رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فك رموز صخرة تصور أسود وأبي الهول في تركيا

19-11-2024 | 18:22


النصب التذكاري أرسلان كايا

إسلام علي

صرّح باحث متخصص في الآثار القديمة أنه تمكن من فك رموز نقش تاريخي بالغ الأهمية تعرض لأضرار جسيمة على مدى قرون، ويقع على نصب تذكاري يعود تاريخه إلى حوالي 2600 عام في تركيا.

صخرة أسلان كايا 

يُعرف النصب باسم "أرسلان كايا" أو "أصلان كايا"، وهو اسم تركي يعني "صخرة الأسد"،  ويتميز النصب بنقوش تصور الأسود وأبي الهول، إلى جانب نصوص تشير إلى الإلهة الفريجية "ماتيران"، التي كانت تُعبد بين عامي 1200 و600 قبل الميلاد في الأراضي التي تُعرف حاليًا بتركيا.

أوضح الباحث مارك مون، أستاذ التاريخ والآثار اليونانية القديمة في جامعة ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة، الذي قام بدراسة مكثفة حول النقش، أن الفريجيين أطلقوا على الإلهة ماتيران لقب "الأم"، حيث كان هذا اللقب يعبر عن مكانتها المركزية في معتقداتهم. 

وأضاف مون، أن ماتيران كانت تُقدّر أيضًا من قبل الثقافات المجاورة، فقد عرفها الإغريق بـ"أم الآلهة"، في حين أطلق عليها الرومان اسم "ماجنا ماتر"، أي "الأم العظيمة"، مما يدل على انتشار تأثيرها عبر حضارات متعددة.

ويشير النقش وفقًا للدراسة التي نشرها مون في مجلة "كادموس" بتاريخ 24 أكتوبر، إلى أن مملكة ليديا، التي حكمت المنطقة خلال الفترة التي نُقش فيها النص، كانت على الأرجح من أبرز مَن أظهروا احترامًا كبيرًا للإلهة ماتيران. 

وقد اقترن ذلك بعناصر تصويرية على النصب، مثل صورة الإلهة نفسها، ورغم الأهمية التاريخية للنقش، فقد عانى من أضرار شديدة نتيجة عوامل التعرية وعمليات النهب على مدى قرون، ما جعل فك رموزه تحديًا استمر لعقود طويلة.

لجأ مون إلى وسائل مبتكرة في تحليل النقش للتغلب على هذه العقبات، حيث اعتمد على التصوير الدقيق باستخدام الضوء الطبيعي في أوقات مختلفة من اليوم لتحسين وضوح النقوش. 

وذكر مون في مقالته أن الإضاءة كانت مثالية بشكل خاص صباح يوم 25 أبريل 2024، مما أتاح له رؤية تفاصيل دقيقة في النقش لم تكن مرئية من قبل، كما استند إلى السجلات التاريخية والصور القديمة للنقش التي ساعدته في مراجعة التفاصيل وتحليلها.

وقد افترض مون أن النقش المكتوب على النصب يشير إلى هوية الإلهة وربما يتضمن معلومات إضافية عن الشخص الذي أمر بإنشاء النصب، مما يزيد من أهميته كوثيقة تاريخية، كما قام بتحليل الأسلوب الفني للنصب، مما ساعده على تأريخه إلى النصف الأول أو منتصف القرن السادس قبل الميلاد.