شهدت جامعة المنيا، اليوم الثلاثاء، الجلسة البحثية الثالثة "أكتوبر في الثقافة الشعبية"، وذلك استمرار الجلسات البحثية الخاصة بالدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لأدباء مصر "دورة الكاتب الكبير جمال الغيطاني"، والمقامة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدواني، محافظ المنيا.
وحملت الجلسة البحثية الثالثة عنوان "أكتوبر في الثقافة الشعبية" أدارها د. أحمد الليثي، وتضمنت مناقشة ثلاثة أبحاث، الأول بعنوان "العزاء الأخير.. أكتوبر والموروث الشعبي" تناولت خلاله الباحثة أسماء خليل مفهوم الأدب الشعبي، كما رصدت خلاله بعض النصوص المروية والمكتوبة من الموروث الشعبي التي تناولت ملحمة أكتوبر المجيدة وتوضيح أثر ذلك في نفوس المصريين.
وجاء ذلك من خلال ثلاثة محاور، الأول يتعلق بفكرة الثأر ومفهومه كموروث مجتمعي، الثاني خاص بالموروث الشعبي وتوضيح آثره في الحرب، أما المحور الثالث فجاء بعنوان حكايات الملاك المحارب، ويتضمن قصصا مروية على لسان من عاصروا تلك الفترة الزمنية، مشيرة أن الذاكرة الشفاهية للشعب المصري قادرة على تسجيل ما لا تقدر على تسجيله أمهات الكتب.
وحمل البحث الثاني عنوان "دلالات المقاومة اللاعنفية في الأمثال الشعبية وثلاثية الصلابة الإرادة/ إيقاظ الوعي .. مقاربة نقدية من منظور سيكوسوسيولوجي"، ناقشت خلاله الناقدة د. رشا الفوال، مفهوم الصلابة النفسية لدى الشعب المصري، والتي تتأصل منذ مرحلة الطفولة من خلال معايشة الخبرات المعززة، مشيرة أن الشخص الذي يتمتع بالصلابة النفسية ينظر إلى المواقف المحبطة والصادمة باعتبارها مواقف مثيرة للانتباه.
وأضافت "الفوال" أن الشعب المصري يؤمن بأن المقاومة الإنسانية تعلو بشكل كبير على آلة الحرب، لأن الأحداث العصيبة التي تخلقها الحرب والسياسات القمعية تحدد أفكار الإنسان وأفعاله.
كما استعرضت خلال المناقشة مفهوم المقاومة في الأمثال الشعبية، وكيف تتكيف مع الأوضاع السياسية في ظل الحراك المجتمعي، لافتة إلى أن السياق العاطفي للمقاومة في الأمثال الشعبية هو الذي يحدد درجة قوة أو ضعف الانفعال، مما يقتضي تأكيد المجابهة اللاعنفية أو المبالغة في وصف الصمود والصلابة النفسية.
أما البحث الثالث فقدمه الباحث فيصل الموصلي بعنوان "فن النميم وانتصارات أكتوبـر" واشتمل على عدد من النصوص الأدبية التي رصدت انتصارات أكتوبر، وقام بجمعها ميدانيا من قِبل بعض الرواة والجماعات الشعبية بطريقة مباشرة أو ضمنية.
كما تضمن البحث نصوصا لأشهر شعراء فن النميم، استعرض الباحث منها ما يتعلق بحرب أكتوبر خلال مناقشته البحثية.
ثم توالت المداخلات من قِبل الحضور، وأوضح الأديب نادر أبو الفتوح، كيف استطاع الأدباء التعبير عن الحالة الوطنية التي كانت تمر بها البلاد أثناء حرب أكتوبر، من خلال أبياتهم الشعرية، مؤكدا أن مصر ثرية بكنوز الأدب.
واختتمت فعاليات الجلسة بمناقشات عدة حول مفهوم الأدب الشعبي ودوره في شحذ الإرادة، مع استعراض بعض الأمثال والحكايات المستوحاة من التراث الشعبي للمحافظات.
المؤتمر العام لأدباء مصر
المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين، «دورة الكاتب الكبير جمال الغيطاني»، تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان «أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاما من العبور»، ويعقد برئاسة الفنان الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل.
ويقام المؤتمر بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر دكتور مسعود شومان، وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وإدارة المؤتمرات وأندية الأدب برئاسة الشاعر وليد فؤاد، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة المنيا.
ويُعد المؤتمر العام لأدباء مصر هو التجمع الأدبي السنوي الذي يمثل أدباء مصر ويعبر عنهم، ويهدف إلى دعم الحركة الأدبية فى مصر وتنشيطها من خلال تهيئة المُناخ المناسب للتواصل بين أدباء مصر ورموز الحركة الثقافية من جميع الأجيال.
ويسلط المؤتمر الضوء على الإبداع الأدبي فى مصر من خلال المتابعات النقدية والإعلامية المصاحبة للمؤتمر، وتكريم رواد الحركة الأدبية والمبدعين المجيدين وكذلك الإعلاميين الذين يدعمون الحركة الأدبية في مصر، وطرح القضايا المتعلقة بالحركة الأدبية في المحافظات ودراسته.
ويشهد المؤتمر طوال فترة إقامته عددا من الجلسات البحثية، والموائد المستديرة، بجانب الأمسيات الشعرية والقصصية ومعارض الكتب والحرف والفنون، وندوات ثقافية، بمشاركة عدد كبير من الأدباء والباحثين والنقاد والإعلاميين ونخبة من الشخصيات العامة بالإضافة إلى ممثلي أندية الأدب والأمانة العامة.