إيليا أبو ماضي.. شاعر المهجر
أحد أهم وأشهر شعراء المهجر، عاش عصاميًا لأسرة بسيطة في لبنان، لم تُمكّنه ظروف عائلته من تلقي تعليمه الابتدائي كاملًا، ففر إلى مصر علّه يحقق مبتغاه من العلم والتجارة في آن واحد، إنه الشاعر الأشهر إيليا أبو ماضي.
ولد إيليا أبو ماضي عام 1889م، في قرية المحيدثة، بمنطقة المتن الشمالي في لبنان، تلقى في بلدته تعليمه الأبتدائي، قبل أن يٌقرر عام 1902م، الرحيل إلى مصر للعمل في تجارة التبغ مع عمه، وهناك ألتقى بأنطوان جميل وصديقه أمين تقي الدين، اللذان أسسا مجلة "الزهور"، والتي نشر إيليا على صفحاتها أول قصائده، للتوالي بعد ذلك نشر الأعمال التي حوّلها إلى ديوان أول بعنوان "تذكار الماضي" طبعه عام 1911م عن المطبعة المصرية.
في العام التالي لصدور ديوانه الأول هاجر إيليا أبو ماضي عام 1912م، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أوهايو عمل في التجارة لأربعة سنوات رفقة أخيه الأكبر مراد لأربعة سنوات، قبل أن ينتقل إلى بروكلين ويؤسس هناك الرابطة القلمية مع جبران خليل وميخائيل نعيمة.
في بدايات مشواره الأدبي، كتب أبو ماضي القصيدة العمودية، ولكنّ سرعان ما غيّر من نمطه بعد هجرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتأسيسه ومشاركته في تأسيس عدد من المجلات الأدبية منها "المجلة العربية"، و"مرآة الغرب"، والرابطة القلمية، التي ضمت عددًا من شعراء المهجر اللبنانيين والسوريين.
أسس إيليا أبو ماضي مجلة السمير النصف شهرية، وحولها إلى يومية، وظل يصدرها حتى وفاته، وقد ساهمت هذه المجلة إسهامًا كبيرًا في حياته الفكرية، وفي العام 1948م، زار إيليا أبو ماشي لبنان بعد انقطاع طويل لحضور مهرجان الأونسكو.
ومن أشهر دواوين إيليا أبو ماضي الشعرية "تذكار الماضي 1911م، الجداول 1927م، الخمائل 1940م، تبر وتراب 1960م، ومن أبرز قصائده قصيدة المساء، وفلسفة الحياة، الغابة المفقودة، ابتسم، العنقاء".
رحل إيليا أبو ماشي عن عالمنا في مصل هذا اليوم 23 نوفمبر، من عام 1957م، إثر أزمة قلبية مفاجأة، بعد رحلة أدبية، ومشوار إبداعي حافل بالعطاء.