الوادي الجديد.. عاصمة النخيل والتمور
تتصدر مصر دول العالم في إنتاج التمور، حيث يصل الإنتاج السنوي إلى نحو 2 مليون طن، ما يمثل 19% من الإنتاج العالمي و24% من الإنتاج العربي، هذه الأرقام تعكس مكانة التمور كأحد المحاصيل الاستراتيجية التي تدعم الاقتصاد المصري، خاصة مع توجه الدولة لتطوير هذا القطاع بشكل شامل.
الوادي الجديد.. عاصمة النخيل
وتعتبر محافظة الوادي الجديد القلب النابض لإنتاج التمور في مصر، حيث تضم أكثر من 1.1 مليون شجرة نخيل تمتد على مساحة 18 ألف فدان، وفي هذا الإطار أوضح اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، بأن المحافظة تسعى لتعظيم العائد الاقتصادي من هذه الثروة من خلال إنشاء منطقة لوجستية متخصصة على مساحة 100 فدان بمدينة الخارجة.
وأضاف أن المنطقة ستشمل مصانع لتعبئة وتغليف التمور، ومجمعات تجارية، وثلاجات متطورة للتخزين، مما يسهم في زيادة فرص العمل ودعم الأنشطة التجارية والصناعية بالمحافظة.
تحديث إستراتيجية التمور المصرية
وأكد الدكتور أمجد القاضي، المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية، أهمية تحديث إستراتيجية التمور المصرية التي وُضعت في عام 2016 لتواكب التغيرات المناخية العالمية وخطط التوسع في زراعة النخيل، مشيرا إلى أن وزارة الصناعة تعمل على تعزيز القيمة المضافة للتمور من خلال تطوير صناعاتها وتسويقها عالميًا.
وانطلق لأول مرة معرض مصر الدولي للتمور بمشاركة واسعة من منتجين محليين ودوليين وسفراء دول شقيقة بدر العتيبي، رئيس الشركة المنظمة للمعرض، أوضح أن الفعالية تهدف إلى تعزيز التصدير وتوقيع عقود تجارية مع مستوردين من دول مثل ماليزيا والمغرب وبولندا.
وأضاف أن المعرض يعكس حرص القيادة السياسية على رفع حجم صادرات التمور وتعظيم القيمة الاقتصادية لهذا المحصول.
سيوة.. واحة الذهب الأخضر
واحة سيوة في محافظة مطروح تُعد من أكبر المناطق المنتجة للتمور في مصر، بإنتاج يصل إلى 270 ألف طن سنويًا، بحسب اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، مؤكدا أن الواحة تصدر نحو 6 آلاف طن سنويًا، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي، بفضل 13 مصنعًا يعمل بها أكثر من 500 عامل، ما يعزز من مكانتها كقاطرة للنمو في قطاع التمور.
وبالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تعمل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا على مشروع لتحسين سلاسل القيمة لتمور الوادي الجديد، فقد أوضح الدكتور محمود صقر، رئيس الأكاديمية، أن المشروع يهدف إلى تعزيز جودة التمور واستحداث مؤشر جغرافي يعكس هوية التمور المنتجة في الوادي الجديد، مما يعزز من ثقة المستهلك العالمي ويسهم في فتح أسواق جديدة.
التنمية المستدامة والتصدي للتغيرات المناخية
وتسعى المشروعات القائمة في الوادي الجديد لتحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية، حيث أوضحت الدكتورة وفاء عبد الرشيد، المدير التنفيذي للمشروع، أن الجهود تشمل دعم المرأة في التصنيع الغذائي والحرف اليدوية، إلى جانب تدريب المزارعين على مكافحة الآفات وتحسين إدارة النخيل ومخلفاته.
ويعد معرض التمور الدولي خطوة مهمة نحو النهوض بالقطاع، حيث يشهد تنظيم ملتقيات لمناقشة معوقات التصدير وإيجاد حلول للتسويق الدولي، كما أن المعرض يستهدف وضع خارطة طريق شاملة تلبي تطلعات القيادة السياسية لتحقيق نقلة نوعية في قطاع التمور، ما يسهم في زيادة التصدير وتعزيز مكانة مصر على الخريطة العالمية.
مهرجان التمور
وأكد مختار جبريل علي، رئيس الغرفة التجارية بمحافظة مطروح، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير وتنمية قطاع التمور باعتباره من أبرز القطاعات الإنتاجية الواعدة التي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وزيادة الصادرات، وخلق فرص عمل جديدة.
وأشار على هامش افتتاح مهرجان التمور، إلى أن المهرجان يمثل خطوة محورية نحو النهوض بقطاع التمور وتعزيز قدرته التنافسية عالميًا، بما يساهم في دعم الصادرات المصرية، وتوفير فرص عمل للشباب، وتقليل معدلات البطالة، وتحقيق انطلاقة اقتصادية جديدة تُعزز مكانة مصر على خريطة التنافسية العالمية.
وأوضح أن قطاع التمور في مصر يضم حوالي 150 منشأة صناعية تنتشر في عدة مناطق إنتاجية مثل الوادي الجديد، الواحات البحرية، سيوة، أسوان، الأقصر، البدرشين، الفيوم، برج العرب، العامرية، الدلتا، دمياط، والشرقية، مشيرًا إلى أهمية التوسع في دعم هذا القطاع الحيوي.
وشدد جبريل على أن مهرجان التمور يعكس النجاح الكبير الذي حققته المهرجانات السابقة، والتي شهدت مشاركة واسعة من المنتجين على مستوى محافظات الجمهورية.