واجهت الاستراتيجية التي تنتهجها نيجيريا لتسعير النفط الخام بعملة "نيرة" المحلية للمصافي المحلية انتكاسات كبيرة بعد شهرين فقط من طرحها.
وأوضحت منصة "أويل برايس" الأمريكية أن هدف الخطة، التي تقودها شركة البترول الوطنية النيجيرية، هو تثبيت احتياطيات البلاد من الدولار مع ضمان إمدادات كافية من الخام للتكرير المحلي، غير أن المبادرة، على ما يبدو، متعثرة، مع عدم تلقي الأطراف الرئيسية في الأمر، مثل "مصفاة دانجوتي للنفط"، سوى جزء ضئيل مما وعدوا به من الخام لتكريره.
من جانبه، أشار المدير التنفيذي لمصفاة "دانجوتي"، إدوين ديفاكومار، أن شركة البترول الوطنية النيجيرية ملزمة بتسليم 385 ألف برميل يوميًا إلى المنشأة التي تبلغ طاقتها 650 ألف برميل يوميًا، غير أنها فشلت في تلبية حتى هذه الحصة المخفضة.
ووصف ديفاكومار عمليات التسليم بـ "الضئيلة"، مسلطا الضوء على تحديات الاعتماد على سلاسل توريد محلية غير متسقة.
في الوقت نفسه، أفادت مصافي أخرى تابعة لـ"رابطة أصحاب مصافي النفط الخام في نيجيريا" بأنها مستبعدة تمامًا من برنامج الخام القائم على عملة "النيرة" المحلية، مشيرة إلى المفاوضات الجارية مع الحكومة لحل المشكلة.
وأدت أزمة إمداد النفط إلى إجبار مصفاة "دانجوتي" على اللجوء إلى الأسواق الدولية، حيث اشترت مؤخرًا مليوني برميل من خام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي، وبينما يسلط الأمر الضوء على القدرة التنافسية العالمية للمصفاة، إلا أنه يكشف أيضًا عن عدم كفاية نظام تخصيص الخام المحلي في نيجيريا.
وكانت شركة النفط النيجيرية قد واجهت انتقادات بسبب عجزها عن معالجة تاريخ طويل من سرقة النفط المزمنة وتخريب خطوط الأنابيب، كما أنها تواجه في الوقت الحالي انتقادات جديدة؛ لفشلها في إعطاء الأولوية لاحتياجات التكرير المحلية.
ومن ثم أثبتت الجهود المبذولة لتطبيق قواعد الإمداد المحلية من خلال "لجنة تنظيم البترول النيجيرية" حتى الآن عدم فعاليتها، بحسب منصة "برايس أويل".