ضمن سلسلة آفاق عالمية.. "حديقة أبيقور وآلهة عطاش" جديد قصور الثقافة
صدر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الكاتب محمد ناصف، كتاب "حديقة أبيقور وآلهة عطاش" للكاتب الفرنسي أناتول فرانس، ترجمة عادل زعيتر، ضمن إصدارات سلسلة "آفاق عالمية".
يقع الكتاب في 425 صفحة، ويضم 9 أبواب، هي: "من الصعب، حول أديار النساء، حوار حول مصادر الأبجدية، حول المعجزة، أضغاث أحلام، حول الشانزليزيه، أريست وپوليفيل، الدير، الآلهة عطاش".
ويعتبر الكتاب من أبرز أعمال الأدب الغربي، يقدم من خلاله الكاتب تجربة غنية بأسلوب كلاسيكي أصيل، مع الحفاظ على فصاحة البيان القديم وسلاسة التعبير، مما يجعله نموذجا بارزا لفن السهل الممتنع.
يتحدث المترجم عادل زعيتر في مقدمة الكتاب: إذا كان "الآلهة عطاش" لأناتول فرانس خير ما وضع من كتب الأدب عن الثورة الفرنسية فإن "حديقة أبيقور" أفضل كتاب أدبي في الارتياب صدر عن هذا الكاتب الكبير.
وأبيقور، الذي اتخذ أناتول فرانس اسمه مع حديقته عنوانا لهذا الكتاب، فيلسوف يوناني ظهر قبل الميلاد، وابتاع حديقة جميلة وضع فيها مذهبه، وفي هذه الحديقة كان أبيقور وتلاميذه يقضون حياة ناعمة متنزهين زارعين، ولم يجد أبيقور فلسفة أروع من التي أبدع.
ونقرأ من الكتاب: "العوالم تموت ما دامت تولد، ومن العوالم ما يولد، ومنها ما يموت بلا انقطاع والخلق؛ وهو ناقص دائما، يدوم متحولا بلا توان، والكواكب تنطفىء، ولا نستطيع أن نقول إن بنات النور هذه إذا ماتت هكذا لا تبدأ كسيارات حياة خصيبة وإن السيارات إذا ما انحلت كان ذلك لتعود كواكب، وكل ما تعلم هو أنه لا سكون في الفضاء السماوي أكثر مما على الأرض وأن ناموس العمل والجهد يسيطر على ما لا حد له من العوالم".
أنت في الخيال، وأنا في الحياة، صدقني يا صديقي، إن الثورة مزعجة، وهي تدوم كثيرا، ومن تماديها حماسة خمس سنين، وعناق خمس سنين، ومذابح، وخطب، ونشيد المارسيليز، وإثارة للناس، وإعدام للأشراف تحت المصابيح ووضع للرؤوس على الخراب، ونساء راكبات فوق المدافع، وأشجار للحرية معتمرة وفتيات وعجائز ذوات ثياب بيض مجرورات في عربات أزهار، وحبس ومفصلة، وإعلانات، وباقات ريش، وسيوف، وسترات قصيرة! ثم يُؤخذ في عدم إدراك شيء من ذلك، وقد رأينا كثيرًا من عظماء الوطنيين الذين لم توصلوهم إلى الكابيتول إلا لتقذفوا بهم من فوق صخرة تاربيان، ومن يقول لنا إنكم لا تعدون أبطالكم الجدد لهذا المصير؟.. ومن يدري؟".
سلسلة "آفاق عالمية" تعنى بنشر الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية فى الأدب والنقد والفكر من مختلف اللغات، وهي إحدى سلاسل إصدارات الإدارة العامة للنشر الثقافي، بإدارة الكاتب الحسيني عمران، التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، رئيس التحرير د. أنور إبراهيم، مدير التحرير جمال المراغي، وسكرتير التحرير مها عبد الرازق، والغلاف لوسام سامي.