في ذكرى اكتشافها.. تفاصيل جديدة عن تمثال الملكة نفرتيتي الذي أثار الجدل بين مصر وبرلين
يصادف اليوم ذكرى اكتشاف تمثال الملكة نفرتيتي في تل العمارنة، وهو أحد أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، هذا التمثال الفريد، الذي يعتبر رمزًا للجمال والفن المصري القديم، تم العثور عليه في مثل هذا اليوم 6 ديسمبر عام 1912 على يد عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت وفريقه، وقد أعطى هذا الاكتشاف نظرة عميقة إلى حياة وفن مصر القديمة.
تمثال نفرتيتي أحد أشهر الأعمال الأثرية المصرية القديمة، وهو تمثال نصفي مدهون من الحجر الجيري عمره أكثر من 3300 عام، نحته النحات المصري تحتمس عام 1345 ق.م تقريبًا، للملكة نفرتيتي زوجة الفرعون المصري إخناتون، جعل هذا التمثال من نفرتيتي أحد أشهر نساء العالم القديم، ورمز من رموز الجمال الأنثوي.
وصف بورشاردت الاكتشاف في مذكراته قائلاً: "فجأة، أصبح بين أيدينا أفضل الأعمال الفنية المصرية الباقية، لا يمكن وصف ذلك بالكلمات، لا بد أن تراه.
نُقل التمثال إلى عدة مواقع في ألمانيا منذ اكتشافه، بما في ذلك منجم الملح في ميركس-كيسلنباخ، ومتحف داهليم في برلين الغربية، والمتحف المصري في شارلوتنبورغ والمتحف القديم في برلين، ومنذ 2009، استقر التمثال في المتحف الجديد في برلين، ويظل هناك حتى اليوم.
تم تصوير التمثال لأول مرة بواسطة الأشعة المقطعية في عام 1992، حيث تم أخذ عدة صور مقطعية مع فواصل قدرها 5 ملليمترات بين كل صورة وأخرى، وفي عام 2006، لاحظ ديتريش فيلدونج مدير المتحف المصري في برلين، عند تغيير اتجاه الإضاءة الموجهة إلى التمثال في المتحف القديم، وجود تجاعيد على رقبة نفرتيتي وتحت عينيها، مما أشار إلى أن النحات تحتمس قد حاول تصوير علامات الشيخوخة على التمثال. وقد أكدت الأشعة المقطعية صحة ملاحظات فيلدونج، حيث أضاف تحتمس طيّات من الجبس تحت العينين وعلى الرقبة، في محاولة منه لإتقان التفاصيل في النحت.
أصبح التمثال النصفي لنفرتيتي رمزًا ثقافيًا لمدينة برلين وكذلك لمصر القديمة، وأثار جدلاً واسعا بين مصر وألمانيا بسبب مطالبة مصر بإعادة القطع الأثرية المهربة إلى ألمانيا.