مع تزايد الاهتمام بفرص الاستثمار المختلفة في السوق المصري، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: أيهما أفضل في الوقت الحالي للاستثمار، الذهب أم العقار؟ في ظل التغيرات الاقتصادية الأخيرة.

ارتفاع أسعار الذهب.. فرصة استثمارية في أوقات الأزمات

وكشف الدكتور وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب الأسبق، عن عدة عوامل ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب مؤخرًا، أبرزها قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة بنسبة 25 نقطة، مما دفع المستثمرين إلى الإقبال على الذهب كملاذ آمن، كما أشار إلى أن التوترات السياسية في الشرق الأوسط بين العدوان الإسرائيلي وقطاع غزة ولبنان كان لها دور في زيادة الطلب على الذهب.

وأضاف "أمين" في حديثه لبوابة دار الهلال، أن أسعار الذهب لن تشهد انخفاضًا كبيرًا في المستقبل القريب، حيث أن الذهب إذا ارتفع لا ينخفض بشكل كبير، بل يعود للارتفاع مرة أخرى، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين على المدى الطويل.

وأشار إلى أن الذهب يعد "الملاذ الآمن" في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، فهو أسرع من العقارات في توفير السيولة للمستثمرين، فبينما تتطلب العقارات وقتًا أطول للبيع والربح، يمكن للمستثمرين في الذهب بيع مقتنياتهم بسهولة نسبية للحصول على السيولة.

الذهب: استثمار آمن في أوقات عدم الاستقرار

من جانب آخر، أوضح "أمين" أن المواطنين الذين لديهم فائض من المال يمكنهم الاستثمار في الذهب، سواء في صورة مشغولات ذهبية، أو سبائك، أو جنيهات ذهبية.

 وأكد على أن الاستثمار في الذهب لا يتطلب جهدًا كبيرًا أو معرفة واسعة بالأسواق المالية، بل يكفي التفكير في الشراء والتمسك بالذهب لفترة طويلة لتحقيق العوائد المتوقعة. 

كما نصح "أمين" المواطنين بتجنب بيع الذهب إلا في حالات الحاجة الملحة، حيث أن الذهب يعد من أصول طويلة الأمد التي قد يرتفع سعرها مع مرور الوقت.

وأشار إلى تزايد الإقبال على السبائك الذهبية والجنيهات الذهب، حيث يفضل الكثيرون شراء هذه الأشكال بسبب ميزة "الكاش باك"، أي الحصول على نسبة من المصنعية عند البيع، وهو ما يعزز من جاذبية هذه الأداة الاستثمارية.

العقارات: سوق يحتاج إلى وقت وجهد

أما بالنسبة للعقارات، فقد أشار الخبراء إلى أن هذا القطاع يعتبر من الاستثمارات طويلة الأمد التي تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق العوائد، وبالرغم من ذلك، يظل العقار من أكثر الأصول التي تضمن استقرارًا على المدى البعيد، خاصة مع الطلب المستمر على الوحدات السكنية والتجارية في مصر.

لكن، على عكس الذهب، فإن عملية بيع العقار قد تتطلب وقتًا وجهدًا أكبر في العثور على مشتري، وتحتاج إلى إجراءات قانونية معقدة قد تؤثر على سرعة التنفيذ، كما أن العقار قد يتأثر بالعوامل الاقتصادية بشكل كبير، كارتفاع أسعار الفائدة أو الأزمات الاقتصادية، مما يجعله عرضة لبعض المخاطر.

المصنعية وأثرها على سوق الذهب

تطرق الدكتور "وصفي أمين" في حديثه إلى المصنعية كعامل مؤثر في تحديد أسعار الذهب، حيث تختلف المصنعية من مصنع لآخر، ويعود سبب ارتفاع مصنعية الذهب السويسري عن المصري إلى عمليات الاستيراد، كما أشار إلى أن اتفاق الأهالي في شراء الشبكة أصبح يعتمد بشكل أكبر على القيمة المادية بدلاً من التركيز على وزن الذهب فقط، ما يعكس تغيرًا في سلوك السوق.

الذهب الخفيف وتأثيره على التجارة

كما تحدث عن تأثير الذهب الخفيف في السوق، مؤكدًا أنه لا يعد مربحًا للتجار، حيث أن انخفاض وزن الذهب يعنى بطء دورة التجارة، مما يتطلب من التجار توفير جميع الأوزان لتلبية احتياجات المواطنين، خاصة العرسان الذين يفضلون شراء الذهب الخفيف.

البيع بالأحجار وخسائر المصانع

أما عن فكرة بيع الذهب بالأحجار، فقد أوضح "أمين" أنها تسببت في خسائر للعديد من المصانع، حيث أن هذا النوع من البيع قد يساهم في تراجع الطلب على الذهب الخالص ويؤدي إلى خروج بعض المصانع من السوق، مع توقعات بأن هذه الفكرة قد تنقضي على المدى الطويل.

في الختام.. أيهما أفضل؟

و يبقى الخيار بين الذهب والعقار معتمدًا على أهداف المستثمر ومدى قدرته على تحمل المخاطر، فإن الذهب يوفر سيولة أسرع وأقل تعقيدًا مقارنة بالعقار، لكنه في المقابل يتأثر بالعديد من العوامل العالمية والمحلية، أما العقار، فهو استثمار طويل الأمد يستفيد من استقرار السوق العقاري، ولكنه يحتاج إلى وقت وجهد أكبر لتحقيق الأرباح.