خبير دولي: مؤتمر"COP16" للتصحر بالسعودية فرصة مهمة لتسريع إجراءات إعادة إصلاح الأراضي
أكد السفير مصطفى الشربيني الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ وعضو مجموعة العمل الثالثة في منظمة الصحة العالمية ، أن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر" COP16" والذى من المقرر افتتاحه فى وقت لاحق اليوم بالمملكة العربية السعودية، يعد المؤتمر الأكبر في تاريخ مؤتمرات الأمم المتحدة المخصصة للأراضي، كما أنه الأول من نوعه الذي يُعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي منطقة تُعاني بشكل مباشر من آثار التصحر وتدهور الأراضي والجفاف.
وصرح السفير مصطفى الشربينى بأن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تعرف بأنها الصوت العالمي للأرض، وهي واحدة من ثلاث معاهدات رئيسية للأمم المتحدة تُعرف باسم اتفاقيات ريو، إلى جانب اتفاقيتي المناخ والتنوع البيولوجي، اللتين اختتمتا مؤخرا مؤتمرات الأطراف الخاصة بهما في باكو بأذربيجان وكالي بكولومبيا على التوالي، مشيرا الى تزامن الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف مع الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
وأضاف الشربينى أن مؤتمر الأطراف السادس عشر تحت شعار"أرضنا، مستقبلنا"يمثل تجديدا للالتزام العالمي بتسريع الاستثمارات والإجراءات لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف، بما يعود بالفائدة على الإنسان والكوكب..لافتا الى مشاركة ما يقارب 200 دولة عضو في الاتفاقية.
وأوضح الشربينى أنه تم اصدار تقرير علمي جديد يرسم خارطة طريق عاجلة لإصلاح أساليب زراعة الغذاء واستخدام الأراضي، بهدف حماية قدرة الأرض على دعم رفاهية الإنسان والحفاظ على البيئة، وتجنب الأضرار التي قد تكون غير قابلة للإصلاح حيث تم اعداد التقرير تحت إشراف البروفيسور الدكتور يوهان روكستروم من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
ونوه الشربينى بأن الأرض هي الركيزة الأساسية لاستقرار الكوكب، وفقا لما يؤكده التقرير حيث تضطلع الأرض بدور حيوي في تنظيم المناخ، وحماية التنوع البيولوجي، والحفاظ على أنظمة المياه العذبة، إلى جانب توفير الموارد الأساسية للحياة مثل الغذاء والماء والمواد الخام. ويعتمد التقرير الذي يحمل عنوان "الرجوع من الهاوية: رؤية مبتكرة لإدارة الأراضي ضمن الحدود الكوكبية"، على ما يقرب من 350 مصدرا لتحليل قضايا تدهور الأراضي واستكشاف الفرص المتاحة لمعالجتها من منظور الحدود الكوكبية ، ومع ذلك، فإن إزالة الغابات، والتوسع العمراني، والممارسات الزراعية غير المستدامة تتسبب في تدهور الأراضي بشكل غير مسبوق على مستوى العالم، مما يهدد ليس فقط مكونات النظم البيئية، بل أيضا بقاء البشرية في حد ذاته الامر الذى يبرز الدور الرئيسي للأراضي في الحفاظ على النظم البيئية.
وأشار الشربينى إلى أن التقرير يرسم الحدود الكوكبية، حيث يضع التحديات والحلول المتعلقة باستخدام الأراضي في إطار علمي يُعرف بحدود الكوكب أو الحدود الكوكبية، وهو مفهوم اكتسب أهمية كبيرة في السياسات العالمية منذ طرحه قبل 15 عاما، فيما يركز التقرير على أن الممارسات الزراعية غير المستدامة، أى الزراعة التقليدية السبب الرئيسي لتدهور الأراضي، حيث تسهم بشكل كبير في إزالة الغابات، وتآكل التربة، والتلوث كما تؤدي ممارسات الري غير المستدامة إلى استنزاف موارد المياه العذبة، بينما يؤدي الاستخدام المفرط للأسمدة المعتمدة على النيتروجين والفوسفور إلى الإخلال بالتوازن البيئي للنظم الطبيعية وبالتالى تراجع إنتاجية المحاصيل وجودتها الغذائية، مما يؤثر بشكل مباشر على سبل عيش الفئات المستضعفة، كما يؤدي هذا التدهور إلى آثار ثانوية تشمل زيادة الاعتماد على المواد الكيميائية الزراعية وتوسع الأراضي الزراعية على حساب النظم البيئية الطبيعية، علاوة على ذلك، فإن تدهور الغابات والتربة يُضعف قدرة الأرض على مواجهة أزمتي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، مما يؤدي إلى تسريع تدهور الأراضي بشكل متزايد، ويضعها في دوامة من التأثيرات السلبية والتدهور المستمر.
وسبق وأن قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، "إذا فشلنا في الاعتراف بالدور المحوري للأرض واتخاذ الإجراءات المناسبة لحمايتها، فإن العواقب ستطال جميع جوانب الحياة وستمتد إلى المستقبل، مما سيزيد من صعوبة التحديات التي تواجه الأجيال القادمة" وحاليا يؤدي تدهور الأراضي إلى زعزعة الأمن الغذائي، ويتسبب في تفاقم موجات الهجرة، ويزيد من حدة النزاعات.