غزة تُباد .. الاحتلال يذيق الأهالي أصنافًا من الولايات والعذاب
أصناف متابينة من الويلات والعذاب تُمعن إسرائيل في إذاقتها لأهالي قطاع غزة، وخصوصًا في جزئه الشمالي، وذلك في إطار حرب الإبادة الممارسة من قبلها ضد الشعب الفلسطيني منذ نحو 14 شهرًا.
لا تقتصر تلك الويلات على الموت إثر المجازر المرتكبة، والتي خلفت أكثر من 149 ألفًا بين شهيد وجريح، بل تمتد لتشمل الموت جوعًا أو عطشًا، حيث أصبح سوء التغذية الحاد والجفاف يهدد حياة آلاف المرضى بالقطاع.
غزة تُباد
في اليوم الـ424 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي "مجزرتين" وصل منها للمستشفيات 36 شهيدًا، إلى جانب 96 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 44.502 شهيدًا، و105.454 مصابًا، بحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وفي الأثناء، يصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من استهدافه لمشروع بيت لاهيا المكتظ بالسكان في شمال قطاع غزة، حيث يقصف كل من يتحرك، ويحاصر النازحين ويزرع البراميل المتفجرة بين المنازل.
وحرفيًا، تُمعن إسرائيل منذ نحو شهرين في إبادة أهالي شمال غزة، كجزء من حرب الإبادة الكبرى المستمرة منذ نحو 14 شهرًا، تحت ذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
تأتي تلك الإبادة في ألوان وأشكال متباينة من العذاب، في مقدمتها تكثيف القصف الدموي على المنازل المدنية والأحياء السكنية، تزامنًا مع فرض حصار جائر يحول دون دخول المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية والمياه، ما تسبب بمجاعة شديدة هناك.
وفي غضون ذلك، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن جميع محاولاتها لإيصال المساعدات إلى شمال قطاع غزة قُوبلت إما بالمنع أو العرقلة في الفترة من 6 أكتوبر الماضي، إلى 25 نوفمبر الماضي.
وإجمالًا، أسفرت تلك الإبادة عن استشهاد، وفقدان أكثر من 3700 فلسطيني، فضلًا عن 10 آلاف جريح و1750 معتقلًا، وذلك خلال 60 يومًا من التطهير العرقي الإسرائيلي المستمر بمحافظة شمال غزة، بحسب إحصائية نشرها مكتب الإعلام الحكومي بغزة، الاثنين.
وكشف أن العدوان الإسرائيلي بشمال القطاع طال جباليا المخيم، وجباليا البلد، وجباليا النزلة، ومدينة بيت حانون، وبيت لاهيا، ومشروع بيت لاهيا، ومحيط هذه المناطق.
وقال شهود للمكتب، إن 500 إلى 650 جثمانًا من جثامين الشهداء ما زالت ملقاة في الشوارع والطرقات على مدار شهرين متواصلين، على إثر منع جيش الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الطبية وفرق الإغاثة والطوارئ والدفاع المدني من الوصول إليها.
ونتيجة لذلك، باتت الكلاب الضالة تنهش جثامين الشهداء في الشوارع، حيث تحولت جثامينهم إلى عظام متناثرة غير معروفة الأسماء في الشوارع والطرقات.
وبشكل عام، أصبح سوء التغذية الحاد والجفاف يهدد حياة آلاف المرضى، الذين يرقدون داخل المستشفيات في غزة، خاصة الأطفال وكبار السن، في ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع.
ومرارًا، أعربت هيئات الإغاثة الدولية عن قلقها بشأن الوضع الإنساني في غزة، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أن شحنات المساعدات التي تصل إلى القطاع حاليا باتت عند أدنى مستوى لها منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
واضطرت "الأونروا" إلى تعليق استلام المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي جنوبي قطاع غزة، بسبب سرقة شاحنات المساعدات من قِبل عصابات مسلحة.
وتواجه إسرائيل اتهامات بالتنسيق الكامل مع العصابات الخارجة عن القانون والأخلاق، التي تقوم بسرقة المساعدات بإيعاز مباشر منها لضمان عدم إيصالها إلى مستحقيها، وعدم إيصالها إلى أبناء الشعب الفلسطيني.
وتفيد بيانات "الأونروا"، بأنه لم يتمكن سوى 65 شاحنة مساعدات من الدخول إلى غزة خلال الشهر الماضي، مقارنة مع معدل 500 شاحنة قبل الحرب.
وجراء ذلك، وصل الفلسطينيون في قطاع غزة إلى مرحلة متأزمة على الصعيد الإنساني، حيث تتوالى عليه الأزمات بدون حلول، إذ بات الوضع يقترب من الكارثة أكثر من أي وقت مضى.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.