الحرب الروسية الأوكرانية.. أمريكا تصب الزيت وألمانيا تُمسك بناره
طُرحت الكثير من السيناريوهات التصعيدية بين "روسيا" من جهة، وحلف "الناتو" من جهة أخرى، بعد "الضوء الأخضر"، الذي منحته الولايات المتحدة الأمريكية لـ"أوكرانيا" باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية، في تطور غير مسبوق يحمل الأوضاع إلى منحنى تصعيدي خطير.
لكن ذلك "الضوء الأخضر" الذي منحته الولايات المتحدة قد يكون رحيمًا لـ"الدولة الروسية" في حال منحت ألمانيا لـ"الأوكرانيين" ضوءًا مماثلًا، من شأنه أن يعطي لهم القدرة على ضرب العاصمة "موسكو"، في خطوة قد تجر حلف "الناتو" إلى الصراع بشكل مباشر.
وفي محاولة لوضع خطوط حمراء للدول الداعمة لـ"كييف"، لجأت روسيا، الثلاثاء الماضي، إلى تغيير عقيدتها النووية، بشكل يعطي لها القدرة على تفعيل سلاحها النووي في مثل تلك الأوضاع، في تهديد غير مباشر إلى الولايات المتحدة وحلفائها، الذين يدعمون بدورهم "أوكرانيا" التي تتعرض لهجوم "روسي" منذ فبراير 2022.
إلى ذلك، تطالب "أوكرانيا" ألمانيا بمنحها صواريخ "توروس"، التي تتفوق من حيث المدى على صواريخ "ستورم شادو" البريطانية، و"سكالب" الفرنسية، كما تتفوق أيضًا على "أتاكمس" الأمريكية، التي حصلت مؤخرًا على الإذن باستخدامها.
وصواريخ "توروس" الألمانية تصل سرعتها إلى 1170 كم في الساعة، أي أقل بقليل من سرعة الصوت، ومداها يصل إلى 500 كم، ما يعني أنها قادرة على ضرب نواحي متفرقة من الأراضي الروسية، بما في ذلك العاصمة "موسكو".
وقد توظف "أوكرانيا" من جانبها الصواريخ الألمانية في ضرب المواقع الروسية البعيدة عن خط المواجهة، مما يمكنها من تدمير طرق الإمداد ومراكز القيادة للقوات الروسية المهاجمة، فضلًا عن أنها ستصبح قادرة على الوصول إلى أهداف في شبه جزيرة "القرم" التي تحتلها روسيا، وعمليًا قد يساعدها ذلك في استعادة أراضيها.
ألمانيا ترفض.. لماذا؟
ترفض الحكومة الألمانية ممثلة في المستشار أولاف شولتس، تسليم "كييف" صواريخ "توروس"، تخوفًا من توسيع الحرب، بشكل قد يسحب حلف "الناتو" إليها.
لكن الموقف الألماني الراهن عرضة، لأن تذهب به الريح، في ظل انهيار ائتلاف "شولتس"، الأمر الذي جعله يدعو إلى التصويت على الثقة في حكومته، والذي يتوقع أن يخسره، وفي المقابل لا يمانع حزب المعارضة "المسيحي الديقراطي" الذي تصب الاستطلاعات لصالحه من تقديم تلك الصواريخ إلى "كييف".
ومرارًا، حذرت "موسكو" من تسليم أنظمة كـ"أتاكمس" الأمريكية أو "تاوروس" الألمانية لـ"أوكرانيا"، وفي حين أقدمت "واشنطن" على فعل المحظور الأول، ما زالت "ألمانيا" تردد تخوفًا من تداعيات ذلك.
"أتاكمس" بـ"أوريشنيك"
وردًا على استخدام القوات الأوكرانية صواريخ "أتاكمس" بإذن أمريكي، أطلقت "روسيا" صاروخًا باليستيًا فرط صوتي متوسط المدى من طراز "أوريشنيك" على منشأة عسكرية في الأراضي الأوكرانية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، إن بلاده أطلقت صاروخًا باليستيًا فرط صوتي متوسط المدى من طراز "أوريشنيك" على منشأة عسكرية أوكرانية في مدينة دنيبرو.
وأشار بوتين، إلى أن بلاده استخدمت صواريخ "أوريشنيك" ردًا على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية من طراز "أتاكمز"، وأخرى بريطانية من طراز "ستورم شادو"، محذرًا في السياق ذاته، من إمكانية استخدام مزيد من هذه الصواريخ، وذلك مع الالتزام بتحذير المدنيين مسبقًا قبل أي هجمات مماثلة، معتبرًا أن الغرب قد حول الصراع في أوكرانيا إلى نزاع ذي أبعاد عالمية.
وفي الوقت نفسه، حذر من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية، وذلك بعدما ضربت "كييف" العمق الروسي مستخدمة صواريخ أمريكية وبريطانية.
و"أوريشنيك" هو صاروخ "روسي" باليستي متوسط المدى، لكن سرعته تفوق سرعة الصوت، إذ تبلغ حوالي 10 ماخ، ما يجعل من الصعب اعتراضه بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، وذلك نقلًا عن إعلام روسي.