رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تل أبيب تحترق.. 4 ملايين إسرائيلي يفرون إلى الملاجئ بعد أعنف قصف صاروخي

25-11-2024 | 10:09


قصف في تل أبيب

إسلام علي

شهدت إسرائيل أمس الأحد، أعنف قصف صاروخي منذ بدء التصعيد في لبنان في سبتمبر الماضي، حيث أُطلقت 340 صاروخًا دفعة واحدة من الأراضي اللبنانية باتجاه مدن ومواقع استراتيجية داخل تل أبيب، وأدى هذا التصعيد المفاجئ إلى حالة طوارئ غير مسبوقة، مع فرار نحو 4 ملايين شخص إلى الملاجئ المحصنة بحثًا عن الأمان.

 

الخسائر الإسرائيلية

بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، استهدفت الصواريخ مناطق متعددة، بما في ذلك تل أبيب وحيفا وعسقلان وكريات شمونة وصفد، بعض الصواريخ كانت مزودة برؤوس تفجيرية شديدة الانفجار، مما أدى إلى أضرار جسيمة في المباني السكنية والمنشآت الحيوية، بما في ذلك محطات طاقة وشبكات الاتصالات.

استهدفت هذه الصواريخ مستودعا للذخيرة في منطقة "رماته شارون"، فضلا عن مصفاة النفط بحيفا بعد استهدافها بصاروخ بعيد المدى، بينما سُجلت أضرار كبيرة في مطار بن غوريون الذي توقف مؤقتًا عن العمل.

وفي هذا الصدد، أفادت "القناة الثانية عشر الإسرائيلية أن نحو 4 ملايين شخص اضطروا للنزول إلى الملاجئ نتيجة كثافة القصف الصاروخي، مما شكل ضغطًا هائلًا على المنشآت المدنية المخصصة للطوارئ، كما أعلنت السلطات عن نقص حاد في المواد الغذائية والمياه داخل بعض الملاجئ المكتظة بالسكان.

 

حزب الله: الهجوك كان ردا على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية 

أعلن حزب الله مسئوليته عن هذا الهجوم الغير مسبوق، مشيرًا إلى أنه جزء من رد شامل على الغارات الإسرائيلية التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، وأن هذه الصواريخ ليست سوى البداية، وسنوسع نطاق الرد إذا استمرت الاعتداءاتـ، وبالنسبة إلى نوعية الصواريخ المستخدمة في الهجوم فقد شملت صواريخ دقيقة الإصابة، مثل "خيبر1" و"رعد3"، وصواريخ بعيدة المدى يصل مداها إلى 200 كيلومتر.

 

أثر الهجوم المفاجيء على الداخل الإسرائيلي

تصاعدت الأحداث في العديد من المناطق التي استهدفها حزب الله أمس، مما خلف حالة من الذعر بين المدنيين الإسرائيليين، حيث باتت الحياة اليومية مشلولة بالكامل، المدارس مغلقة، المواصلات العامة توقفت، والأسواق فارغة بسبب الهلع، حيث أظهرت الصور المتداولة عبر وسائل الإعلام شوارع تل أبيب وحيفا خالية تمامًا، في مشهد يعكس حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد.

وأشارت الصحافة الإسرائيلية متمثلة في صحيفة "هآرتس" إلى أن القصف أدى إلى نزوح جماعي داخلي، حيث هرب عشرات الآلاف من سكان المدن الكبرى باتجاه المناطق الصحراوية في الجنوب.

وصف هذا الهجوم من قبل سكان إسرائيل أنه الأكثر تدميرا منذ حرب لبنانا لثانية، وانتشرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا.

كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، بتوقف حركة الطيران في مطار بن غوريون شرق تل أبيب إثر إطلاق صواريخ من لبنان.

 

وعلى الجانب الأخر، رد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية  استهدفت مناطق الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك، وتشير التقارير إلى أن الغارات خلفت دمارًا هائلًا طال البنية التحتية والمنازل السكنية، ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين.

وفي وقت سابق من نفس اليوم "الأحد" ، شنت إسرائيل غارتين على منطقة الكفاءات في الضاحية الجنوبية، مما أسفر عن تدمير واسع النطاق على مساحة كبيرة من الأراضي، الوكالة الوطنية للإعلام بلبنان وصفت المشهد بأنه "دمار هائل لا يُحصى".

بالتزامن مع التصعيد، أطلق الجيش الإسرائيلي حملة إنذارات جديدة تطالب سكان المناطق الحدودية الجنوبية في لبنان بإخلاء منازلهم، حيث تم توجيه أوامر الإخلاء إلى سكان خمس بلدات جنوبية، وحُددت خطوط نهر الأولي كنقطة آمنة للانتقال شمالًا.

وفي خطوة تكشف عن استراتيجية الضغط الإسرائيلي، استهدف الجيش منطقة البسطة في بيروت، مما أدى إلى مقتل 11 شخصًا، بينهم شخصيات قيادية في حزب الله، أبرزهم محمد حيدر، رئيس قسم العمليات في الحزب.

 

تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار

وفي جانب آخر، تشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن هناك تقدمًا في المفاوضات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، فنقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعكف على دراسة كيفية الإعلان عن هذا الاتفاق الذي وصفته المصادر بأنه "جاهز تقريبًا".

يقود المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، جهود الوساطة، والذي قد أعطى بدوره إشارات إيجابية بشأن التوصل إلى تفاهم قريب، لكنه حذر من انسحابه إذا لم تُقدم إسرائيل ردًا واضحًا خلال الأيام المقبلة.

بينما تستمر المواجهات في بلدة الخيام جنوب لبنان لليوم السابع على التوالي، تبرز تساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذا التصعيد، فالنسبة إلى حزب الله فقد أعلن عن تدمير أربع دبابات إسرائيلية من طراز "ميركافا" في بلدة البياضة، فيما أكدت مصادر أمنية لبنانية أن القوات الإسرائيلية قامت بتفجير منازل في أحياء مختلفة من بلدة الخيام.