رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شادية.. قيثارة مصر

28-11-2024 | 13:02


شادية

ياسمين محمد

عرفها الجمهور بـ«معبودة الجماهير» و«دلوعة السينما»، وقدمت العديد من الأدوار المتميزة في أكثر من 100 فيلم، وحفرت صوتها في ذاكرة الوطن بأغنية «يا حبيبتي يا مصر»، لتشدو بها وقت أفراحهم وأحزانهم، اسم لا ينسى في تاريخ الفن المصري والعربي، إنها  الفنانة شادية.

بدأت الطفلة فاطمة أحمد كمال شاكر التي اختارت لنفسها اسمًا حركيًا "شادية"، بخطوات بطيئة نحو الشاشة الصغيرة، وكان عليها أن تواجه رفض والدها، الذي لا يزال يتذكر تجربة شقيقتها "عفاف" غير الموفقة في الفن، تزداد إصرارا ويزداد موقف والدها الرافض لتمثيلها، ليقرر مقاطعتها عاما كاملًا، وصلت في نهايته إلى بداية الطريق، عندما اكتشفها المخرج أحمد خان.

شادية المولودة بحي عابدين يوم 18 فبراير عام 1931، لأب يعمل مهندسا زراعيا ومشرفا على الأراضي الملكية، أحبت الغناء منذ طفولتها وشجعت على متابعة الموسيقى في مدرستها الابتدائية، وبدأت رحلتها مع التمثيل على المخرج أحمد بدرخان الذى اختارها لدور صغير في فيلم "أزهار وأشواك"، ثم رشحها بدرخان بعد ذلك للمنتج حلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه.

بدأت الفنانة في تقديم الأدوار الرئيسية في العديد من الأفلام الناجحة، ومن بينها "لحن الوفاء"، "المرأة المجهولة"، "شباب امرأة"، "بنات حواء"، و"معلش يا زهر"، حققت هذه الأفلام نجاحًا كبيرًا وأكسبتها شهرة واسعة.

أسرت شادية أنظار الجمهور بأدائها المتميز في السينما، وكانت أفلامها تتميز بتنوع الأدوار وقوة التعبير عن المشاعر، بجانب نجاحها في التمثيل، وكان لها أيضًا حضور قوي في عالم الغناء.

أما من ناحية الغناء، قدمت شادية العديد من الأغاني الناجحة التي لا تزال حاضرة في ذاكرة المعجبين حتى اليوم، وكان لأغانيها طابع خاص، ومن بين أشهرها "يا حبيبتي يا مصر" و"مكسوفة".

كانت شادية تمتلك صوت جميل وقدرة على نقل المشاعر بشكل رائع، كمغنية، حققت شهرة واسعة وتألقت في الحفلات والمسرح، ما جعلها فنانة شاملة تتقن فنون التمثيل والغناء ببراعة.

أصيبت شادية في 4 نوفمبر 2017 بسكتة دماغية، دخلت على إثرها العناية المركزة، وعلى الرغم من تعافيها من السكتة الدماغية، فإنها واجهت صعوبات في التنفس بسبب التهاب رئوي حاد، ما أدى إلى وفاتها في 28 نوفمبر 2017م.

 رحلت شادية تاركة وراءها إرثًا فنيًا رائعًا، حيث يتذكر الجمهور مسيرتها الفنية اللامعة وإسهاماتها الكبيرة في تطوير السينما المصرية والموسيقى العربية.