يواجه آلاف الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خطر الإبادة الإسرائيلية، كما يعانون أوضاعًا غير إنسانية نتيجة لتواصل القصف الإسرائيلي، وحرمانهم من الأساسيات المعيشية، ما يجعلهم في حال نجاتهم من القصف، عرضة للموت جوعًا أو عطشًا.

المجازر الإسرائيلية

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، في غضون الساعات الماضية، أربع مجازر وصل منها للمستشفيات 76 شهيدًا، بجانب 158 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 43.922 شهيدًا، فضلًا عن 103.898 مصابًا، بحسب آخر المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

وإلى شمال غزة، حيث قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي "قسم الطوارئ" بمستشفى كمال عدوان، ما أدى إلى توقف العمل به، بسبب تناثر الشظايا، وخلق حالة من الذعر بين المرضى والجرحى، وفق ما أفاد به حسام أبو صفية، مدير المشفى، أمس، الذي طالب بحمايته من القصف الإسرائيلي، الذي بات يتكرر بشكل دائم.

فيما كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن أكثر من 65 ألف فلسطيني يعانون أوضاعًا غير إنسانية في شمالي قطاع غزة نتيجة تواصل القصف الإسرائيلي وحرمانهم من الأساسيات المعيشية، داعيًا إلى ضرورة توفير المساعدات الإنسانية لهم بموجب القانون الدولي.

العدوان على غزة

ونجحت وزارة الداخلية في حكومة قطاع غزة، مساء الاثنين، في القضاء على أكثر من 20 فلسطينيًا ممن وصفتهم بـ"عصابات لصوص شاحنات المساعدات" في عملية أمنية نفذتها أجهزة الشرطة بالتعاون مع لجان عشائرية، بحسب ما أورده إعلام فلسطيني عن مصادر.

والأسبوع الماضي، قالت الهيئات الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس عملية تضليل من خلال السماح بدخول مساعدات محدودة جدًا للقطاع تحت ضغط من المجتمع الدولي، لكنه يعرقل وصولها إلى مستحقيها.

ويجري ذلك عبر تسهيل الأوضاع للعصابات المسلحة الخارجة عن القانون، لسرقة شاحنات المساعدات والبضائع وفرض إتاوات دون تدخل منه، وفي الوقت ذاته، يمنع جيش الاحتلال عناصر الشرطة الفلسطينية وشركات الحراسة الخاصة من تأمين شاحنات المساعدات، وسط تهديدات باستهدافها، بحسب المصدر ذاته.

في غضون ذلك، أكدت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، أن جميع التحريات التي أجرتها في غضون العام الماضي، تشير بشكل قاطع إلى ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة.

وأضافت "ألبانيز"، أن التحريات التي أجرتها بالتعاون مع 30 خبيرًا من الأمم المتحدة، بجانب قرار محكمة"العدل الدولية" الصادر في يوليو الماضي، تؤكد بوضوح أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعت إلى الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية، التي وصفتها بـ"الإلزامية"، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أن مواصلة تجارة السلاح مع دولة ترتكب إبادة جماعية يعد انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة.

وذكرت أن هجوم حماس في السابع أكتوبر 2023، على المستوطنات والقواعد العسكرية المحاذية لقطاع غزة لا يبرر بأي حال من الأحوال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.