رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الأزتك واستخدام الصفارات.. كيف سيطروا على مشاعر البشر عبر الأدوات الصوتية؟

20-11-2024 | 21:58


صفارة الموت _ حضارة الأزتك

إسلام علي

تُعد صفارات الموت الأزتكية "حضارة الأزتك" واحدة من أكثر الأدوات الصوتية إثارة للرعب والغموض في العالم القديم، إذ بفضل صوتها الذي يشبه صرخة الإنسان المدوية، جذبت اهتمام الباحثين لدراسة دورها في الطقوس الروحية وتأثيراتها النفسية على مستمعيها.

تصميم صفارات الموت

صُممت الصفارات بشكل يُحاكي جمجمة بشرية، غالبًا ما تُنسب إلى ميكتلانتيكوتلي، إله العالم السفلي في أساطير الأزتك، وهذا الارتباط بين الصفارة والشكل الرمزي للإله يُظهر أهميتها في الطقوس المتعلقة بالموت والانتقال الروحي.

تحتوي الصفارات على غرفتين صوتيتين متقابلتين، تُنتجان اضطرابًا هوائيًا يُسهم في خلق الصوت الحاد والمميز، وأظهرت الدراسات التي أُجريت على صفارات محفوظة في المتحف الإثنولوجي ببرلين أن هذا التصميم فريد من نوعه، ولم يظهر في أي ثقافة أخرى قبل الكولومبية أو في السياقات الموسيقية الحديثة.

الاستخدام الطقسي

كانت طقوس التضحية جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الأزتك، حيث اعتُقد أن الأرواح المُضَحّى بها تمر عبر العالم السفلي، يُرجح أن الصوت الصادر عن الصفارات ساعد في تعزيز التجربة الروحية والرمزية لهذه الطقوس، مما يهيئ الحاضرين للتواصل مع أبعاد روحية عميقة.

وعلى الجانب الآخر، أظهرت الدراسات التي أجرتها جامعة زيورخ أن صوت الصفارة يُثير ردود فعل عاطفية قوية في الدماغ البشري، حيث تم تنشيط مناطق الدماغ المرتبطة بالخوف والمعالجة العاطفية أثناء سماع الأصوات، مما يشير إلى استجابة غريزية أساسية.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت مناطق الدماغ المرتبطة بالمعاني الرمزية نشاطًا ملحوظًا، مما يدل على أن هذه الأصوات أثارت استجابات ثقافية وأسطورية عميقة.

الأهمية الثقافية والموسيقية

كان للأصوات والموسيقى دور مهم في تعزيز التجارب العاطفية والروحية، ويظهر استخدام صفارات الموت كيف استغل الأزتك معرفتهم بالصوت لإحداث تأثير نفسي وروحي قوي في سياقاتهم الطقسية.

تقليد الأصوات الطبيعية والبشرية

يُظهر صوت الصفارة، الذي يُشبه صرخة الإنسان، ارتباط الأزتك بمحاكاة قوى الطبيعة والكائنات الأسطورية، مما أضاف بُعدًا طقسيًا إلى استخدامهم لهذه الأداة، ورغم انقضاء قرون على اختفاء حضارة الأزتك، تظل صفارات الموت قادرة على إثارة الرعب والاستغراب لدى المستمعين المعاصرين، مما يُشير إلى عالمية التأثيرات العاطفية للأصوات المرعبة، تؤكد الدراسات الحديثة أن استخدام الأزتك لهذه الصفارات كان وسيلة متعمدة لدمج التأثير النفسي والرمزي في ممارساتهم الثقافية، وذلك طبقا لما ذكره موقع labrujulaverde