دعم مصر مستمر لغزة ولبنان.. جهود لوقف إطلاق النار ورفض تصفية القضية الفلسطينية وعودة الاستقرار
جهود مصرية مستمرة لوقف العدوان على غزة ورعاية مفاوضات وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب المستمرة على القطاع منذ أكثر من 13 شهرا، لتستمر المفاوضات برعاية وجهود مصرية قطرية أمريكية، كذلك على مدار ما يزيد من شهرين من العدوان على لبنان، عملت مصر على دعم لبنان وإنهاء وقف إطلاق النار وتقديم كافة أوجه الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية.
وتواصل مصر جهودها الدبلوماسية والسياسية ودعمها الإنساني منذ 7 أكتوبر 2023 وبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وتوسيع رقعة الصراعة باستهداف لبنان الذي ازدادت حدته في سبتمبر الماضي، باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لأعضاء حزب الله وأنحاء وضواحي لبنان ومنها الضاحية الجنوبية واقتحام الجنوب اللبناني، وبعدها تنفيذ هجوم أجهزة البيجر لاستهداف أعضاء حزب الله وكذلك تفجير أجهز ة الاتصالات اللاسلكية والذي أسفر عن استشهاد مئات اللبنانيين وإصابة آخرين.
الدعم المصري لغزة ولبنان
قدمت مصر كل أشكال الدعم للأشقاء في لبنان، محذرة من أن يؤدي هذا التصعيد الإسرائيلي غير المقبول للمساس بسيادة لبنان، في سبتمبر الماضي، كما تواصلت مع الأشقاء في لبنان للتعبير عن وقوف الدولة المصرية بجانبهم والتضامن معهم، وإدانة كل الإجراءات الإسرائيلية التي تمس سيادة الدولة اللبنانية، حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على تمسك بلاده برفض أي مساس لسيادة لبنان وأمنه، في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في 29 سبتمبر الماضي، مؤكدا دعم مصر الكامل للبنان، ووقوفها بجانبه في هذه الظروف الدقيقة، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري والشامل والدائم لإطلاق النار بكل من لبنان وغزة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن عدم اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضي الفلسطينية ولبنان، يهدد بانزلاق المنطقة لحالة خطيرة من التصعيد، بما يضع الاستقرار والسلم الإقليميين والدوليين على المحك، كذلك وجه بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان بشكل فوري، تضامناً مع شعبه، ومؤكداً استمرار دعم مصر للبنان على جميع الأصعدة.
إنهاء الحرب على غزة
وفيما يخص الحرب تنسق مصر مع عدة أطراف عالميين بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في قطاع غزة، وتواصلت جولات المفاوضات والمباحثات بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن، وفي سبتمبر الماضي، استقبلت مصر أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الذي أكد خلال مؤتمر صحفي له أن مصر شريك أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في الجهود المبذولة إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة والوصول إلى السلام، مضيفًا أن وقف إطلاق النار أفضل فرصة من أجل التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة.
واليوم، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه خلال الأيام المقبلة، ستبذل أمريكا جهدا آخر مع مصر وتركيا وقطر وإسرائيل وآخرين للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب دون وجود حماس في السلطة".
مباحثات سياسية ودبلوماسية
وعقد الرئيس السيسي مباحثات دبلوماسية وسياسية مع عدد من القادة في العالم، بهدف وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان، كذلك لم تتوان مصر، عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وعملت القاهرة بالتنسيق مع واشنطن والدوحة، وأطراف فلسطينية على تبني مقترح واتفاق وقف إطلاق النار، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي في تصريحات سابقة له، من القاهرة، أنه تم الاتفاق على 15 بندًا من بين 18 في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح، لكن القضايا المتبقية تحتاج إلى حل، مشيرًا إلى أن حل القضايا المتبقية في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في غزة مسألة إرادة سياسية أكثر من أي شيء آخر.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أهمية الشراكة مع مصر لمواجهة التحديات التي تعانيها المنطقة، قائلًا: "وقف إطلاق النار في غزة سيسهل التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل وعلى جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد".
وفي ظل استمرار التعنت الإسرائيلي والتصعيد المستمر في غزة، أكد مصر استمرار مساعيها وجهودها الدبلوماسية، وفى اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشتى الطرق والوسائل، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مهما تكبدت من مشاقٍ أو واجهته من معوقات.
وقالت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، إنها تعتبر استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، هو دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلى لإنهاء تلك الحرب الضروس، وإمعان فى استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين تحت وطأة كارثة إنسانية دولية يقف العالم عاجزاً عن وضع حد لها.
وتظل الحرب على غزة والقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، قضايا أساسية على مائدة المباحثات التي يجريها الرئيس السيسي مع عدد من الأطراف، ومنها القمة المصرية الأردنية، التي عقدت اليوم في القاهرة، بين الرئيس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والتي خلالها أكد الرئيس والعاهل الأردني الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددين على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، يعتبر أساسياً لتنفيذ حل الدولتين، ويعد الضمانة الرئيسية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
كما ناقش الزعيمان أيضاً الأوضاع في لبنان، حيث أكدا على الترحيب بوقف إطلاق النار، مشددين على حرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق، ورفضهما لأي اعتداء عليه، مؤكدين أهمية تحلي كافة الأطراف بالمسئولية لوقف التصعيد الجاري في المنطقة.
وأكد الزعيمان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، وأهمية البناء على مخرجات القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عقدت مؤخرا في الرياض.
مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية لغزة
ومن المقرر أن تستضيف القاهرة في 2 ديسمبر المقبل، مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية لغزة، وذلك بهدف حشد دعم المجتمع الدولي لجهود الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة.