محمد هيكل: الدولة اللبنانية والأطراف الإقليمية تدعم استمرار الهدنة في لبنان | خاص
قال محمد هيكل، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الخروقات الحالية لن تؤدي إلى عودة الصراع المباشر كما كان في السابق، مشيرًا إلى أن الدولة اللبنانية تسعى للحفاظ على الهدنة، وكذلك الأطراف الإقليمية التي ترغب في استمرارها، خاصة مع تراجع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
وأضاف هيكل في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن هناك حاجة إلى تحركات سياسية داخلية في لبنان تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد، معتبرًا أن هذا المسار هو الأنسب لتطور الأحداث بدلاً من فكرة اختراق الهدنة، وأوضح أن إسرائيل تسعى من خلال خروقاتها في الجانب اللبناني إلى تقليص قدرات حزب الله عبر ضربات عسكرية نوعية، لكنها تتجنب الظهور بمظهر المعتدي أمام المجتمع الدولي خوفًا من ردود فعل انتقامية.
وأكد هيكل أن لجنة خماسية تتابع تقييم الأوضاع في لبنان، وأن استمرار الهدنة يعتمد بشكل كبير على رضا الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن، بالإضافة إلى إدراك إيران وحزب الله لطبيعة الصراع الحالي، ومدى قدرة إسرائيل على تقويض نفوذهما، وأشار أيضًا إلى أن انشغال حزب الله وإيران بالأوضاع في سوريا يساهم في تقليل فرص التصعيد.
وأشار هيكل إلى أن الهدنة مستمرة رغم الخروقات المتبادلة بين الطرفين، وأن كلاً منهما حريص على تجنب استفزاز الآخر بشكل يؤدي إلى انهيار الهدنة، وأضاف أن المناخ الداخلي في إسرائيل يدعم الهدنة في الوقت الراهن، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية لتمرير قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مستفيدة من الهدوء النسبي.
كما أشار هيكل إلى أن العشاء الذي جمع سارة نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعكس توافق مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الهدنة الحالية، ومع ذلك، توقع هيكل أن تتغير هذه المعادلات مستقبلاً، مما قد يدفع نتنياهو إلى إنهاء الهدنة إذا اقتضت التطورات ذلك.