رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حكومة أستراليا تدعم شركة مناجم لاستخراج المعادن النادرة من أراضيها

6-12-2024 | 16:19


منجم

دار الهلال

زادت حكومة أستراليا من دعمها المالي لإنشاء أول معمل لتكرير واستخلاص المعادن النادرة من أراضيها ، وهي معادن باتت حيوية للعديد من الصناعات التقليدية والتكنولوجية الفائقة.

وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بأن شركة التعدين والمناجم الأسترالية "إلوكا ريسورسيز" دخلت في مباحثات مع الحكومة، منذ عام، للحصول على تمويل إضافي لمعمل تكرير تابع لها في شرقي أستراليا.

وأشارت إلى أن الشركة حصلت على تسهيلات قرض قيمته 1.2 مليار دولار أسترالي (بما يعادل 770 مليون دولار أمريكي) جرت الموافقة عليه في 2022، لكن التكلفة المقترحة للمشروع ازدادت إلى 1.8 مليار دولار أسترالي، ما تسبب في حدوث فجوة تمويلية هددت بتوقف المشروع.

وقال الحكومة الأسترالية اليوم الجمعة إنها ستزيد قرضها بواقع 400 مليون دولار أسترالي، إلى جانب 75 مليون دولار إضافية كتمويل محتمل لتغطية أي زيادات مقبلة في التكاليف. 

وتتركز نوعية المعادن النادرة، التي تعتزم "إلوكا" الأسترالية العمل عليها في معامل تكريرها واستخلاصها، تستخدم لخلق مواد مغناطيسية للمساعدة في توليد الكهرباء في مولدات الكهرباء بطاقة الرياح (توربينات الرياح)، والسيارات الكهربائية، ومنظومات التسليح.

وقالت الصحيفة إن أستراليا ترغب في تطوير صناعة استخراج وتكرير المعادن النادرة من أراضيها لكسر احتكار الصين بسلاسل إمدادات تلك المواد، التي تقول "وكالة الطاقة الدولية"، إنها تسيطر على 70 في المائة من عمليات تعدين المعادن النادرة في العالم، و90 في المائة من طاقة التشغيل لها.

وأثارت سيطرة الصين على سلع حيوية وضرورية لنقل وتوصيل الطاقة، تتضمن الليثيوم ومعادن نادرة أخرى، مخاوف بأن بكين سوف تستخدم تلك السلع كسلاح لتحصين مواقفها.

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الصين حظرت - هذا الأسبوع - أي شحنات إلى الولايات المتحدة من المعادن التي تستخدم في تصنيع أشباه الموصلات (الرقائق) والتطبيقات العسكرية، بما في ذلك الجاليوم، والجيرمانيوم، والأنتيموني، وهو القرار الذي نظر إليه تصعيد مضاد للضوابط الجديدة التي فرضتها واشنطن على صادرات إلى الصين.

من جانبه، صرح رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيس، بأن بلاده ستواصل دعمها لتطلعات الاستخراج والتنقيب في قطاع المناجم عبر منحه تسهيلات ضريبية، وتقوية برنامج تنشيط الصناعة المحلية "المستقبل صنع في أستراليا".

وقال إن "المعادن الحيوية (النادرة) تشيد أسساً لمستقبل طاقة نظيف، ونحن مصممون على انتهاز تلك الفرصة الاقتصادية ودعم الشركات المحلية والوظائف المحلية."

ومارست شركة "إلوكا" ضغوطاً علنية على الحكومة الأسترالية، على مدار العام الماضي، حتى تزيد من التزاماتها لإقامة معمل استخلاص وتكرير، الذي يقع على بعد 300 كيلومتر شمال بيرث، من خلال الإشارة إلى محاولات شركات صينية لإيجاد موطي قدم لها داخل الشركات الأسترالية العاملة في التنقيب عن المعادن النادرة.

وخلال يونيو الماضي، أمرت الحكومة الأسترالية، صناديق ذات صلة برجال أعمال صينيين بالحد من حصصهم في شركة مناجم "نروثرن مينرالز" المتخصصة في التنقيب واستخراج المعادن النادرة، وهي التي سوف تزود شركة "إلوكا" بإمداداتها عند الانتهاء من تشييد معمل التكرير التابع لها.

وتنقل "فاينانشيال تايمز" عن "مدير مركز معلومات المعادن الحيوية" في بريطانيا، جافين ماد، قوله إن هناك "لعبة جيوسياسية كبرى" تحيط بتطوير المعادن النادرة، نظراً لأنها تستخدمم في الأغراض العسكرية وتقنيات نقل وتوصيل الطاقة.
وقال "إذا كان الناس يريدون هذا الأمان فإن الحكومات، بالتبعية، سيتعين عليها العمل لدفع مقابل ذلك."

وتراجعت أسهم "إلوكا" بأكثر من 8 في المائة بعدما كشفت الشركة أنها سوف تشارك بأكثر من 200 مليون دولار أسترالي كجزء من هيكل تمويلي جديد.

كما قدمت الحكومة الأسترالية دعماً قدره 840 مليون دولار أسترالي، في صورة قروض ومنح، لشركة "أرافورا للمعادن الأرضية النادرة"، المملوكة جزئياً للمليارديرة، جينا رينهارت ولديها اتفاق شراء سلعي مع "هيونداي". 

كما وقع "بنك الصادرات والواردات الأمريكي" اتفاق عدم ممانعة لتقديم قرض يقترب من مليار دولار أسترالي، لشركة "ستراتيجيك ماتيريالز" الأسترالية، لدعمها في مشروع التنقيب والاستخراج لمعادن أرضية نادرة في "نيوساوث ويلز" بالقرب من بلدة دوبو.