فجع الوسط الفني، في الساعات الأولى  من صباح أمس السبت بنبأ وفاة الملحن محمد رحيم، جراء أزمة قلبية مفاجئة عجلت برحيل صاحب الـ45 عاما.

تعددت الآراء حول وفاة رحيم، وبعد ساعات غموض حسمت جهات التحقيق الأمر، بأن الوفاة طبيعية، وصرحت لأهله بدفن جثمانه بعد أن أجلت سرته الدفن  مرتين لانتظار إزالة الملابسات وتفنيد الشبهات في الواقعة.

ورغم رحيله المبكر، إلا أن حياته كانت مليئة بالتجارب الناجحة والمغامرات كما لم تخل من بعض الأزمات والصراعات حتى أوصلته لإعلان اعتزال الفن ومغادرة البلاد قبل أن يعود في قراره إرضاء لجمهوره ومحبيه.

محمد العدل: رحيم توفي بسبب عدم تقدير مجهوده

وعقب الرحيل المفاجئ للملحن رحيم، أكد المخرج محمد العدل، إن محمد رحيم توفي بسبب عدم تقدير مجهوده بالرغم من أنه أشهر الملحنين، حيث حصل على جوائز عالمية ومعتمدة، مضيفا أن محمد رحيم كان دائما يشتكي من عدم تقدير الإعلام له، كأنه ليس له أعمال شهيرة

وكتب في منشور له: «محمد مات من عدم التقدير.. كان دائما يشتكيلي أنه مش واخد حقه إعلاميًا رغم انه من أهم ملحنين العالم بجوائز عالمية رسمية ومعتمدة إلا أنه إعلاميًا مكانش حد بيهتم بالجوايز دي ولا كأنه عمل حاجة.. محمد مات من المجاملات والمحسوبية والـ trend الزائف.. امتى الفنان الحقيقي في الزمن ده هياخد حقه ؟.. امتي اللي أضاف ومتع الناس هو اللي يتصدر المشهد ؟».

واستكمل محمد العدل كلماته الحزينة والمؤثرة في وادع الملحن محمد رحيم: «خلاص يا حبيبي مش هعرف أقولك متزعلش تاني وأجيلك الاستديو أضحكك ونغني سوا.. بقلبك الأبيض وأخلاقك وفنك وحساسيتك المفرطة.. أكيد أنت عند ربنا في مكان أحسن بكتير من دنيا ظالمة وجائرة.. هتوحشني قوي، ادعوله لإنه والله يستاهل».

ومن ناحته، علق الإعلامي عمرو أديب، على وفاة الملحن محمد رحيم  بشكل مفاجئ قائلًا: "كانوا يقولوا مات من السرطان، مات من القلب، مات من الكلى، لكن زادت قوي حكاية مات مقهور، مات حاسس بظلم، مات لأن محدش حس بيه". 

وأضاف أديب عبر حسابه بمنصة "إكس": "الكلام ده زمان كان مجازي وكان وراه مرض، ولكن إن المرض ده يبقى الحزن يبقى الهم، كنا نعرف إن النفسي يقلب عضوي لكن إن النفسي هو العضوي هو القاتل سبحان الله".

سجال مع عمرو مصطفي

ومنذ عامين، شهدت الساحة الفنية سجالا بين محمد رحيم وعمرو مصطفى عقب تصريحات الأخير المثيرة للجدل بشأن الفنانين في برنامج «العرافة» مع بسمة وهبة.

وفي رسالة إلى عمرو مصف، قال رحيم:"صديقي عمرو مصطفى شاهدت حلقتك في برنامج العرافة للإعلامية بسمة وهبة، وكان ليا تعليق الحقيقة، شوف يا عمرو أنا ميهمنيش أبدا إنك تبقى عايش في كدبة كبيرة ومصدقها لكن يهمني إنك متفرضش الكدبة دي على الناس وتحاول تقنع بيها بعض شرائح الجمهور البسيط اللى ميعرفش حاجات كتير عن أسرار وخبايا المهنة بتاعتنا، البلد مليانة مبدعين وعلى أعلى مستوى من الموهبة والدراسة والإبداع، وكل واحد ليه مدرسته وليه تجاربه اللى لازم تحترم".

وأضاف محمد رحيم: "أنا كل ما ابدأ معاك صفحة جديدة ترجع تخون الصداقة والعيش والملح، وتفاجئني بما هو أفدح من كل مرة قبل كده، كتير كنت بسكت وبقول مفيش داعي نكبر الموضوع، المرادي أنت بجد زودتها أوي كفاية غلط في الناس كفاية سخرية من مجهود الناس، كفاية تعدي على كل الناس اللي شقيت وحفرت في الصخر علشان تكون أساميها، وأنا كنت أتمنى أن الرد ده اسمعه من السيد نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر أو رئيس جمعيه المؤلفين والملحنين د.مدحت العدل، ولكن كلهم سمعوا إهانة الناس وسكتوا ورمضان كريم محمد رحيم".

 لماذا قرر محمد رحيم اعتزال الفن؟

وفي شهر فبراير من العام 2024، خرج الملحن محمد رحيم، على جمهوره بقرار اعتزاله الفن واعتزامه تغيير مجاله ومغادرة البلاد، لحين إشعار آخر، دون الكشف عن أسباب اتخاذه هذا القرار.

وكتب رحيم عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "تعليق كل نشاطاتي الفنيه لأجل غير مسمى حتى أشعار آخر مع احتمالية اعتزال المهنة والسفر خارج البلاد".

ولم يمر سوى أسبوعين على قراره حتى تراجع عنه،  نزولًا لرغبة جمهوره ومحبيه، وأعلنوتقديمه عددا من الألحان التي تترك بصمة مع جمهوره.

وعن قرار عودته، قال رحيم: "الجمهور دبحنى بكلامه عنى وكان ينتظر رجوعي مرة أخرى عن قرار الاعتزال بفارغ الصبر، والحمد لله دايما في ضهرى وأشكرهم على كمية الحب التي وصلتنى منهم، وأنا محظوط بوجودهم في حياتى لأنه سبب نجاحى، وأوعدهم خلال الفترة المقبلة اسعادهم وتقديم لهم أغانى وألحان تفرحهم".

وعكة صحية عجلت برحيل رحيم

وقال الملحن محمد رحيم فى أول ظهور له بعد تعرضه لوعكة صحية: "فى البداية أسجد لله شكرا وحمدا لهذا الابتلاء الذي مر على خير"، مضيفا أن حالته الصحية الآن مستقرة وأفضل من التي كان عليها فى بداية الوعكة الصحية.

وأضاف أن الحب الذي شاهدته من أصدقائى وزملائى وجمهورى رزق من الله أشكره عليه، موجها الشكر لزوجته مدربة الأسود أنوسة كوتة لمساندته القوية في أثناء اللحظات الصعبة وتحملها الموقف.

ويذكر أن جرى تشييع جثمان الملحن الراحل محمد رحيم  إلى مثواه الأخير، من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، عقب صلاة الجنازة عليه، وسط حضور عدد من نجوم الفن.