ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن القوات الأوكرانية استهدفت مواقع داخل العمق الروسي لأول مرة منذ اندلاع الحرب باستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية ما ينذر بتصعيد خطير في الصراع بين الجانبين الروسي والأوكراني.
وأشارت الصحيفة في مقال، شارك في كتابته دان صباغ وأندرو روث، إلى أن الهجوم الأوكراني يأتي بعد يوم واحد من استخدام قوات كييف لصواريخ أمريكية من طراز أتاكمس لضرب مواقع داخل الأراضي الروسية.
وأضاف المقال أن الرئيس الروسي وجه تحذيرا شديد اللهجة أن استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ أمريكية وبريطانية يعد اشتراكا لقوات حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في مواجهة مباشرة مع روسيا.
وفي الوقت نفسه حذر مسئولون غربيون من أن روسيا قد تقوم بتصعيد الموقف من خلال استهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا أو اللجوء لأساليب حربية أخرى لاستهداف مواقع داخل دول أوروبية أو دول أخرى حليفة للولايات المتحدة في أي منطقة من العالم.
وأشار كذلك إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التي أكد فيها حق موسكو في الرد على استهداف مواقع في جنوب غرب الأراضي الروسية بصواريخ غربية.
وأوضح أن ذلك التصعيد من جانب أوكرانيا يأتي في أعقاب إرسال كوريا الشمالية لما يقرب من 10,000 مجند إلى روسيا للانخراط في صفوف القوات الروسية خلال المواجهات مع القوات الأوكرانية.
ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا قد حذرتا في وقت سابق من أن اشتراك قوات من كوريا الشمالية في الحرب ضمن صفوف القوات الروسية يعد تصعيدا خطيرا في الموقف، مما دفع كل من واشنطن ولندن للسماح للقوات الأوكرانية باستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي.
وأوضح أن مقاطع مصورة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أن ما يقرب من 12 صاروخا بريطاني الصنع استهدفوا موقعا يعتقد أنه مقر قيادة عسكرية في منطقة ماريونو، فيما يعد أول استخدام لأسلحة بريطانية داخل الأراضي الروسية منذ نشوب الحرب.
ولفت المقال إلى أن استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة بريطانية يشكل تطورا كبيرا وعلامة فارقة في العلاقات بين كييف ولندن، لاسيما بعد تكرار الشكوى من جانب أوكرانيا من رفض المملكة المتحدة توفير المزيد من الصواريخ بعيدة المدى للقوات الأوكرانية.
وأوضح في الختام أن احتقان الموقف بعد الهجمات الأوكرانية دفع العديد من دول العالم مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان أمس الأربعاء إلى الإعلان عن إغلاق سفاراتهم في أوكرانيا بشكل مؤقت تحسبا لضربة جوية محتملة.