يُعد معرض "نبيو" للذهب والمجوهرات هذا العام حدثًا استثنائيًا في عالم الذهب والمجوهرات، حيث يشهد توسعات غير مسبوقة تؤكد على تطور مكانته في صناعة الذهب على المستوى الإقليمي والدولي. 

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية والمحلية، يعتبر معرض "نبيو" منصة مثالية للتبادل التجاري بين الشركات المحلية والدولية، ويهدف المعرض هذا العام إلى تعزيز الصفقات التجارية مع دول الجوار، خاصة في قطاع تصدير المشغولات الذهبية، والتي تُعد قيمة مضافة مقارنة بتصدير الذهب الخام.

الحدث هذا العام سيشهد مشاركة حوالي 100 شركة، منها 50 شركة مصرية و50 شركة دولية من دول مثل إيطاليا، تركيا، الإمارات، الهند، والصين، كما يتم تنظيم بعثة مشترين من 150 تاجرًا من مختلف دول المنطقة العربية وأفريقيا، ما يعزز العلاقات التجارية ويسهم في فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية.

حاورت بوابة "دار الهلال"، رئيس الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، المهندس هاني ميلاد، والذي كشف تفاصيل حول معرض "نبيو" والذي يعد بمثابة نقطة التحول في صناعة الذهب والمجوهرات في مصر، إن التوسع المستمر، ودعم الصناعة المحلية، وتعزيز الروابط التجارية مع الدول الأخرى، كلها عوامل تجعل من المعرض منصة هامة لدعم الاقتصاد الوطني وفتح آفاق جديدة للصناعة.

وإليكم نص الحوار: 

◄ حدثنا عن أهمية معرض "نبيو" للذهب والمجوهرات هذا العام، وما هي أبرز التوسعات التي شهدها؟

معرض "نبيو" يمثل حدثًا استثنائيًا في عالم الذهب والمجوهرات هذا العام، يشغل المعرض مساحة غير مسبوقة وصلت إلى 10,000 متر مربع، بعدما كانت 7,000 متر العام الماضي، نسعى دائمًا للتوسع المستمر وتحقيق الاستمرارية، ونأمل أن يزداد حجمه سنويًا، المعرض يهدف إلى جذب التجار والجمهور، مع تخصيص أول يومين لعقد الصفقات، بينما سيكون اليوم الأخير مفتوحًا للجمهور للاستفادة من العروض ومشاهدة أحدث الموديلات.

◄ ما هي تفاصيل معرض المجوهرات هذا العام؟ ومتى وأين سيقام؟

معرض المجوهرات «نبيو»  هذا العام يمثل الدورة الرابعة له، وسيقام في الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر في أرض مصر للمعارض الدولية بالتجمع، المعرض متخصص في قطاع الأعمال من التاجر إلى التاجر، ويهدف إلى تعزيز الصفقات التجارية، خاصة مع الدول المجاورة، لدعم تصدير المنتجات المصرية من المشغولات الذهبية، والتي تمثل قيمة مضافة مقارنة بتصدير الذهب الخام، هذه العملية تعود بعائد كبير على الاقتصاد القومي.

◄ كم عدد الشركات المشاركة؟ وهل هناك مشاركة دولية؟

يشارك في المعرض هذا العام حوالي 50 شركة مصرية، بالإضافة إلى 50 شركة أجنبية، الشركات الدولية تأتي من دول مثل إيطاليا، تركيا، الإمارات، الهند، والصين، حيث تسهم كل منها في قطاعات مختلفة مثل المعدات والتصميم. هذا يعزز العلاقات التجارية بين مصر والدول الأخرى.

◄ كيف يعزز المعرض العلاقات التجارية بين مصر والدول الأخرى؟

نظمنا بعثة مشترين تضم نحو 150 تاجرًا من دول عربية مثل السعودية، الكويت، الإمارات، البحرين، الجزائر، ودول أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا، هؤلاء التجار سيشاهدون المنتجات المصرية وجودتها، مما نأمل أن يسفر عن صفقات تجارية تعزز الصادرات.

◄ ما هو دور التكنولوجيا في المعرض؟ وهل هناك تقنيات جديدة؟

التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا هذا العام، سيعرض المشاركون أحدث التصميمات باستخدام تقنيات متقدمة، حيث قمنا بطرح مسابقة للتصميمات المصرية الأصلية منذ شهر نوفمبر، لتكون منافسة، وسيتم اختيار التصميمات الفائزة وسيتم تقديم لها جوائز من قبل إدارة المعرض، بكل تأكيد كل المشاركين ستقدم أحدث انتاجها على المستوى المشغولات الذهبية (عيار 18-21)، بجانب تقديم منتجات مميزة مثل "الماس المصنع معمليًا"، وهو ماس مطابق تمامًا للماس الطبيعي من حيث التركيب والشكل، لكنه أقل تكلفة بحوالي 60%، هذا المنتج يمثل حلاً جيدًا في ظل ارتفاع أسعار الماس الطبيعي.

◄ ما هي خطط دعم الصناعة المحلية والحرفيين خلال المعرض؟

المعرض يدعم المصممين الشباب والحرفيين المحليين من خلال تنظيم مسابقات للتصميمات الجديدة، وسيكون هناك جزء الفضة في المعرض وعارضين للشركات الفضة، مقدمين لهم الدعم لوجودهم في المعرض بتخفيض، بالإضافة إلى تقديم تخفيضات على مشاركة الورش الصغيرة والمتوسطة أنها تكون في المعرض، هذا يعزز فرصهم للتوسع والظهور في السوق.

◄ ما التحديات التي تواجه الصناعة؟ وكيف تسعون للتغلب عليها؟

 التحديات الكبرى تمثلت في رسوم التمغة على التصدير، لكنها أُلغيت مؤخرًا، مما يشجع على زيادة الصادرات، نعمل كذلك على تحسين دعم الصناعة ومساعدة الورش الصغيرة في الوصول إلى الأسواق الدولية.

◄ هل سيشهد المعرض توقيع صفقات أو شراكات تجارية؟

 نعم، نعمل على تعزيز الصفقات التجارية من خلال حملة إعلانية قوية تستهدف الدول المجاورة، موقعنا الجغرافي المتميز في الشرق الأوسط يجعلنا مركزًا استراتيجيًا لجذب الدول العربية، ما يسهل عقد الشراكات التجارية.

فالمعرض يمثل فرصة هامة لتقديم أفضل ما في الصناعة المصرية من مشغولات ذهبية ومجوهرات، ونتطلع أن يكون منصة لبناء شراكات دولية قوية تعود بالنفع على الاقتصاد المصري.

◄ كيف ترى تأثير الذهب كاستثمار في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية؟

 الذهب يظل الملاذ الآمن والأكثر استقرارًا للمستثمرين والمواطنين على حد سواء، فهو يحافظ على قيمته الشرائية، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية، وبالرغم من تذبذب الأسعار مؤخرًا نتيجة الأحداث الجارية، فإنه يظل خيارًا رئيسيًا للتخزين والاستثمار على المدى الطويل.

◄ ما هي العوامل الأساسية التي تؤثر على أسعار الذهب في السوق المصري؟

 هناك ثلاثة عوامل رئيسية السعر العالمي للذهب، والذي تحدده بورصة المعادن، وسعر صرف الدولار، إذ يتم تسعير الذهب عالميًا بالدولار، ما يجعل تغير سعر الصرف محليًا مؤثرًا بشكل مباشر، والعرض والطلب المحلي، حيث يزيد الإقبال على الشراء في بعض الفترات ويقل في أخرى.

◄ كيف تقيّم حركة الإقبال على الذهب في السوق المصري مؤخرًا؟

شهدنا إقبالًا متوسطًا في الفترة الأخيرة، مقارنة بزيادة ملحوظة خلال الأشهر الأولى من العام، التزامات مثل العودة للمدارس أثرت بشكل مؤقت، لكننا نتوقع عودة النشاط مع بداية العام الجديد، حيث يزداد الطلب على المشغولات الذهبية والسبائك والجنيهات الذهبية.

◄ هل هناك تغير في تفضيلات المستهلكين بين المشغولات الذهبية والسبائك؟

الأمر يعتمد على هدف المستهلك، من يبحث عن الاستثمار يتجه إلى شراء السبائك والجنيهات، بينما يفضل البعض المشغولات لأغراض الزينة، هذا التنوع لا يؤثر على السعر لكنه يعكس طبيعة الطلب في السوق.

◄ كيف يتعامل التجار مع التحديات المرتبطة بتذبذب الأسعار؟

التجار معتادون على التقلبات السعرية ويحرصون على إدارة المخزون بعناية، أي عملية بيع تتم بسرعة لتجنب التأثر بالتغيرات المفاجئة في الأسعار، وهو أمر مهم للحفاظ على الاستقرار المالي.

◄ برأيك، هل يُفضل الاستثمار في الذهب أم العقارات؟

الذهب يمتاز بمرونة لا توجد في أي وعاء استثماري آخر، ويمكنك الاستثمار فيه بأي قيمة مهما كانت صغيرة، ويمكنك تسييله بسهولة إذا احتجت للسيولة، العقارات خيار جيد على المدى الطويل، لكنها تتطلب رأس مال أكبر واستثمارات ثابتة، أما الذهب فيظل ملاذًا آمنًا ووسيلة مرنة لحفظ القيمة.

◄ وماذا عن السؤال الأهم للمستهلكين الآن: هل نبيع أم نشتري؟

القرار يعتمد على احتياجات كل فرد وتوقعاته للسوق في النهاية، الذهب استثمار طويل الأجل، والاحتفاظ به هو الخيار الأكثر أمانًا في الظروف الحالية.

 ◄ما هو دور شعبة الذهب في الاتحاد العام للغرف التجارية في دعم التجار والمستهلكين خلال الفترة الحالية؟

 دور شعبة الذهب في الاتحاد العام للغرف التجارية يتمثل في تقديم الدعم المستمر لكافة الأطراف المعنية، سواء التجار أو المستهلكين، نحن نعمل على توفير المعلومات الدقيقة للمستهلكين، من خلال إعلان الأسعار بصفة مستمرة وتنبيههم إلى أي مستجدات قد تطرأ في السوق، كما نسعى جاهدين للدفاع عن حقوق التجار، تمثيلهم أمام الهيئات الحكومية، والعمل على تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم.

نحن أيضًا نقدم الدعم للمصنعين والتجار من خلال تنظيم المعارض، التي تُعد ملتقى سنويًا هامًا لعرض أحدث المنتجات وتبادل الخبرات، هذا المعرض لا يُسهم فقط في التجارة، بل في تعزيز الصناعة بشكل عام، وخلال الفترة الأخيرة، تمكنا من تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد دعم التجارة والصناعة في هذا القطاع.

◄ كيف تساهم شعبة الذهب في تحقيق توازن بين مصالح التجار والمستهلكين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة؟

 نحن نركز على توفير توازن بين مصلحة التاجر والمستهلك، نعمل على خلق بيئة شفافة ومستدامة من خلال تسهيل سبل التواصل بين الطرفين، هذا يشمل تحسين مستوى الخدمة في محلات الذهب، وتوفير تسهيلات لبيع وشراء الذهب بأسعار واضحة وشفافة، مع التنويه المستمر عن أي تغيرات في السوق. 

كما أن الهدف الأساسي لدينا هو الحفاظ على استقرار الأسعار، مما يسهم في تقليل الضغوط على المستهلكين، وفي نفس الوقت يحافظ على مصالح التجار.

◄ مع وجود العديد من التحديات التي يشهدها قطاع الذهب، هل هناك خطط للتوسع في المعارض أو تطويرها؟

 نعم، لدينا خطة مستمرة للتوسع المعرض السنوي الذي ننظمه يُعد واحدًا من أهم الفعاليات التي تجمع بين التجار والمصنعين المحليين والدوليين، ونحن نعمل على زيادة المساحات المخصصة للعرض من عام إلى عام، بهدف استيعاب المزيد من المشاركين وتوسيع نطاق التبادل التجاري، نحن نسعى أيضًا إلى جذب أسواق جديدة في دول مجاورة، وقد بدأنا في تنفيذ حملات إعلانية تستهدف الدول العربية المجاورة في منطقة الشرق الأوسط.

◄ في ظل تقلبات الأسعار، ما هي توقعاتك لأسعار الذهب في السوق المصري خلال النصف الأول من عام 2025؟

 من الصعب التنبؤ بأسعار الذهب بشكل دقيق، لأن الأسعار تتأثر بعدد من العوامل مثل الأوضاع السياسية والاقتصادية على الصعيدين المحلي والعالمي ولكن يمكن القول أن الذهب سيظل محتفظًا بقيمته في الأسواق، وفي الغالب أسعار الذهب قد تشهد زيادات أو استقرارًا في ظل الظروف الحالية، وخاصة في ظل عدم الاستقرار في بعض الأسواق العالمية، ولكن بشكل عام، الذهب يظل في مكانته كملاذ آمن للمستثمرين.

 ◄هل يتوقع أن تشهد السوق المزيد من التقلبات في أسعار الذهب أم أن هناك استقرارًا نسبيًا في المستقبل القريب؟

 السوق دائمًا عرضة للتقلبات، خاصة في الظروف السياسية والاقتصادية التي نمر بها عالميًا. ومع ذلك، من المحتمل أن يستمر الذهب في الحفاظ على قيمته أو قد يشهد بعض الزيادة. 

في النهاية، الذهب يظل من أكثر الأوعية الاستثمارية أمانًا، لذلك فإن تذبذب أسعاره يكون عادة مرتبطًا بالتغيرات الاقتصادية الكبرى، لكنه دائمًا يبقى قيمة ثابتة على المدى الطويل.

◄ في رأيك، هل يمكن أن يظل الذهب هو الخيار المفضل للاستثمار على المدى الطويل رغم بعض التقلبات؟

بالطبع، الذهب يعد من أفضل الخيارات الاستثمارية على المدى الطويل، على الرغم من تقلبات الأسعار، إلا أن الذهب يظل قيمة ثابتة ويحافظ على قدرته الشرائية، لذلك يظل خيارًا موثوقًا به للمستثمرين الذين يبحثون عن الأمان والحفاظ على أموالهم في ظل تقلبات الأسواق.

◄ كلمة أخيرة لجمهور التجار والمستهلكين في مصر؟

 أود أن أطمئن الجميع بأن شعبة الذهب في الاتحاد العام للغرف التجارية تواصل العمل على تقديم أفضل دعم ممكن للتجار والمستهلكين على حد سواء، نحن حريصون على توفير بيئة تجارية مستدامة وعادلة، وعلى تنظيم المعارض التي تساهم في تعزيز الصناعة المحلية، سنواصل العمل على تحسين خدماتنا، ونتطلع إلى أن يستمر القطاع في النمو والازدهار.