رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أمطار الشتاء في غزة تهدد بفيضان مياه الصرف الصحي على مئات الآلاف من النازحين

25-11-2024 | 13:02


صورة أرشيفية

أ ش أ

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن مسئولي الإغاثة في قطاع غزة المنكوب حذروا من أن أمطار الشتاء في القطاع تهدد بطوفان من مياه الصرف الصحي على مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في خيام منعدمة التدفئة أو وسائل الأمان بعد أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي.

وقالت الصحيفة في سياق تقرير إن فصل الشتاء في غزة، الذي بدأ تقريبًا في منتصف نوفمبر الجاري ويستمر حتى فبراير، يعتبر أكثر فترات العام أمطارًا، مما يؤدي إلى تفاقم الظروف الباردة حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى 8 درجات مئوية.

وتشرد حوالي 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب العدوان الذي شنته إسرائيل بعد هجمات المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر من العام الماضي، حسبما ذكرت الصحيفة وأكدت أن هؤلاء النازحين لا يتمتعون بحماية تذكر ضد العناصر الطبيعية. ويعيش أكثر من مليون شخص في خيام في منطقة المواصي الساحلية الرملية في جنوب غزة حيث أجبر الافتقار إلى نظام الصرف الصحي العديد منهم على استخدام حفر في الأرض كمراحيض. كما أدت القيود الإسرائيلية الشديدة على قوافل المساعدات إلى نقص في الضروريات الشتوية مثل الملابس الدافئة والبطانيات.

وقالت لويز واتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن الأمم المتحدة قدرت أن حوالي نصف مليون شخص في جميع أنحاء غزة موجودون في مواقع معرضة للفيضانات ويمكن أن تغمرها مياه الصرف الصحي بمجرد بدء هطول الأمطار.

وأضاف: "عندما تمطر، تتراكم مياه الصرف الصحي في المناطق منخفضة الارتفاع. جميع النازحين يستخدمون نوعًا من المراحيض المؤقتة ويحاولون في الأساس إخراج مياه الصرف الصحي من مأواهم. لكن هذا لا يعني أنها لا تتراكم بالقرب من شخص آخر أو في الشارع".

وسردت "فاينانشيال تايمز" قصة حسن عبد الله، الذي نزح خمس مرات منذ أن غادر منزله في شمال غزة في بداية الحرب وأصبح يعيش في خيمة متهالكة مع تسعة أفراد من أسرته في المواصي، وقال حسن لمراسل الصحيفة إنه اضطر إلى حفر حُفر بعمق 1.5 متر في الرمال لاستخدامها كمراحيض ويخشى أن تغمر الأمطار مأوى الأسرة المؤقت، وأن تتسبب مياه الصرف الصحي المتدفقة في إتلاف ممتلكاتهم الهزيلة مثل المراتب والتسبب في الأمراض.

علاوة على ذلك، أدى نقص السلع إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل باهظ. وانخفض عدد شاحنات المساعدات القادمة إلى متوسط ​​37 شاحنة في اليوم في أكتوبر الماضي مقارنة بـ 500 شاحنة كانت تدخل يوميًا في الفترة التي سبقت الحرب، وفقاً للأمم المتحدة. كما طورت العصابات المسلحة تجارة مربحة بسرقة الشاحنات الواردة وإعادة بيع الإمدادات بأسعار باهظة.

وقد ارتفعت أسعار البطانيات، على سبيل المثال، لتتراوح من 50 إلى 100 دولار حسب الحجم. وأشارت الصحيفة إلى أن خيمة حسن عبد الله أصبحت الآن مهترئة وممزقة، ولكي تصبح مقاومة للماء فهو يحتاج إلى أربعة أقمشة مشمعة، والتي قد تكلف ما يصل إلى 800 دولار.. وأضاف حسن:" انني لا أكسب الكثير كحلاق ولا أحد آخر في الأسرة لديه دخل. المواصي مثل الصحراء بجانب البحر بدون مبان تحمينا من الرياح. عندما يأتي الشتاء، أراهن أن نصف الخيام هنا سوف تطير بعيدًا".

وقالت واتريدج إن 33 شاحنة محملة بالفرش كانت متوقفة لمدة ستة أشهر بالقرب من حدود غزة ولكن لم يتم تسليمها بسبب القيود المفروضة على تسليم المساعدات، وأضافت أن 900 ألف مرتبة أخرى وعدد مماثل من البطانيات "قيد الشراء، ولكن ليس لدينا أي وسيلة لإدخالها".

وتابعت أنه "بالمعدل الحالي لدخول المساعدات، سيستغرق الأمر عامين لإيصالها إلى الجميع، حتى يتمكنوا جميعًا من الحصول على الأشياء الأساسية مثل الفرش والبطانيات والخيام المقاومة للماء والأقمشة المشمعة".

أما إسرائيل فلا تزال تنكر وجود أزمة إنسانية في غزة، وتقول إنها تضمن وصول كميات كافية من المساعدات إلى القطاع. لكن مسئولي المساعدات يقولون للصحيفة إن الطقس الشتوي لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تفاقم الظروف التي يتحملها سكان غزة المنهكون الذين أضعفهم الجوع بالفعل.

في الوقت نفسه، حذرت لجنة الخبراء الدولية التي تراقب انعدام الأمن الغذائي من أن القطاع بأكمله معرض لخطر المجاعة في وقت مبكر من هذا الشهر. وقالت إن المجاعة ربما تكون قد بدأت بالفعل في شمال غزة، حيث تشن إسرائيل حملة عسكرية شرسة منذ خمسة أسابيع، ومنعت دخول الغذاء وغيره من الإمدادات بشكل شبه كامل. وتابعت واتريدج أن سكان غزة "الذين يعانون من سوء التغذية الشديد يواجهون خطرًا إضافيًا للإصابة بالأمراض في الشتاء. سيصبح الناس أكثر مرضًا لأن كل هذا يعمل معًا ضد صحتهم ورفاهتهم".