مجرم ينتصر على العدالة.. العفو الأبوي ينقذ هانتر بايدن من قضاء 17 عاما خلف القضبان
أثار قرار الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، جو بايدن بإصدار عفو رئاسي عن نجله "هانتر"، المدان في جرائم مالية، حالة من الجدل في الأوساط العالمية، حتى أن البعض وصف قرار العفو بأنه انتصار لمجرم وهزيمة للعدالة.
المراقبون للشأن الداخلي الأمريكي، أعربوا عن مخاوفهم من أن يتخذ قرار عفو بايدن عن نجله كسابقة يعتمد عليها الرؤساء المقبلون للولايات المتحدة في إصدار قرارات بالعفو عن أنصارهم المدانين في قضايا متنوعة، محذرين من أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يلجأ للسلوك ذاته من أجل إنقاذ أنصاره المسجونين جراء ارتكاب أعمال شغب ضمن احتجاجات الكابيتول التي صاحبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل أربع سنوات.
عفو بايدن ينقذ نجله من عقوبة 17 عامًا
وكان هانتر بايدن مدانًا بالكذب عندما اشترى سلاحًا في عام 2018، وأقسم أنه ليس متعاطياً للمخدرات، كما أقر بالذنب في تهم أخرى تتعلق بالتخطيط لتجنب دفع 1.4 مليون دولار على الأقل في الضرائب.
وإجمالًا، بلغ عدد التهم المدان بها نجل بايدن "تسعة"، وبالنظر إليها كان من الممكن أن تصل مدة عقوبتها في المجموع إلى 17 عامًا، هذا بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها مليون دولار.
وكان من المقرر أن يحكم على "هانتر" هذا الشهر في تهمتين، أولها: حيازة أسلحة بشكل غير قانوني، وثانيها: احتيال ضريبي، إلا أن والده بصفته الرئيس الأمريكي استبق الأحداث بالعفو عنه.
ومرارًا، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه لن يعفوا عن نجله "المدان"، غير أنه لم يلتزم بما قطعه على نفسه من استعداده للالتزام بنتائج نظام العدالة كمسألة مبدأ.
وفي بيان العفو، قال بايدن:"وقعت اليوم على عفو عن ابني هانتر، منذ اليوم الذي توليت فيه منصبي، قلت إنني لن أتدخل في عملية صنع القرار في وزارة العدل، وأوفيت بوعدي حتى عندما شاهدت ابني يتعرض للمحاكمة بشكل انتقائي وغير عادل".
وأضاف البيان:"أصدر عفوًا كاملًا وغير مشروط عن الجرائم ضد الولايات المتحدة التي ارتكبها أو ربما ارتكبها أو شارك فيها هانتر خلال الفترة من 1 يناير 2014، وحتى 1 ديسمبر 2024".
وفي غضون ذلك، برر البيت الأبيض، قرار بايدن بأن خصومه السياسيين لم يتخلوا على ما يبدو عن هذه القضية، وسيواصلون ملاحقة ابنه.
سلطة دستورية
ويأتي عفو بايدن عن نجله استنادًا لسلطة منحها الدستور الأمريكي له، حيث ينص على أن الرئيس يتمتع بسلطة منح العفو وتبديل الأحكام، ويغفر العفو الجرائم الجنائية الفيدرالية، ويخفف تبديل الأحكام العقوبات، ولكنه ليس شاملًا. لكن لا يمكن له أن يمنح العفو إلا عن الجرائم الفيدرالية، وليس الجرائم المرتبطة بالولايات. ولا يجوز العفو عن إدانات العزل.
ومن جانبه، قابل هانتر عفو أبيه بالترحاب، حيث قال:"لقد اعترفت وتحملت المسؤولية عن أخطائي خلال أحلك أيام إدماني.. تم استغلال الأخطاء للتحقير من شأني ووصمي أنا وعائلتي علنًا، لأهداف سياسية".
ومضى مضيفًا:"لن أعد العفو الذي حصلت عليه اليوم أمرًا مفروغًا منه أبدًا، وسأكرس الحياة التي أعيد بناءها لمساعدة المرضى والذين ما زالوا يعانون".
وفي المقابل، يرى مراقبون، أن من شأن قرار العفو الذي أصدره "بايدن" أن يمنح الرئيس المنتخب دونالد ترامب دفعة قوية للعفو عن مئات السجناء ممن تمت إدانتهم بأعمال إجرامية في السادس من يناير 2021، جراء اقتحام "الكابيتول".
ترامب من جانبها لم يفوت تلك الفرصة، حيث اعتبر العفو عن "هانتر" "إساءة" و"إجهاض للعدالة"، وتساءل عن مصير أنصاره الذين اقتحموا مقر الكابيتول من ذلك القرار.