تمكن فريق أثري من الكشف عن تميمة نادرة تعود إلى القرن الخامس الميلادي، ووفقا لما نقله موقع hurriyetdailynew، وقد أُجريت هذه الاكتشافات في مستوطنة تاريخية هامة تعود إلى العصور الحجرية النحاسية المتأخرة، بالإضافة إلى العصور الرومانية والبيزنطية المبكرة، في إطار أعمال التنقيب المستمرة في مدينة هادريانوبوليس القديمة الواقعة في إسكيبازار بكاربوك بتركيا.
مدينة هادريانوبوليس
تعد مدينة هادريانوبوليس القديمة واحدة من المواقع الأثرية الرائدة في منطقة الأناضول، حيث تشتهر بفسيفسائها الفريدة التي تصور مجموعة متنوعة من الحيوانات على أرضيات الكنائس، وتلقب المدينة بـ"زيوغما البحر الأسود" نسبةً إلى هذه الفسيفساء الرائعة.
وقد أسفرت الحفريات في المدينة عن اكتشاف عدد من الهياكل المعمارية المدهشة، مثل حمامات رومانية قديمة، وكنائس تاريخية، وهيكل دفاعي ضخم، بالإضافة إلى مقابر صخرية ومسرح روماني، فضلاً عن قبة وقاعات عبادة ضخمة كانت تستخدم لأغراض دينية.
لكن أحد أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة كان التميمة والتي تظهر شكل جواد، على ظهر حصان وهو يطعن شيطانًا، وأكد تشيليكباش وهو من علماء الآثار المشاركين في الاكتشاف، أن هذه القطعة الأثرية فريدة من نوعها في المنطقة، مشيرًا إلى أنه لم يتم العثور على أمثلة مشابهة لها في الأناضول من قبل.
وأكمل: أن هناك دلالة رمزية قوية في تلك التميمة، وقد أشار إلى أن تمثيل الفارس على ظهر حصان وهو يقاتل الشيطان يعكس بشكل مباشر دوره كحاكم عادل وقائد عسكري.
وأوضح تشيليكباش أن النقش الموجود على التميمة يحمل عبارة "لقد تغلب ربنا على الشر"، وهي إشارة إلى الانتصار على قوى الشر، ولفت إلى أن هذا الاكتشاف يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالطابع العسكري لمدينة هادريانوبوليس، التي كانت تعرف بأنها مركزًا عسكريًا في تلك الحقبة.
فقد أظهرت الاكتشافات السابقة وجود وحدة من سلاح الفرسان في المدينة، مما يعزز تفسير تصوير ذلك الجواد كحامي لهذه الوحدة العسكرية.
تفاصيل العملة
وأكد على أهمية التميمة، موضحًا أن الوجه الأمامي يظهر صورة الفارس وهو يحقق الانتصار على الشر، بينما يحمل الوجه الخلفي أسماء الملائكة الأربعة المقدسة في الإسلام: عزرائيل، وجبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل.
وأشار إلى أن هذا الاكتشاف يمثل إضافة هامة لمجموعة القطع الأثرية المكتشفة في المنطقة، حيث يعد من القطع النادرة التي تحمل صورًا مشابهة في العالم القديم.
وذكر أن المثال الوحيد الذي تم العثور عليه في القدس بفلسطين يحمل رسومات مشابهة، مما يشير إلى وجود روابط دينية وثقافية بين المنطقتين في العصور القديمة.
وأشار تشيليكباش إلى أن اكتشاف هذه القطعة يبرز الأهمية الدينية لمدينة هادريانوبوليس القديمة، التي كانت تعد مركزًا دينيًا هامًا في العصور الرومانية والبيزنطية.
وأضاف: "إن هذا الاكتشاف يعزز من قيمة المنطقة كوجهة تاريخية ودينية، ويوضح الدور الكبير الذي لعبته هذه المدينة في تاريخ المنطقة"، كما أوضح أن القطعة الأثرية تم تأريخها بناءً على البيانات الطبقية والنقوش المكتشفة في الموقع، وتبين أنها تعود إلى القرن الخامس الميلادي، مما يعكس الأهمية التاريخية للموقع في تلك الفترة.