وول ستريت جورنال: موافقة بايدن على استخدام أوكرانيا لأسلحة بعمق روسيا تحول استراتيجي كبير
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لأول مرة، على استخدام أوكرانيا لأسلحة أمريكية في عمق روسيا، تمثل تحولا كبيرا في استراتيجية الإدارة الأمريكية تجاه الحرب.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته اليوم الاثنين، أن هذا القرار يأتي بعد إدخال روسيا آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى ساحة المعركة؛ ما دفع (واشنطن) إلى إعادة تقييم موقفها، موضحة أن هذا القرار يتيح لأوكرانيا استهداف مواقع في منطقة كورسك، حيث حشدت روسيا أكثر من 50 ألف جندي، من بينهم حوالي 10 آلاف جندي كوري شمالي، في محاولة لاستعادة أراضٍ سيطرت عليها أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، مشيرة إلى أن هذا التطور قد يعيد تشكيل ديناميكيات الصراع المستمر.
وأضافت أن إدارة بايدن كانت مترددة في اتخاذ هذه الخطوة خشية تصعيد الصراع مع روسيا، إلا أن التطورات الأخيرة في ساحة المعركة دفعت الرئيس الأمريكي إلى اتخاذ القرار قبل مغادرته إلى أمريكا الجنوبية الأسبوع الماضي، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه خطوة تهدف لدعم أوكرانيا قبل انتهاء ولايته في يناير المقبل.
ويأتي تخفيف القيود على استخدام نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (أتاكمز) بعد شهور من مناشدات (كييف) التي اعتبرت أن القيود السابقة منحت روسيا تفوقًا في الحرب، ومع ذلك، ترى الصحيفة أن تأثير هذه الصواريخ قد يكون محدودًا إذا تمكنت روسيا من نقل معداتها العسكرية إلى مواقع أكثر أمانًا.
وفي تعليق مقتضب، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "نحن لا نهاجم بالكلمات.. الصواريخ ستتحدث عن نفسها"، في إشارة إلى رفع القيود عن استخدام أوكرانيا لهذه الأنظمة.
ووفقا لـ"وول ستريت جورنال"، يمثل هذا التحول جزءًا من جهود إدارة بايدن لتقديم أكبر قدر من الدعم لأوكرانيا قبل انتهاء ولايته، في ظل توقعات بتغيير السياسة الأمريكية تجاه الصراع مع تولي الإدارة الجديدة.
ونقلت عن جورج باروس، المحلل المتخصص في ملف روسيا وأوكرانيا في "معهد دراسة الحرب"، قوله "إن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف في كورسك يعتبر خطوة مهمة، لكنها بحاجة إلى توسيع نطاق العمليات لتحقيق تأثير أكبر".
واختتمت الصحيفة، تقريرها، بتوقع أن تضغط الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس من أجل التفاوض لإنهاء الصراع، وفي ظل استمرار الجمود العسكري، بدأت بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا، التفكير في دعم محادثات السلام، وهو ما ظهر في اتصال المستشار أولاف شولتز بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة منذ عامين، ما أثار انتقادات من زيلينسكي ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك.