحولات الثقافية والاجتماعية التي شهدتها المجتمعات البشرية خلال العصر الحجري الحديث. إن العثور على موقع احتفالي بهذه الحالة من الحفظ في السويد يفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية تطور الطقوس والعادات الدينية وتأثيرها على بناء الهياكل المجتمعية، وذلك طبقا لما نقله موقع NEWSWEEK.