رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الجامعة العربية تدعو إلى استكمال الطريق نحو تحقيق المساواة بين الجنسين

27-11-2024 | 12:25


الجامعة العربية

دار الهلال

دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى استكمال الطريق نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، والاستثمار في قدرات النساء من أجل بناء وحفظ السلام.

جاء ذلك خلال كلمة السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة، في افتتاح المؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى حول المرأة والأمن والسلام "تعزيز الحماية والاستجابة الشاملة لاحتياجات النساء في مناطق النزاع: النساء يواجهن الحروب"، الذي انطلق اليوم الأربعاء، بالجامعة العربية.

وقالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، إن المؤتمر يُعقد بعد مرور أكثر من عام على مأساة غزة، عام من القتل والتدمير والتهجير القسري والإبادة الجماعية، عام هُدرت فيه كرامة المرأة الفلسطينية وانتُهكت حقوقها، فهي تتحمل بمفردها وطأة ويلات هذه الحرب وتداعيتها من قهر، وعنف، وظروف كارثية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة.

وأضافت أنه وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، منذ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، بلغ عدد مجموع الشهداء في قطاع غزة 44 ألفا و211 من بينهم 17 ألفا و492 طفلا و11 ألفا و979 امرأة.. وبلغ عدد المفقودين من النساء والأطفال 4 آلاف و700 والأرقام في تزايد كل يوم.

وأشارت إلى أن المرأة الفلسطينية تدفع ثمنًا باهظًا جراء ممارسات الاحتلال الاستعماري واعتداءاته المتواصلة بحقهن منذ أكثر من 75 عاماً، وقد تصاعدت هذه الممارسات بسبب الصمت على الجرائم التي تُمارس على مرأى ومسمع كل العالم.

وتابعت: "لقد حدث ما كنا جميعاً نخشى من وقوعه، لقد تحركت يد القتل والتخريب من غزة إلى لبنان منتهكاً السيادة اللبنانية، وتعرض سكانه إلى ضربات عشوائية غاشمة لم يروا مثيلاً لها منذ عقدين. يتحمل نساء وأطفال لبنان تبعات ذلك دماراً ونزوحاً.

وذكرت أن في السودان واليمن ثمة أزمات إنسانية هي الأخطر في العالم نتيجة لحروب مشتعلة وصراعات متعددة وعدم استقرار، تتحمل النساء فيه العبء الأكبر وتدفع ثمن استمراره وتداعياته، فهن يتعرضن لأشكال متعددة من العنف بما في ذلك العنف الجنسي والاغتصاب والاعتقال، ويعشن الرعب والخوف وعدم اليقين.

وأبرزت أنه في ظل هذه الأزمات التي تتصاعد بشكل ملحوظ، وما ترتب عليها من خسائر هائلة في الأرواح، وموجات كبيرة من النزوح واللجوء، وتفكك الشبكات الاجتماعية، وفقدان مصادر الدخل وفرص التعليم والرعاية الصحية، ومع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرين لصدور القرار 1325، ارتأت جامعة الدول العربية أن هناك حاجة مُلحة لعقد المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلام في هذا التوقيت على وجه التحديد لتجديد مسؤوليتنا المشتركة وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز الحماية والاستجابة الشاملة لاحتياجات النساء في مناطق النزاع.

وأوضحت أن انعقاد المؤتمر الوزاري يأتي ضمن جهود جامعة الدول العربية للدفع بعجلة تنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن وقرار مجلس الأمن 1325(2000)، وفق نهج شمولي يتماشى مع أولويات المنطقة.

ولفتت إلى أن جامعة الدول العربية عملت بشكلٍ دؤوب جنبًا إلى جنب مع منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المعنية، من أجل حماية المرأة من كافة أشكال العنف أثناء الحروب والنزاعات المسلحة وفي ظل الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك لتمكينها وضمان مشاركتها الفاعلة في جميع عمليات صنع وبناء السلام اعترافاً بدورها كشريك رئيسي في كافة مسارات السلام.

وقالت: "تجسد هذا الاهتمام في إطلاق العديد من المبادرات الإقليمية المهمة، على رأسها تأسيس لجنة الطوارئ لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة، وكذلك الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام كمبادرة جادة تدعم دور النساء في الوساطة والجهود الدبلوماسية وتُلبي في الوقت ذاته احتياجات جوهرية في ترسيخ السلم والأمن الدوليين".

ونوهت إلى أن في العام الماضي، قامت جامعة الدول العربية بتحديث الاستراتيجية الإقليمية حول المرأة العربية والأمن والسلام، والتي تُعد حجر الأساس لتنفيذ أجندة المرأة والأمن والسلام في المنطقة، لتتواكب مع المستجدات التي طرأت على الساحتين الإقليمية والدولية.

وقالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، إنه لا يوجد في العالم تهديد للسلم والأمن الدوليين أخطر مما نواجهه اليوم في فلسطين ولبنان، هذا العدوان غير مسبوق في قسوته ودمويته ضد المدنيين وانتهاكه الصارخ للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأكدت أن وقف إطلاق النار لم يعد مطلباً عربياً، بل هو مطلب عالمي يحظى بإجماع مشهود، ففي يونيو 2024 صدر القرار 2735 مطالباً بوقف إطلاق النار، وفي يوليو صدر الرأي الاستشاري من محكمة العدل الدولية ليبلور جذور الصراع ويحصرها في استمرار الاحتلال غير القانوني لأرض فلسطين.. ورغم صدور هذه القرارات العاجلة والملحة من أعلى جهات القرار الدولي إلا أنها لا تُنفذ ولا تُفعل.

وأضافت أنه آن الأوان لتدخل حاسم من المجتمع الدولي لإنقاذ النساء وحمايتهن وفقاً لقرار 1325 وأجندة المرأة والسلم والأمن. و"أمامنا اليوم فرصة حقيقية للخروج من هذا المحفل المهم برسالة قوية مفادها أن النساء في كافة أنحاء العالم تستحق أن تعيش بكرامة وحرية في عالم خالياً من الصراع والدمار".

وشددت على أن جامعة الدول العربية تؤكد أن أمن وسلام المرأة لن يتحقق إلا إذا توقفت آلة الحرب، و"علينا جميعاً ممثلو دول ومنظمات دولية وإقليمية ومجتمع مدني، أن نتحرك قبل فوات الأوان وإلا سنجد أنفسنا أمام سلسة لا تنتهي من الدم والخراب. النساء والفتيات هن أولى ضحاياها".

وجددت الدعوة إلى الاستمرار في المطالبة بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، ورفض التهجير القسري، والسماح بدخول كافة المساعدات الإنسانية بدون أي معوقات.

وطالبت المجتمع الدولي بالتأكيد على الدور المهم والفاعل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقديم خدمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية وضرورة مساندة الدول للوكالة على كافة الأصعدة وزيادة الدعم المقدم؛ لتمكينها من الاستمرار في أداء مهامها في جميع مناطق عملياتها الخمس (الضفة الغربية، وقطاع غزة، الأردن، سوريا، لبنان)، ولا سيما الخدمات المتعلقة بالتعليم والصحة، وتسهيل عملها في ظل الممارسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تقويض عمل وكالة "أونروا".

وحثت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، جميع المنظمات الدولية المعنية إلى سرعة تقديم كافة الاحتياجات الإنسانية والإغاثية العاجلة في غزة ولبنان والسودان.

وطالبت المجتمع المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه رفع الظلم وإنهاء الاحتلال عن الشعب الفلسطيني، والالتزام بتطبيق الأطر القانونية الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والأجندة الدولية للمرأة والأمن والسلام.

وأشارت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، إلى ضرورة تكثيف العمل الجماعي لمعالجة العوائق التي تحول دون مشاركة المرأة بشكل أكثر شمولية في كافة جهود صنع وبناء السلام.

ونوهت بأهمية العمل على تنفيذ برامج الإدماج الاقتصادي وإعادة إدماج النساء، بما فيهن اللاجئات والنازحات وضحايا النزاعات لضمان استقرارهن على المدى الطويل.