رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد 10 سنوات من الرصد.. العلماء يحلّون لغز غامض في الفضاء

3-12-2024 | 13:00


الفضاء

إيمان علي

بعد 10 سنوات من الرصد والتحليل، نجح العلماء في حل لغز اكتشاف نبضة راديوية ثابتة قادمة من ضواحي مجرة درب التبانة، تحدث كل ثلاث ساعات وتستمر لمدة دقيقة.

وبحسب موقع Gizmodo، فقد أفاد علماء الفلك أنهم حدّدوا مصدر هذه الإشارة، والذي فتح أمامهم لغزا جديدا، ومع ذلك، زعموا أنهم تمكنوا أيضا من حله.

واكتشفت هذه الإشارة الراديوية لأول مرة من قبل فريق من العلماء في وحدة كيرتن التابعة للمركز الدولي لأبحاث الفضاء الراديوي (ICRAR)، أثناء فحصهم للبيانات الأرشيفية من مرصد مويرشيسون الواسع النطاق (MWA) في أستراليا الغربية.

وتبين أن هذه النبضة هي أطول إشارة راديوية عابرة تم اكتشافها حتى الآن، في حين أن معظم الإشارات الراديوية العابرة تظهر على فترات زمنية أقصر تتراوح بين عشرات إلى آلاف الثواني.

وتعد الإشارات الراديوية الطويلة الفترة (Long-period radio) حديثة نسبيا، حيث تم اكتشاف العديد منها في الآونة الأخيرة.

ويمكن أن تنتج الأجرام السماوية ذات الحقول المغناطيسية المتغيرة، مثل الشمس أو كوكب المشتري، موجات راديوية. أما الإشارات الراديوية القصيرة الفترة فهي تُعرف بالإشارات العابرة الراديوية، وهي انبعاثات طاقة مفاجئة وقصيرة العمر تنتج غالبا عن النجوم النيوترونية.

وقالت ناتاشا هارلي-ووكر، الأستاذة مساعدة في المركز الدولي لأبحاث الفضاء الراديوي والمؤلفة الرئيسية للدراسة التي نشرتها مجلة The Astrophysical Journal Letters: "الإشارات الراديوية العابرة طويلة الأمد مثيرة للغاية، ولنفهم ما هي، نحتاج إلى صورة بصرية. ولكن عند النظر إليها، هناك العديد من النجوم التي تعترض الطريق".

ولحسن الحظ، لم تكن الإشارة الراديوية المكتشفة حديثا، والمسماة GLEAM-X J0704-37، مخفية وراء النجوم. بل تم اكتشافها في ضواحي مجرة درب التبانة على بُعد 5000 سنة ضوئية في كوكبة الكوثل (Puppis)، وهي منطقة أقل ازدحاما من باقي أجزاء المجرة.

وأشارت هارلي-ووكر إلى أن الاكتشاف الجديد "يقع بعيدا عن المستوى المجري، لذلك هناك عدد قليل فقط من النجوم بالقرب منه".

وبفضل الرؤية الواضحة للإشارة، استخدم العلماء تلسكوب MeerKAT في جنوب إفريقيا لتحديد مكان الموجات الراديوية في نجم معين. وباستخدام مرصد SOAR في تشيلي، قام الفريق بقياس طيف النجم وتحديد أنه نجم قزم من الفئة M، أو كما يُعرف أيضا بالقزم الأحمر.

وعلى الرغم من أن الفريق حل لغزا بتحديد مصدر الإشارة، إلا أن لغزا آخر كان في انتظاره، حيث قالت هارلي-ووكر: "النجم القزم M وحده لا يمكنه توليد كمية الطاقة التي نراها. القزم M هو نجم منخفض الكتلة، وله جزء صغير فقط من كتلة وإضاءة الشمس. ويشكل هذا النوع 70% من النجوم في مجرة درب التبانة، ولكن لا يمكن رؤية أي منها بالعين المجردة".

وبدلا من ذلك، أظهرت البيانات أن النجم القزم M كان متواطئا مع نوع آخر من النجوم، حيث كان كلا النجمين يعملان معا لإنتاج الإشارة الراديوية المتكررة.

ويُحتمل أن النجم القزم M يتواجد في نظام ثنائي مع نجم قزم أبيض (بقايا نجم استنفد وقوده النووي وألقى طبقاته الخارجية). ومعا، يولدان "الإشعاع الراديوي"، بحسب هارلي-ووكر.

ويعتزم الفريق إجراء مراقبات متابعة لـ GLEAM-X J0704-37، بالإضافة إلى التعمق في البيانات للبحث عن المزيد من الإشارات الراديوية طويلة الفترة. وقد يكون هناك العديد من المصادر الكونية الغريبة التي تنبض بالطاقة عبر الكون.