في اليوم العالمي لدعم القضية .. المرأة الفلسطينية كانت ومازالت أيقونة للنضال
نحتفل في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لتسليط انتباه المجتمع الدولي على حقيقة أن القضية والشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم حتى الآن لأجل الحصول على حقوقه وأرضه المسلوبة، ومن منطلق تلك المناسبة تستعرض بوابة "دار الهلال" دور المرأة الفلسطينية في النضال ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، منذ اندلاع القضية، وبالرغم من تعرضهن للكثير من الاضطهاد والعنف والقتل والتشريد من بيوتهن، وإليك التفاصيل:
-شاركت المرأة الفلسطينية في العديد من الانتفاضات والثورات الوطنية ضد الانتداب البريطاني، وحملت السلاح مع الثوار، وفي عام 1903م، تأسست أول جمعية نسائية وهي «الجمعية الارثوذكية لمساعدة الفقراء» اقتصر عملها على الصحة والتعليم.
-بعد إعلان وعد بلفور عام 1917م، بدأت المرأة الفلسطينية تعي بأهمية دورها الوطني والسياسي، وكان لها دورًا بارزًا في العمل النقابي الفلسطيني، وفي عام 1921م، شهد أول اتحاد نسائي فلسطيني أسسته كل من إميليا السكاكيني وزليخة الشهابي، وتم انعقاد أول مؤتمر سياسي للمرأة الفلسطينية، ثم تأسست جمعية «السيدات العربيات المقدسية» في عام 1929 وكان ذلك اول نشاط للنساء في غزة الفلسطينية، وتم عُقد أول مؤتمر نسائي في مدينة القدس، بحضور أكثر من 300 سيدة جميع أنحاء فلسطين.
-في ثورة 1936 ساهمت المرأة الفلسطينية في العمل العسكري، وقامت بنقل السلاح والمؤن والذخيرة، وتقديم العون والمساعدة للعائلات المشردة بعد نكبة فلسطين عام 1948م.
- في حرب 1948، شاركت المرأة الفلسطينية في المقاومة وبدأت في رفض العدو الصهيوني واحتلاله لأرضها، من خلال القيام بالتظاهرات والمسيرات والاستشهاد، وبرزت أسماء الكثيرات من المناضلات منهن عايدة سعد التي قامت بإلقاء قنبلة ضد الآليات الإسرائيلية الموجودة أمام مركز الشجاعية، وفاطمة برناوي التي اعتقلت بعد تفجيرها لقنبلة في سينما " صهيون"، وشادية أبو غزالة التي استشهدت أثناء إعدادها لمتفجرة في تل أبيب في عام 1968م، وغيرهن، فضلا عن تعرضها للاعتقال ومواجهتها للعديد من صور التعذيب.
- في عام 1967، تصدت المرأة الفلسطينية لقرارات تقسيم فلسطين ومحاولات التوطين التي تم الترويج لها، وشاركت في مظاهرات رافضة للاحتلال، وصلت حد تعرضها للقتل والتعذيب والسجن والتهجير، ومنعها من ممارسة حقوقها السياسية للدفاع عن أرضها، وشاركت في الاجتماع الأول للمجلس الوطني الفلسطيني الذي عُقد في مايو 1964، وخرجت أول مظاهرة نسائية في قطاع غزة، احتجاجًا على الجرائم الإسرائيلية.
- عام 1968، قامت العديد من المظاهرات النسائية منها مظاهرة حاشدة لنساء مخيم "البريج" رفضًا للاعتقالات الجماعية، والتي أستشهد فيها خمس فتيات من قبل قوات الاحتلال، كما شاركت نساء مخيم "جباليا" ومناطق أخرى من غزة في مسيرات للدفاع عن الأرض، وتم اقتحام دار المعلمات في غزة من قبل الاحتلال، وفصل 25 طالبة في محاولة منه لإسكات صوتهن، فلم تستسلم طالبات "دير البلح" وخرجن في مظاهرات ميدانية، ما دعي جنود الاحتلال لإطلاق الرصاص صوب الطالبات فاستشهدت إحداهن.
-عام 1969، قامت نساء "دير البلح" بقذف سيارات الجيش الإسرائيلي بالحجارة، ونظمت طالبات مدارس الرملة الإعدادية، والدور الثانوية، عدد من المسيرات احتجاجًا على إصدار حكم بالسجن على الطالبات نهلة البايض، وفاطمة مرتجى، وفاطمة عفانة.
-عام 1971م ، شاركت المرأة بفاعلية كبيرة في مقاومة الاحتلال وتصدت للجنود بالحجارة واستشهد العشرات من النساء وسقط المئات جرحى برصاص قوات الجيش الإسرائيلي، وشاركت المرأة في قطاع غزة لأول مرة في انتخابات المجالس المحلية.
-اقتحام القدس عام 1982، قامت طالبات مدارس خان يونس بتنظيم مظاهرة واشتبكن مع قوات الاحتلال، واستشهدت الطالبة إحسان خليل أبو دراز (18 عامًا) وأصيبت عدد من الطالبات، وشاركت النساء في مظاهرات شعبية جرت في غزة احتجاجًا على مجزرة صبرا وشاتيلا، واعتصمت عدد من النساء احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية في المناطق المحتلة.
-عام 1987 أعلن عن تأسيس اتحاد لجان العمل النسائي، وشهدت أكبر عملية اعتقالات بحق الفلسطينيات، التي وصلت إلى 3000 أسيرة، حيث شاركت النساء في تشكيل العديد من اللجان بجميع أنحاء فلسطين لتجميع أكبر عدد من المتطوعات في أنشطة اللجان المختلفة، من أجل مقاومة الاحتلال بالإضافة لتنظيمها حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية، ولم تستسلم النساء للحصار الاقتصادي الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي، بقطع الكهرباء والغاز، فقمن باستخدام "الطابون" الفرن الطبيعي لتوفير الخبز والحليب لأسرهن، الأمر الذي أجهض خطة الحصار.
-عام 1993م، شاركت المرأة في لجان الانتفاضة الشعبية، وأصدرت العديد من المذكرات باللغتين العربية والانجليزية وجهتها إلى الهيئات الدولية ولجان حقوق الإنسان استكارًا لجرائم الاحتلال، واستمرت في عملها حتى يومنا هذا.
- انتفاضة الأقصى عام 2000، شاركت النساء في الأعمال الفدائية، فكانت وفاء إدريس أولى الشهيدات بعد قيامها بعملية تفجيرية في عام 2000م، ثم آيات الأخرس التي قامت بعملية استشهادية في متجر بالقدس الغربية 2002م، وقد بلغ عدد النساء اللاتي استشهدن خلال انتفاضة الأقصى 460 امرأة، وعدد حالات الاعتقال وصل إلى 900 امرأة.
-عام 2014 والذي شهد حدوث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قامت النساء الفلسطينيات بمقاومة جنود الاحتلال، ما أدى لاستشهاد 489 امرأة، وتعرض أكثر من 11 ألف أسرة للتشرد بمدارس الإيواء بعد قتل ذويهم.
- طوفان الأقصى عام 2023، قصف الاحتلال قطاع غزة باستخدام أكثر من 6000 قنبلة، بما يعادل 4 آلاف طن من المتفجرات، ما دفع مئات الآلاف من الأهالي لإخلاء منازلهم، وبدأ القصف الهمجي للعديد من المنازل والأراضي الزراعية على طول قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، وأطلق من خلال الطائرات الحربية مئات من الصواريخ والقنابل الارتجاجية، وبدء المدنيين في السقوط، ولم تستلم النساء الفلسطينيات لسياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت بيانات هيئة شؤون الأسرى، إلى اعتقال عدد من الفلسطينيات وصل ل56أكثر من أسيرة في سجون الاحتلال منهن قاصرتان، كما ارتكب جيش الاحتلال مجزرة بشعة بحق المدنيين والنازحين الذين تحصنوا داخل مستشفى المعمداني، في حي الزيتون بغزة، والتي كانت تعج بالجرحى ومئات النازحين، أغلبهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 500 شهيد، في مجزرة وصفت بالكارثة الحقيقية.
- أعلنت الأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكّلون قرابة 70 بالمئة من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024، وكشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني استشهاد أكثر من 9,000 امرأة، وتعرض 75% منهن للجرح، وفقدان حوالي 70% من النساء والأطفال، فضلاً عن نزوح 2 مليون شخص من منازلهم، نصفهم من النساء، وقامت قوات الاحتلال بارتكاب أكثر من 20 مجزرة ضد العائلات، ما أسفر عن استشهاد واصابة الالاف من الأسر الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال، ومازالت المرأة الفلسطينية تنجب المقاومين والشهداء وتربيهم على العزة والكرامة، لتكون الأخت الداعمة والزوجة التي تصبر وتناضل وتشد أزر زوجها، وتوفر لأبنائها الرعاية والمأكل واحتياجات رغم الظروف القاسية.