رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دور المرأة الأرستقراطية في السياسة والحكم الإقليمي بفرنسا في القرون الوسطى

25-11-2024 | 23:44


لوحة من سجلات فرواسان بالقرن الخامس عشر

إسلام علي

كانت السلطة في أوروبا في القرن الرابع عشر، تُهيمن عليها الأرستقراطية، وشكلت النساء حوالي خُمس الحكام، مما يُبرز دورهن المؤثر في تلك الحقبة.

وفقًا للمؤرخة إيريكا جراهام جورينج، التي تركز أبحاثها على السلطة في العصور الوسطى بفرنسا، لم تكن القوة مقتصرة على الرجال، بل كانت النساء يتمتعن بنفوذٍ يُضاهيهم، حيث لعبت الدبلوماسية والقدرة على التفاوض دورًا محوريًا بجانب القوة العسكرية، خاصة في فترات الأزمات كحرب المائة عام.

في فرنسا، تحت حكم آل فالوا، تعايشت السلطة المركزية مع الحكم الذاتي الإقليمي، هذا النظام السياسي المعقد، المتسم بالتنوع اللغوي والثقافي، منح الأرستقراطيين نفوذًا محليًا واسعًا، وبدلاً من الهيمنة المطلقة، اعتمدت السلطة الإقليمية على التفاوض والتفاهم المشترك، مما أفسح المجال أمام نظام "الوصاية المشتركة"، حيث تقاسم العديد من السادة السيطرة على مناطق محددة، مما قلل الصراعات وحسن العلاقة بين النبلاء والفلاحين.

دور المرأة في الحكم

ساهمت النساء بشكل ملحوظ في السلطة، خاصة ضمن نظام الخلافة الوراثية، مثال ذلك، جان دي بينتيفير، دوقة بريتاني، التي تسلمت الحكم في سن الخامسة عشرة وخاضت صراعًا طويلًا للحفاظ على سلطتها، وكذلك، برزت كريستين دي بيزان، الكاتبة الأرستقراطية، التي أكدت من خلال أعمالها قدرة النساء على القيادة والدفاع عن أراضيهن، وعلى الرغم من التحديات كالتعرض للانقلابات، احتفظت النساء النبيلات بنفوذهن من خلال الزواج والسيطرة على أملاكهن.

المفارقة التاريخية

بينما أتاح النظام الإقطاعي للنساء فرصة الوصول إلى الحكم، فشهدت فترة ما بعد الثورة الفرنسية تراجعًا كبيرًا في مشاركتهن السياسية، حيث حُرمن من حقوق التصويت والترشح، وهذا التحول يبرز تأثير التغيرات السياسية على أدوار الجنسين. تشير أبحاث جورينج إلى أن السلطة في العصور الوسطى كانت تعتمد على المرونة والتفاوض، مما أتاح للنساء والرجال على حد سواء أدوارًا متكاملة في إدارة الحكم، وذلك وفقا لما نلقه موقع labrujulaverde.