اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. نيران الصهيونية لا تتوقف عن التهام الأرض العربية
للمرة الثانية على التوالي، يحل علينا "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، وسط حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد أهالي قطاع غزة، منذ أكثر من 13 شهر، ما يُضفي لتلك المناسبة المزيد من الأهمية، خاصة مع استمرار السعي الصهيوني الرامي إلى سرقة المزيد من الأرض، بشكل يدفع نحو تصفية القضية الفلسطينية.
ويوافق اليوم الـ29 من نوفمبر، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي تحييه الأمم المتحدة تزامنًا مع اتخاذ "الجمعية العامة" قرار تقسيم أرض فلسطين بين اليهود والعرب.
وصدر قرار تقسيم أرض فلسطين، في مثل هذا اليوم من عام 1947، حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار "رقم 181" القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، يهودية وعربية، مع وجود منطقة دولية تشمل القدس وبيت لحم.
منعطف تاريخي
وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، منذ عام 1979، وقد وقع الاختيار على تاريخ صدور قرار تقسيم أرض فلسطين لما يحمله من معان ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني، التي ما زالت قضيته عالقة حتى يومنا هذا.
ويأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني 2024، في وقت تمر به القضية الفلسطينية بمنعطف تاريخي على قع حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ويُضفي لتلك المناسبة المزيد من الأهمية، الدلائل المتواترة على السعي الصهيوني الدؤوب للاستيطان المزيد من الأراضي الفلسطينية، بشكل يدفع إلى تهجير الشعب الفلسطيني قسريًا، مما يعني تصفية القضية الفلسطينية.
وبشكل علني، تدعو العديد من الأصوات العبرية إلى استيطان غزة، التي تشهد حربًا مدمرة، تحت ذريعة أن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان تأمين بلدات الجنوب الإسرائيلي.
وفي أكتوبر الماضي، عقد مئات اليمينيين الإسرائيليين، مؤتمرًا قرب قطاع غزة، برعاية من حزب "الليكود"، الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دعوا خلاله إلى إعادة النشاط الاستيطاني في "كل شبر"، من القطاع الفلسطيني.
وتؤكد التصريحات التي تخرج من داخل الحكومة الإسرائيلية على وجود أهداف غير معلنة للحرب القائمة في غزة، أحدها يتضمن استئناف النشاط الاستيطاني هناك، وذلك رغم حديث رأس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن عدم واقعية تلك المسألة.
لكن هذا الأمر "غير الواقعي" المتمثل في إعادة استيطان غزة، بحسب ما يذكره نتنياهو، هناك من يسعى إلى جعله واقعًا ملموسًا على الأرض من خلال جمع ملايين الشواكل وشراء المعدات وتجنيد مئات العائلات التي تنتظر الموافقة على القرار، وفق ما ذكرته قناة "كان" العبرية.
ويؤيد ذلك الجولة الأخيرة، التي أجراها وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يتسحاق جولدكنوف جولة بمحاذاة غزة، عند مدخل ما يُعرف باسم محور"نتساريم"، حيث دعا من هناك إلى الاستيطان اليهودي في القطاع.
واعتبر جولدكنوف الاستيطان في غزة الرد الأنسب على هجوم السابع من أكتوبر 2023، وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت.
وكان إسرائيل قد احتلت قطاع غزة في حرب يونيو 1967، ثم اضطرت للانسحاب منه عام 2005، وتفكيك مستوطناتها، التي كان يقطنها كان يقطنها نحو 8 آلاف مستوطن إسرائيلي.
وعلى الجانب الآخر، حيث الضفة الغربية تتزايد الأطماع الإسرائيلية بشكل أكبر، التي تعتزم فرض السيادة الإسرائيلية عليها بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منصبه في الـ20 من يناير القادم.
وبحسب تقارير إعلامية، تستهدف الخطة الإسرائيلية فرض السيادة على مناطق واسعة في الضفة وليس كل الضفة، ويشمل ذلك منطقة الأغوار الحدودية، وجميع مستوطنات الضفة في المنطقة "جيم"، التي تشكل ثلثي مساحة الضفة الغربية.
وبشكل عام، يوجد بالضفة نحو 144 مستوطنة رسمية وأكثر من 100 بؤرة استيطانية، تجثم على نحو 42 في المائة من مساحة الضفة الغربية، ويعيش فيها نحو 600 ألف مستوطن.
وفي غضون ذلك، تؤكد الأمم المتحدة بدورها أن الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني، وتدعو إسرائيل دون جدوى منذ عقود إلى إنهائه، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين.
فيما طالبت محكمة العدل الدولية، يوليو الماضي، إسرائيل بوضع حد لاحتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، مع إنهاء أي تدابير تسبب تغييرًا ديمغرافيًا أو جغرافيًا، داعية المجتمع الدولي للتعاون من أجل تطبيق ذلك والامتناع عن تقديم أي دعم لإسرائيل كقوة احتلال.
وفي الوقت نفسه، أكدت أن سياسة إسرائيل الاستيطانية واستغلالها للموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية، تمثل انتهاكًا للقانون الدولي.
يُشار إلى أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي موازة ذلك، وسع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالًا عن مقتل 797 فلسطينيًا، وإصابة نحو 6 آلاف و600، وفق معطيات رسمية فلسطينية.