اليوم العالمي لذوي الهمم| مصطفى صادق الرافعي.. معجزة الأدب العربي الذي حول المحن إلى منح
مصطفى صادق الرافعي معجزة الأدب العربي الذي حول محنته إلى منحه، لم تكن إعاقته السمعية عائقًا أمام مسيرته الأدبية، بل تحولت إلى مصدر قوة وإلهام، واستغل تلك العلة والعزلة للغوص في أعماق الفكر والتأمل، مما انعكس بوضوح في كتاباته التي اتسمت بالعمق الفلسفي والجمالية الأدبية الرفيعة، ليحظى بشهرة أدبية واسع، ليصبح نموذجًا لأقرانه من ذوي الهمم.
وفي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، ترك الرافعي مثالًا عن عزيمة والأمل عن الإصرار والتحدي هو والعديد من الأدباء الآخرون الذين تحلوا بالصبر على ما عانوه من إعاقات، حيث فقد طه حسين حاسة البصر وأما الرافعي فقد السمع فكانوا من أصحاب الإرادة القوية فلم يهتموا أو يعبأوا بالعقبات.
أصيب الرافعي بمرض يقال أنه "التيفود" أقعده عدة أشهر في فراشه، وأثر ذلك المرض عليه وأصيب في أذنيه، واشتد به حتى فقد سمعَه نهائيا في الثلاثين من عمره، ولكن لم يستسلم لإعاقته حيث جعلته أكثر ارتباطًا بالقراءة والكتابة، مما منحه فرصة للتركيز على تطوير مهاراته اللغوية، وصقل موهبته الأدبية، فأبدع في مجال المقالات الأدبية والنقد والشعر.
وله العديد من الأعمال التي تحمل تأملاته العميقة ومن أشهرها: "السحاب الأحمر"، و"أوراق الورد"، حيث عبّر عن مشاعر الحب، الألم، والصراع الداخلي بأسلوب أدبي راقٍ يعكس تأثره بعزلته.
كما استخدم الرافعي إعاقته كوسيلة للحديث عن أهمية الإرادة والعزيمة، وكان يرى أن الإرادة البشرية أقوى من أي عائق، وهو ما ظهر جليًا في كتاباته، التي كانت مليئة بالحكمة والتفاؤل.
لم يكن الرافعي مجرد أديب، بل كان صاحب رسالة أدبية سامية، حيث دافع عن اللغة العربية وأهميتها، كما استطاع الرافعي أن يترك إرثًا أدبيًا كبيرًا يُعد من الكنوز الفكرية للأدب العربي، ويظل نموذجًا حيًا لقدرة الإنسان على تحويل المحن إلى منح، وتحقيق النجاح رغم الصعاب.