بعد تحديث عقيدتها النووية.. خبير يرسم سيناريوهات تصعيد روسيا مع «الناتو»
في تطور لافت، وسعت روسيا إمكانية استخدامها لـ السلاح النووي، بشكل قد يدخلها في صادم مباشر مع دول حلف "الناتو"، التي لن تقف من جانبها مكتوفة اليد، بل سترد بالمثل، ما قد يدفع نحو حرب شاملة ستخيم تداعياتها على العالم بأكمله.
روسيا تلوح بالنووي
أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، مرسومًا يوسع إمكانية استخدام بلاده السلاح النووي، بشكل يقضي باستخدامها، إذا تعرضت لهجوم صاروخي تقليدي مدعوم من بلد يمتلك قوة نووية.
ووفقًا لما أقره الرئيس الروسي، أصبحت "موسكو" قادرة على استخدام السلاح النووي، في حال تعرضها لأي هجوم بصواريخ تقليدية أو طائرات مسيرة أو طائرات أخرى بما يلبي العقيدة المحدثة.
وفي إشارة لا يمكن فصلها عن حلف "الناتو"، فإن العقيدة الروسية المحدثة تنص على أن أي عدوان على روسيا من دولة عضو في "تحالف" ستعتبره موسكو عدوانًا عليها من التحالف بأكمله.
كما أعطت العقيدة المحدثة لـ روسيا الحق في استخدام السلاح النووي، في حال تعرضها لهجوم بواسطة صواريخ باليستية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تذهب إلى أبعد من ذلك، وتعطها الحق في استخدام ذات السلاح ضد من يوفر الأرض والموارد لشن العدوان عليها.
وتأتي القرارت الروسية في سياق التداعيات السافرة عن الحرب التي تشنها ضد أوكرانيا، منذ فبراير 2022، إذ لا يمكن فصل ذلك عن "الضوء الأخضر"، الذي منحته الولايات المتحدة الأمريكية لـ"كييف" باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية داخل "موسكو".
وعلى نطاق واسع، يُنظر إلى التعديلات التي أجرتها روسيا بأنها محاولة لرسم "خط أحمر" للولايات المتحدة وحلفائها من خلال الإشارة إلى أن "موسكو" ستدرس الرد باستخدام أسلحة نووية إذا سمحت تلك الدول لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى.
سيناريوهات التصعيد
وفي هذا السياق،، يقول الدكتور نبيل رشوان، المتخصص في الشأن الروسي، إن قبل أن تجري روسيا تلك التعديلات على عقيدتها النووية، كانت تقوم على "المثل بالمثل"، بمعنى من وجه لي هجوم نووي، أرد عليه بهجوم مشابه، وبجانب ذلك قيام دولة بفعل يهدد وجود الدولة الروسية، ودون ذلك لن تستخدم ذلك السلاح المدمر.
ويوضح "رشوان" في تصريحاته لـ"دار الهلال"، أن التعديلات التي طرأت على العقيدة النووية الروسية جاءت أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ "فيتنام"، في يونيو الماضي، حيث أشار آنذاك إلى ذلك لأول مرة، لكن الأمور لم تمضي بشكل سريع، بل اعتراها التأخير.
ويشير إلى أن التعديلات تمت على أساس أن أي هجوم على روسيا ولو بأسلحة تقليدية قد يقابل برد نووي، وذلك في إطار مواجهة إذن الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ الأوكران باستخدام صواريخ بعيدة المدى لـ ضرب موسكو، معلقًا:"تلك الصواريخ مداها ليس بالطويل بشكل مقلق، بل يصل إلى 300 كم، حتى أن التصريحات الأمريكية أشارت لاحقًا إلى أن إذنهم يمتد إلى كورسك، التي تضم قوات من كوريا الشمالية، على أساس أنها قوات أجنبية".
لكن وجهة النظر الروسية تقوم على أساس أن الأوكران لن يستطيعوا استخدام تلك الصواريخ إلا بمساندة من حلف "الناتو"، بشكل يجعلها تعتبر أن الأخير دخل الحرب ضدها بشكل مباشر، بحسب ما يذكره المتخصص في الشأن الروسي.
ويطرح عدة سيناريوهات قد تنشأ عن تلك التطورات منها أن تقدم روسيا على ضرب قوات "الناتو" في أوكرانيا، وقد تذهب إلى أبعد من ذلك وتضرب الدول التي تنتمي إليها تلك القوات، ما قد يدخلها في صادم مباشر مع دول الحلف بأكمله، وذلك طبقًا لما تنص عليه المادة "الخامسة" من ميثاق "الناتو".
وأفاد بأن روسيا لن تحمل الأمور لهذا النحو، لأنها في هذا الحال ستفتقر إلى الدعم الصيني الهندي، الذين لن يسمحا بأن تصل التواترات بشكل قد يؤدي إلى السيناريو المشار إليه.